على شريعة «أبي دجانة الخرساني».. التنظيمات الإرهابية تستهدف الكنائس
الأحد 12/أغسطس/2018 - 09:08 ص
طباعة
دعاء إمام
لم يشذ تنظيم «داعش» عن سابقيه من الجماعات المتطرفة فيما يخص استهداف الكنائس ودور العبادة، وفق تفسيرات وأسانيد لا تمت للشريعة الإسلامية بصلة. إذ يتفق الدواعش مع وثيقة معنونة بـ«قطع النياط في رد عادية الأقباط»، وضعها الانتحاري الأردني، همام خليل البلوي، المكنى بـ«أبودجانة الخرساني»؛ لإهدار دم أقباط مصر والتحرّيض على قتالهم وهدم كنائسهم؛ بزعم أنهم ليسوا أهل ذمة _على نقيض ما ورد في القرآن-.
وزعم «الخرساني» أن حماية الدولة والمسلمين للأقباط ليست واجبة، مطالبًا أتباعه من التنظيمات المتطرفة، بقتالهم وهدم كنائسهم، وفي حال رفض الحاكم، تقوم مجموعات بتنصيب أميرٍ لهم، قائلًا: «يَصح قتالهم بقيام جماعة من المسلمين ينصبون أميرًا لهم، ولو قاتلهم المسلمون أفرادًا لكان لقتالهم وجه صحيح».
وحرّض «أبو دجانة» على استهداف «البابا»، وهو ما هدّد به تنظيم «داعش» في أكثر من إصدار مرئي؛ استجابة لوصية «الخرساني»، إضافة إلى التحريض على التجار المسيحيين وصاغة الذهب وأصحاب المصانع وغيرهم من أصحاب رؤوس الأموال.
من جانبه، قدّم الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أدلة وبراهين تؤكد زيف أسانيد المتطرفين، مشددًا على أن الشريعة الإسلامية تحفظ للإنسان إنسانيته وكرامته بل إن مقاصدها جميعها تدور حول الحفاظ على الإنسان من غير تمييز بين أفراده.
وأكد مفتي الجمهورية على أحقية الأفراد في التعبد بما يقتنع به من المذاهب والأديان مع كامل مسؤوليته أمام الله وحده عن اختياراته، لافتًا إلى أن حماية أهل الأديان السماوية ودور عبادتهم من مقاصد العمران الإسلامي، استنادًا إلى قوله تعالى:«وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ».
وبحسب علي بكر، الباحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، والخبير في شؤون الحركات الإسلامية، فإن الموقف العدائي من قبل «داعش» تجاه أقباط مصر، ما هو إلا جزء من حالة العداء الصارخ من قبل التنظيم تجاه المسيحيين، وأصحاب الديانات الأخرى في المنطقة العربية.
وأضاف «بكر» في دراسة بعنوان «الاستهداف الداعشي للأقباط.. الدوافع والأهداف»، أن الهجوم على الكنائس يعبر عن الموروثات الفكرية لكل التنظيمات الإرهابية، وليس «داعش» فقط، حتى إن المؤلفات التي تتحدث عن العداء الصريح تجاه الأقباط في مصر، مثل رسالة «قطع النياط في رد عادية الأقباط»، لـ«أبودجانة الخرساني»، تمثل مرجعًا مشتركًا لهذه التنظيمات.
وبيّن «بكر» أن التنظيم يسعى لاستقطاب عناصر جديدة؛ نظرًا لاعتبار استهداف الأقباط من «الجهاد الذي لا شبهة فيه»، كونه -وفقًا لعقيدة داعش- قتالًا ضد «كفار محاربين»، وهو ما قد يدفع العديد من الشباب المتطرف إلى الالتحاق بصفوف التنظيم، وذلك من أجل المشاركة في مثل هذا النوع من الجهاد-على حد اعتقادهم- لاسيما وأن الصورة الذهنية للأقباط في عقولهم، أنهم كان لهم الدور الأكبر في القضاء على الحكم الإسلامي في مصر، المتمثل في حكم الإخوان المسلمين، وذلك بسبب مساندتهم لثورة 30 يونيو.