«داعش» يلفظ أنفاسه الأخيرة في سيناء ويبحث عن الحياة بـ«خراسان»
الإثنين 13/أغسطس/2018 - 09:11 ص
طباعة
أحمد الشوربجي
بثَّ ما يُسمى بـ«مركز الحياة للإعلام المرئي»، المحسوب على تنظيم «داعش» الإرهابي، الجمعة الماضي، مقطع فيديو مدته 4 دقائق تقريبًا، بعنوان «حصاد الأجناد 2»، يرصد العمليات الإرهابية للتنظيم خلال الأسبوع الماضي، وكذلك عدد القتلى والضحايا التي خلفتها عمليات داعش في جميع أماكن وجوده، وأظهرت نتائج الحصر المدعاة من قبل التنظيم، أن أكثر ضحايا التنظيم كانوا في العراق، حيث بلغ عدد القتلى والجرحى 186 شخصًا عراقيًّا.
الرقم الأكثر دلالة في هذا المقطع، هو عدد الضحايا الناتج عن عمليات التنظيم فيما تُسمى بولاية «خراسان» والذي تساوى تمامًا مع عدد ضحايا عمليات التنظيم في العراق، حيث يمكن وصف هذه «الولاية»، بأنها المكان الأخطر من حيث نشاط التنظيم، والأكثر نفوذًا له.
هذا الأمر يعيد للأذهان أهمية النداء الذي وجهه التنظيم بعد هزيمته فى العراق وسوريا، وتدمير دولته المزعومة عبر إصداره المعنون بـ«أرض الله الواسعة»، والذي بثه التنظيم في شهر مارس من العام الحالي، موجهًا فيه النداء لكل مناصريه بالقدوم لأرض الخلافة الجديدة، حيث ظهر مقاتلو التنظيم في جبال «تورا بورا» (شرق أفغانستان)، غير مهتمين بوعد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالقضاء على التنظيم المتطرف في أفغانستان وباكستان.
الأرقام أيضًا تدل على مدى الهزائم التي تلقاها التنظيم في سوريا، حيث وصل عدد ضحاياه لـ29 قتيلًا وجريحًا، أما في الصومال فكان عدد الضحايا ثلاثة فقط.
مصر تنتصر
اللافت للانتباه أيضًا، هو تكرر انعدام الضحايا تمامًا من قِبل فرع التنظيم المسمى بـ«ولاية سيناء» في مصر، إذ دأبت الإحصائيات والإصدارات والبيانات المختلفة الصادرة عن التنظيم في الفترة الأخيرة بتأكيد مثل هذا الأمر، من خلال حتى القراءة العابرة لها، ما يُعد تأكيدًا واعترافًا واضحًا من التنظيم بأن العملية الشاملة «سيناء 2018»، التي أطلقتها القوات المسلحة المصرية في 9 فبراير الماضي، آتت اُكلها، حيث أدت لمقتل العديد من عناصره، والقبض على مئات آخرين منهم، فضلًا عن تأمين حدود مصر البحرية والبرية؛ ما أدى لشلِّ تحركات التنظيم بسيناء، وتحجيمه عن ممارسة نشاطه الذي كاد أن ينعدم تمامًا.
وذكر المقطع أن عدد العمليات الإجمالية للتنظيم خلال الأسبوع المنصرم، بلغ 81 عملية متنوعة بين عمليات قنص واغتيال وعمليات انتحارية وعبوات ناسفة، كان أكثر من نصف هذه العمليات عبارة عن زرع عبوات ناسفة، حيث بلغ عددها 45 عملية، و14 عملية اغتيال، وعمل 5 كمائن، وإطلاق 5 قذائف صاروخية على عدة أهداف متفرقة، إضافة لثلاثة عمليات انتحارية.
وجاءت العراق على رأس قائمة هذه العمليات، حيث حازت بمفردها عدد 58 عملية من التنظيم، ثم تلتها ما يُعرف بولاية «خراسان» بواقع 11 عملية، ثم سوريا بواقع 10 عمليات، وفي المرتبة الأخيرة جاءت سيناء بعملية زرع عبوة ناسفة واحدة.
التنظيم ما زال قادرًا على إحداث النكاية والتعايش في العراق، وبدأ يتقلص نفوذه في سوريا، في الوقت الذي يبحث فيه عن حياة جديدة في أرض أفغانستان الوعرة من خلال ولاية «خراسان»، بينما هو يلفظ أنفاسه الأخيرة في سيناء.