«داعش العراق».. من دولة الخلافة المزعومة إلى شبكة سرية معقدة

الأربعاء 15/أغسطس/2018 - 07:01 م
طباعة «داعش العراق».. من آية عز
 

على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدها تنظيم «داعش» خلال عام 2017، بسبب الضربات العسكرية التي وجهها الجيش العراقي لمعاقله بدعم من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، فإنه لا يزال يسجل حضوره في بلاد الرافدين، ما يُشكل خطرًا داهمًا على الشعب العراقي.

وكانت صحيفة «تايمز» البريطانية قد نشرت اليوم الأربعاء 15 أغسطس 2018 تقريرًا بعنوان «لم يمت بعد»، أكدت فيه، أنه على الرغم من أن «داعش» واجه هزيمة عسكرية شاملة في العراق، فإنه مازال قويًّا، لأنه أعاد بناء نفسه كشبكة إرهابية رئيسية للمتطرفين الإسلاميين في كل مكان في العالم.

وأشارت الصحيفة في تقريرها، إلى أن التنظيم في العراق خلال الثلاث سنوات السابقة كان يُسيطر على مساحة تعادل مساحة بريطانيا، وكان حينها يمتلك نحو 33 ألف عنصر.

وأوضح تقرير الصحيفة، أن عدد العناصر التي كان يمتلكها «داعش» خلال الثلاث سنوات السابقة في العراق، مازال يمتلك مثلها؛ لأنه استطاع في الوقت الحالى أن يُجند أعدادًا كبيرة من العناصر بمختلف الجنسيات.

وأضافت الصحيفة في تقريرها، أن داعش مازال يمتلك ثروات مالية طائلة في العراق، تُمكنه من العيش لسنوات طويلة في العراق، ويستخدمها في شن هجماته الإرهابية وتدريب عناصره.

في السياق ذاته، حذر خلال الأيام السابقة تقرير أممي أصدرته لجنة مجلس الأمن الدولي المعنية بتنظيم «داعش»، من أن التنظيم استجمع قواه ويعمل حاليًّا على التحول من شبه دولة عسكرية لشبكة سرية، وأنه يستطيع أن يستعيد سيطرته على المناطق التي خسرها في العراق من جديد خلال الفترة الحالية، خاصة أنه ينظر للعراق بشكل خاص، ويعتبره موطنه الأساسي والرسمي نسبة إلى أبوبكر البغدادي.


ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الجهات الأمنية العراقية عثورها على حقائب خاصة بتنظيم داعش تحوي داخلها أطعمة مختلفة ومواد غذائية مجففة، في نينوى شمالي العراق، كذلك في محافظة صلاح الدين عثر على 24 عبوة ناسفة على شكل صفائح.

وتعقيبًا على ذلك، قال عبدالشكور عامر، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن تنظيم «داعش» في العراق خلال السنوات الأربع الماضية استطاع أن يُكوِّن ثروة مالية طائلة، بسبب التمويلات الخارجية التي تلقاها، وبسبب الثروات التي نهبها، مثل البترول والآثار والأسحلة، وكل هذه الأشياء تجعله قادرًا على بسط نفوذه في العراق، وشن مزيد من الهجمات الإرهابية.

وأكد عامر في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن «داعش» لديه خلايا نائمة كثيرة في العراق، وله العديد من المخابئ والمعاقل السرية في محافظات العراق المختلفة بالتحديد في نينوى والأنبار، وربما لا تعلم الشرطة العراقية والأجهزة الأمنية وقوات التحالف الدولي، عنها شيئًا، لذلك داعش قد يستغرق القضاء على التنظيم في العراق وقتًا أطول مما يتخيله البعض.

شارك