نجل «الصغير» يجدد الشرخ بين قيادات الإخوان والشباب
الأربعاء 15/أغسطس/2018 - 06:28 م
طباعة
سارة رشاد
ربما تكون المعركة الأكثر أهمية بالنسبة لجماعة الإخوان، هي تلك التي تخوضها مع المنشقين عنها، أو المحسوبين عليها وقرروا إحراجها، الأمر هنا لا يتعلق بتقارير رسمية -تصدرها الأجهزة الأمنية في الدولة- معنية بتفنيد جرائم الجماعة، لكنه يتمثل في تفصيلة يقرر مقرب من الجماعة الإفصاح عنها؛ ليشكك من خلالها، في كل الروايات الأسطورية التي اعتادت الجماعة ترديدها.
آخر ما حدث في هذا السياق، ما كشفه مقربون من الجماعة، أو عناصر خارجة منها، عما حدث في اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر المسلحين، اللذين تحل ذكرى فضهما الخامسة، اليوم الموافق 14 أغسطس، من بين هؤلاء كان عبدالرحيم نجل محمد الصغير، القيادي بالجماعة الإسلامية.
وفي مشاركة نشرها على حسابه على «فيس بوك»، كتب: «مثل تلك اللحظة الآن، طلبوا مني مغادرة ميدان رابعة، ووالله لم أكن أعلم أنها ستنفض، ولكنهم كانوا يعلمون، وبعدها بساعات ارتقت أنقى وأطهر الأرواح على وجه الأرض».
وحمّل مسؤولية ما حدث إلى قيادات الاعتصام من جماعة الإخوان والتيارات الدينية المشاركة، مقرًا بأنهم كانوا يعلمون بالفض، ومع ذلك أبقوا على الاعتصام مع سحب أبنائهم.
ولا تعتبر مشاركة «الصغير» الوحيدة التي هزت رواية الجماعة بخصوص يوم الفض، إذ روى آخرون تفاصيل لم تتضمنها رواية الجماعة.
الاعتصام المسلح
أبرز هؤلاء كان أحمد المغير، أحد الرموز الشبابية لجماعة الإخوان، الذي اعترف في الذكرى الثالثة لفض الاعتصامين، بتسليح قطاع من المشاركين بالاعتصام، رغم نفي الجماعة لهذه المعلومة.
وعبر صفحته على «فيس بوك»، كتب «المغير»: «الاعتصام كان مسلحًا بالأسلحة النارية كلاشات وطبنجات وخرطوش وقنابل يدوية ومولوتوف».
وتابع: أن رابعة كان مليئًا بالسلاح الكافي للتصدي للفض من قبل الجيش والشرطة، لكن تم إخراجه بمعرفة أحد «إخواننا اللي فوق»، في إشارة إلى القيادات النافذة بالجماعة، مشيرًا إلى أن الشباب وقتها اعتبروا سحب السلاح خيانة من قبل القيادات.
الشواهد التي تتنافى مع رواية الإخوان لا تتوقف عند ذلك، إذ رصدت الأحداث بعد فض الاعتصام القبض على القيادات المحرضة فيه خارج الميدان، وعدم وجودهم أثناء الفض، ما طرح السؤال حول مكان وجودهم أثناء دخول قوات الشرطة إلى الاعتصام.
يشار إلى أن قوات التأمين التي وفرتها الجماعة الإسلامية للمشاركة في الاعتصام، ومن بينها القيادي بالجماعة عاصم عبدالماجد، كانت خارج الاعتصام وقت الفض، وبعضها تمكن من الهروب خارج البلاد.
هروب قيادات الإخوان
وتثير نقطة الهروب من الميدان أو معرفة القيادات بقرار الفض دون التحرك للحفاظ على الدماء، حفيظة الشباب من الجماعة الإسلامية، الذين أخذوا صف المعارضة لجماعتهم منذ تيقنوا من استخدام القيادات لهم.
وفي تحليله، تنبأ أحمد ربيع الغزالي، العضو السابق بمجلس شورى الجماعة، بخروج بؤر إرهابية تمارس أعمالًا عدائية ضد المجتمع تعمل بشكل منفصل تمامًا عن قياداتها، في إشارة إلى فقد القيادات لسيطرتها على الجماعة.
من جانبه، رأى هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن خروج روايات مخالفة لما كانت ترويه الجماعة كان يمثل لها إحراجًا في وقت سابق قبل عامين أو ثلاثة، مشيرًا إلى أن المشهد أوشك على الاكتمال، ولم يعد هناك ما يمكن فضحه أكثر مما تم.
وأوضح أن الحديث عن تبني الشباب للعنف بعيدًا عن القيادات، كرد على هز ثقتهم في القيادة غير منطقي، إذ يعتبر القيادات، من وجهة نظره، هي الواضعة لبرنامج تبني العنف وتم بإشرافها.
وفيما يخص هز الثقة بين القيادات والشباب، قال إنه في الغالب مرحلة مؤقتة، معتمدًا في ذلك على مبدأ الطاعة العمياء التي تربي الجماعة أبناءها عليه.