هجوم الفحيص.. قتال داعش في جنوب سوريا يهدد شمال الأردن

الأحد 12/أغسطس/2018 - 01:15 م
طباعة هجوم الفحيص.. قتال شيماء حفظي
 
«انفجار عبوة ناسفة محلية الصنع.. واعتقال 3 إرهابيين»، هكذا وصفت الحكومة الأردنية التفجير الذي وقع أمس الأول الجمعة، في مدينة الفحيص (بمحافظة البلقاء شمالي الأردن)، أدى إلى مقتل شرطي، وإصابة 6 آخرين.

وفي حين قالت الشرطة الأردنية، أمس السبت: إن «التحقيقات أظهرت أن عبوة ناسفة بدائية الصنع زرعت قرب سيارة فإن تابعة للشرطة»، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، لكن المنطقة شهدت -في أوقات سابقة- هجمات عدة من قِبل تنظيم داعش.

ويستهدف متطرفون منذ وقت طويل البلاد التي تفرض إجراءات أمن محكمة، وتعد حليفًا إقليميًّا قويًّا للولايات المتحدة، ووقعت معاهدة سلام مع إسرائيل.

وذهبت تحليلات إلى توقع أن يكون «داعش» مسؤولًا عن العملية باعتباره تبنى عمليات إرهابية في الأردن، كانت أغلبها في الشمال الأردني -على الحدود الجنوبية لسوريا معقل التنظيم- فيما اتجهت آراء أخرى إلى أن من نفذ الهجوم أتبع أسلوب داعش لتحقيق أغراض أخرى.

سنوات من الإرهاب
ووفقًا لتاريخ العمليات الإرهابية في الأردن، ففي عام 2016 وحده شهدت الأردن 4 هجمات، بينها 3 هجمات في الشمال، وهي: «هجوم البقعة، وهجوم مخيم الرقبان بالقرب من مخيم الرقبان للاجئين السوريين قرب الحدود الأردنية، وهجوم خلية إربد».

وخلال الأعوام من 2014 –تاريخ ظهور داعش– وحتى 2017، أعلنت الأردن عن إحباط محاولات عدة لتهريب أسلحة ومخدرات وأشخاص من سوريا عبر الحدود.

وبعد أن أعدم الطيار الأردني «معاذ الكساسبة» عام 2015، هدد تنظيم داعش، بشن هجمات إرهابية في الأردن، وبث مقطع فيديو، قال فيه: «والله سوف نفوت على الأردن بالمفخخات فاتحين بإذن الله»، مضيفًا: «رسالتي إلى عبدالله الثاني.. توبوا إلى الله.. والله سوف نقص رؤوسكم».

وفي العام 2017، سجلت الأردن 320 قضية إرهابية، وفقًا لتقديرات رسمية، وفي 2018، أعلنت الأردن إحباط مخطط إرهابي لتهريب متطرفين ومخدرات عبر أنابيب النفط القديمة على الحدود الأردنية السورية، والحدود الأردنية العراقية.

وخلال الشهر الماضي، رصدت القوات الأردنية سيارات وآليات تابعة لتنظيم داعش تتجول في مناطق تجمع النازحين من درعا وبقية بلدات جنوب سورية، بالقرب من الحدود بين البلدين.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة الأردنية، جمانة غنيمات، في تصريحات صحفية: إن «الهاجس الأمني من وجود هذه العناصر بات يقلق الدولة، ويؤكد المخاوف من وجود عناصر إرهابية مندسة تستخدم الغطاء الإنساني للدخول إلى الأردن».

وأعلن الجيش الأردني، إبقاء الحدود مع سورية مغلقة؛ حيث يتجمع عشرات آلاف النازحين من المعارك الجارية في منطقة درعا، وقال قائد المنطقة العسكرية الشمالية في القوات المسلحة، العميد خالد المساعيد: إن «عدد النازحين السوريين قرب الشريط الحدودي بين سورية والمملكة بلغ نحو 95 ألفًا، وهربوا نتيجة العمليات العسكرية الأخيرة للجيش السوري في الجنوب السوري».

وأشار «المساعيد»، إلى احتمال وجود مندسين بين النازحين قرب الحدود يمتلكون سلاحًا ويتنكرون بلباس نساء وهويات مزورة.

وتنفذ قوات النظام السوري بدعم روسي، عملية عسكرية واسعة في محافظة درعا المقسومة بين مناطق خاضعة للقوات النظامية وأخرى لفصائل معارضة.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة «ليز ثروسل»: إن «الوضع في درعا يسوء؛ نتيجة تصاعد الهجوم ما يؤثر بشكل كبير على المدنيين».

إغلاق المعابر
أقفلت المعابر بين الأردن وسوريا مع تصاعد العمليات العسكرية في الجنوب وسيطرة مقاتلي المعارضة عليها في 2015. 

ويشهد الوضع في الجنوب السوري، القريب من الحدود الأردنية، حالة من عدم الاستقرار، خاصةً في السويداء، التي شهدت قتالًا عنيفًا بين قوات الجيش السوري وداعش، إضافةً إلى المواجهات بين قوات النظام والمعارضة في درعا.

وتزداد مخاوف الأردنيين من اتجاه مقاتلي داعش نحو شمال المملكة، رغم أن وكالة الأنباء السورية «سانا»، ذكرت أن سلاح الجو ينفذ غارات مركزة عدة على تحركات وآليات لإرهابيي داعش على جهة منطقة الكراع وبئر قنيان وصنيم الغرز، على عمق نحو 30 كيلومترًا شرق قرى ريف السويداء، وأن هذه الغارات أسفرت عن إصابة عتاد التنظيم وأعضائه.

شارك