«داعش» و«القاعدة» يتنافسان على صراع النفوذ الإرهابي بـ«كشمير»
الخميس 16/أغسطس/2018 - 07:38 م
طباعة
آية عز
دارت، صباح اليوم الخميس، معارك دامية بين العناصر التابعة لتنظيم «داعش» وحركة «طالبان» الأفغانية، في إقليم كشمير، التابع لدولة الهند، والمتنازع عليه من قبل الحكومة الباكستانية.
ويسعى التنظيم للسيطرة على الإقليم؛ ليكون ولاية تابعة له في الهند، خاصة أنه خسر أجزاء كبيرة من الأراضي التي كان يستحوذ عليها في كل من العراق وسوريا، ذلك في الوقت التي تعتبر فيه «طالبان» الهند وكشمير، جزءًا مهمًّا من مناطق سيطرتها.
وفي الوقت الذي يعتبر ملف الإرهاب بالهند من الملفات الشائكة والمعقدة، بسبب تعدد الديانات، والخلافات الدائمة بين المسلمين والهندوس تحديدًا، استطاعت الحكومة الهندية أن تُقيد حركة طالبان والجامعات التابعة لها، إلا أنها لم تستطع أن تمنع الخطر الداعشي، وأصبح الآن هناك صراع شرس بين الحركة والتنظيم.
صراع «كشمير»
بدأ الصراع في كشمير أعقاب عام 2017، عندما بايعت مجموعة من العناصر الإرهابية الموجودة في الهند، زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي، وذلك بحسب إصدار مرئي نُشر على أحد المنابر الإعلامية التابعة لداعش، خاصة عقب أن أعلنت ما تُعرف بـ«جماعة الاحرار» (هي جماعة منشقة عن حركة طالبان) تأييدها لعناصر داعش في الهند وفي دول العالم.
وتعتبر ولاية كشمير الهندية، المركز الرئيسي للحركات المتطرفة بين (باكستان والصين والهند)، سواء كانت داعش أو طالبان أو الجماعات المتطرفة التي بايعت أحد منهما، وذلك بسبب قرب كشمير من الحدود الباكستانية التي يتسلل من خلالها العناصر الإرهابية المختلفة، لذلك تلك البقعة تشهد صراعًا دائمًا ومكتومًا بين «داعش» و«طالبان».
وخلال الشهور الماضية، دارت معارك دامية بين داعش وطالبان في كشمير، وكان التنظيم يُحقق مكاسب كبيرة على الحركة، وذلك بحسب التقارير الأمنية الهندية، التي أكدت أيضًا، أن «داعش» بدأ يستحوذ بشكل كبير على إقليم كشمير، خاصة منطقة سريناجار، التي أصبح عدد كبير من شبابها ينتمون لداعش ويملأون الشوارع بأعلام التنظيم وشعاراته.
وفي 20 نوفمبر 2017، أعلن «داعش» مسؤوليته عن هجومه الأول في منطقة كشمير المتنازع عليها، مؤكدًا في إصدار مرئي له أنه تبنى تفجيرًا انتحاريًّا في مدينة سريناجار (عاصمة كشمير).
وحينها نفذّ انتحاريٌّ يرتدي قميصًا كتب عليه داعش، هجومًا ضد قوات الأمن الهندي الموجودة في تلك المنطقة؛ ما أسفر عن مقتل ضابط شرطة وإصابة اثنين آخرين، وعقب تلك العملية ألقت الأجهزة الأمنية القبض على ما يقرب من 15 عنصرًا يُشتبه في انتمائهم لتنظيم «داعش»، وذلك بحسب ما تداولته الصحف الهندية.
تعويضًا لخسائره
من جانبه، قال محمد جمعة، الباحث في شؤون الحركات المسلحة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن «إقليم كشمير الهندي والمتنازع عليه بين الهند وباكستان، يعتبر أرضًا خصبة يطمع بها تنظيم «داعش»؛ لأنها قريبة من الحدود الباكستانية، ويستطيع من خلالها أن يدخل عدد كبير من العناصر الإرهابية ويضمهم له».
وأكد «جمعة»، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن «داعش» يريد أن يعوض خسارته الفادحة التي تكبدها في العراق وسوريا، من خلال الهند؛ لأنه يعلم أن بها صراعات عرقية ودينية كثيرة، خاصة إقليم كشمير.
ولفت الباحث في شؤون الحركات المسلحة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن «داعش» ينمو ويترعرع في أي منطقة نزاع أو صراع.