المضائق البحرية.. أداة «داعش» و«الحوثيين» لتهديد مصالح الدول

الخميس 16/أغسطس/2018 - 11:33 ص
طباعة المضائق البحرية.. نهلة عبدالمنعم
 

مع احتدام الصراعات في الآونة الأخيرة حول مضائق الملاحة الدولية والموانئ التجارية، يقدم تنظيم «داعش» الإرهابي دليلًا جديدًا على أنه تنظيم تحكمه وتحركه المصالح الدولية وأقطابها، فمنذ يومين قام «داعش» ببث منشورات على موقع «تيليجرام» يحث فيها عناصره على مهاجمة الموانئ البحرية الدولية، واستهداف السفن التجارية وناقلات النفط عبر الممرات التجارية.

وفي حين أنه يمكن تفسير ذلك على أنها رسائل تهديدية اعتاد التنظيم إرسالها، إلا أنها تعتبر من المرات القلائل ربما الأولى التي يوجه فيها عناصره لهذا المقصد، إضافة إلى تزامنها مع التوترات الحالية حول المضائق الدولية وبالأخص مضيقى «هرمز» و«باب المندب».

مضيق هرمز

مضيق «هرمز»، ممر مائي يفصل بين إيران وسلطنة عمان، ويطل عليه كل من العراق والبحرين والكويت، وقطر التى تعد الممول الرئيسي للإرهاب والداعم لزعزعة أمن واستقرار المنطقة.

ويعد المضيق من أهم مراكز الملاحة بالعالم حيث يمر من خلاله ما يقرب من 40% من ناقلات النفط، ما يجعله ممرًا تجاريًّا حيويًّا لجميع الدول، كما أن خطورته الأكبر تكمن في وقوع إيران في شمال جغرافية المضيق، ولذا فنظام الملالي يستغل سيطرته على المضيق لتهديد العالم من حين لآخر.

وقام النظام الإيرانى الشهر الماضي والجاري أيضًا بإنذار الولايات المتحدة بغلق المضيق، إذا لم تتعاون معه في خطته النووية، وتتغاضى عن العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، وهو ما جعل مسؤولي الولايات المتحدة يصرحون بأنهم سيتولون تأمينه ضد المخاطر التي تشنها الدولة الصفوية.

وفي 2016 كشف قائد الفرقة الأمريكية التي تؤمن المضيق، الضابط كومودور بيرنز أن أكبر التهديدات التي تواجه المضيق هي زوارق إيران المحملة بالمتفجرات، إضافة إلى الطائرات بدون طيار الموجهة من «داعش» تجاه مضيق هرمز.

ولكن على الجانب الآخر هناك فرضية أخرى ترجح بأن الولايات المتحدة قد خلقت الإرهاب في آسيا خصيصًا لتكون قريبة من المضيق، فطبقًا لعقيدة «كارتر»، التي أطلقها الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر في 23 يناير 1980 يتضح بعض من طلاسم نشأة وتغول المجموعات المتطرفة، حيث صرح حينها بأن غزو الاتحاد السوفييتي لأفغانستان المتاخمة لإيران يمثل تهديدًا للمصالح الاقتصادية لأمريكا، واختناق للملاحة الدولية.

مضيق باب المندب
يعتبر مضيق «باب المندب» من أبرز البوابات الملاحية التي تتصارع عليها دول العالم، فالمضيق الفاصل بين اليمن وجيبوتي تمر من خلاله ناقلات النفط الخليجية للدول الأخرى، وبالنظر للوضع الراهن باليمن والتطرف الحوثي يتضح أن الجماعة الحوثية المدعومة ماديًّا ولوجستيًّا من إيران تواجدت بالمنطقة للسيطرة على النفط اليمني، إضافة إلى التحكم في مضيق باب المندب.

يدعم تلك الأطروحة، قيام الحوثيين مؤخرًا وتحديدًا في يوليو الماضي باستهداف شاحنات للنفط السعودي كانت في طريقها للمرور عبر المضيق، فما تستهدفه الجماعة الحوثية بشكل أساسي هو تهديد المصالح الاقتصادية لدول الخليج، وخاصة السعودية التي تترأس التحالف العربي ضد الميليشيا الشيعية، كما لا يجب أن نغفل الوجود الداعشي في دولة الصومال التي تشتهر بالقرصنة على السفن التجارية المارة بالمضيق، والقريبة من جيبوتي.

وتذكر دراسة بعنوان «القرصنة والإرهاب البحري والمصالح الإقليمية»، نشرها مركز «الدفاع عن أستراليا ومصالحها الوطنية» أن تهديدات الملاحة البحرية، ازدادت بشدة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، لتحتل مركز الصدارة في الصراعات الدولية والإقليمية، فالولايات المتحدة أكبر دولة تجارية في العالم، ستحاول تجنب أي مخاطر تهدد ﺷﺒﻜﺔ وممرات ﺘﺠﺎرتها اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، فهي بنفسها اعتبرت منطقة جنوب شرق آسيا «الجبهة الثانية» للحرب على الإرهاب، وتشعر بقلق شديد إزاء ضعف المنطقة أمام الشبكات الإرهابية، وتحاول القيام بتأمين الممرات المائية الرئيسية ضد الهجمات المحتملة لضمان تدفق النفط بشكل آمن.

شارك