بعد هجماتها الأخيرة في أفغانستان.. «طالبان» تحرق طاولة المفاوضات
الأربعاء 15/أغسطس/2018 - 06:22 م
طباعة
أحمد لملوم
منذ دخوله البيت الأبيض، يعتمد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في استراتيجية بلاده تجاه أفغانستان سياسة الضغط على جميع الأطراف، خاصة حركة طالبان؛ للعودة إلى طاولة التفاوض لتحقيق السلام في البلاد التي تعاني من حرب مستمرة منذ 17 عامًا، سقط فيها عشرات الآلاف المدنيين قتلى، وقتل خلالها 2400 جندي أمريكي وأصيب نحو 20 ألفًا آخرين.
ومؤخرًا تسعى حركة طالبان لتحقيق مكاسب على الأرض لاستخدامها في محادثات السلام التي يتوقع المراقبون، انعقاد جولة جديدة منها قبل نهاية العام الجاري، وكان وفد من طالبان زار أوزبكستان الجارة الشمالية لأفغانستان في وقت سابق هذا الشهر؛ لبحث عملية السلام في البلاد.
وعلى الأرض، نفذت حركة طالبان هجمات في شمال وشرق أفغانستان، إذ بدأ مقاتلو طالبان الخميس الماضي 9 أغسطس 2018 هجومًا على مدينة غزنة، والتي تبعد مسافة ساعتين بالسيارة عن العاصمة كابول، وهي العملية الأكبر التي أطلقتها طالبان منذ هدنة غير مسبوقة في يونيو بين طالبان والقوات الحكومية.
وتشن الولايات المتحدة ضربات جوية بالتنسيق مع الجيش الأفغاني لإخراج مقاتلي حركة طالبان من المدينة، التي تحاصرها المعارك، وتعاني من نقص كبير في المواد الطبية، وطاقة استيعاب محدودة في المستشفيات، وانقطاع التيار الكهربائي باستمرار، ما ينذر بكارثة إنسانية، كما سقط أكثر من مائة قتيل وعشرات الجرحى في المعارك المستمرة مع قوات الأمن الأفغانية.
وينتشر في أفغانستان حاليًّا 14 ألف جندي أمريكي لدعم القوات الأفغانية في مهام تدريب وإسناد، ويشكلون الغالبية العظمى من عديد قوة حلف الأطلسي التي تضم 16 ألف جندي.
وقال وزير الدفاع الأفغاني طارق شاه بهرامي في مؤتمر صحفي بالعاصمة كابول أمس الإثنين 13 أغسطس 2018: إن «نحو 100 من عناصر الأمن سقطوا، وما بين 20 و30 مدنيًّا قُتلوا»، وهي أول حصيلة يقدمها مصدر رسمي رفيع لعدد القتلى منذ دخول الحركة الإرهابية المدينة.
وحثت الأمم المتحدة جميع الأطراف على احترام حقوق المدنيين المحاصرين في المعارك، وتمثل مدينة غزنة صلة وصل بين كابول ومعاقل الإرهابيين في جنوب البلاد.
وفي شمال أفغانستان، اجتاح مقاتلو حركة طالبان أجزاء كبيرة من قاعدة للجيش الأفغاني اليوم الثلاثاء، وقتلوا عشرة جنود على الأقل وأصابوا 15، كما أسروا عشرات آخرين في القتال خلال اليومين الماضيين.
وقال محمد طاهر رحماني، رئيس مجلس إقليم فارياب: إن الإرهابيين استولوا على دبابات وذخيرة في قاعدة تشيناييها العسكرية بمنطقة غورماش في الإقليم في هجوم بدأ يوم الأحد، كما أسر الإرهابيون 40 جنديًّا.
وخسرت حركة طالبان 30 من مسلحيها قتلوا في المعارك الجارية، وليس واضحًا ما إذا كانت أفغانستان سوف تشهد -في القريب العاجل- وقفًا لإطلاق النار خلال عطلة عيد الأضحى، الأسبوع المقبل بعد هدنة مماثلة، في عيد الفطر الماضي من عدمه.