حج المداخلة.. زيارة ومباهلة
السبت 18/أغسطس/2018 - 09:06 ص
طباعة
في الثلاثاء الماضي 14 من أغسطس الجاري، سافر الدكتور محمد سعيد رسلان، إمام السلفية المدخلية في مصر(أتباع الداعية السعودي ربيع بن هادي المدخلي) إلى المملكة العربية السعودية، لأداء مناسك الحج لهذا العام، كما سافر في نفس الوقت محمد بن علي فركوس، ومحمد بن علي بازمول (كبار أئمة السلفية في المغرب العربي)، وهذا التزامن يلفت النظر حول كون الحج لهذا العام ستكون له طقوس خاصة إلى جانب تلك التي يعرفها عامة المسلمين.
هذا العام ليس كغيره من الأعوام؛ فالتيار السلفي المدخلي يشهد انقسامًا حادًا وفتنة ضارية قسمت التيار المنتشر من إندونيسيا شرقا إلى كندا والولايات المتحدة غربًا وحتى صعافقة ومصعفقة.
وقلبت هذه الفتنة التيار رأسًا على عقب حتى أن كثيرًا من طلبة العلم بدؤوا يغالون في شيوخهم ويهاجمون شيوخ الفريق الآخر، وقد أدى ذلك إلى ظهور قاعدة فقهية جديدة تدعى «ردك لجرح العالم جرح فيه» وهو ما يبرز أفكار التيار في تقديس شيوخهم والشدة على المخالفين.
زيارة الشيخ ربيع
يؤمن عامة السلفيين من اتباع التيار المدخلي بضرورة لقاء الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، في حالة زيارة مكة أو المجيء للحج في نوع من تجديد الولاء رغم إنكارهم مثل ذلك على التيارات الأخرى مثل الصوفية الذين يزورون الأولياء ومقاماتهم، حتى قال قائل منهم، وهو محمد المدخلي: «من حج ولم يزر الشيخ ربيع دون عذر يمنعه مغموس وفي قلبه شيء».
وهذا العام على وجه التحديد يحتاج السلفيون إلى زيارة الشيخ ربيع، لسببين، أولهما: مساندته في المحنة التي ضربت التيار التي أدت إلى انشقاق الصف، على يد اثنين من أكبر شيوخه ورموزه، وهما ربيع بن هادي المدخلي وابن عمه محمد بن هادي بن عمير المدخلي، وتجديد الولاء للشيخ، وكذلك تجديد تزكيته للشيوخ وطلبة العلم، بعد أن شكك الكثيرون في ولاءاتهم وانتماءاتهم ورمى معظمهم بالبدعة؛ إذ تكمن الإشكالية في أن غالبية الشيوخ من الفرقتين سبق وذكى كل طرف شيوخ الفرقة الأخرى وطلبة علمه.
مباهلة في الكعبة
طلب الشيخ محمد بن هادي، مباهلة من أسماهم «الصعافقة» أمام الكعبة، ومن هؤلاء الشيخ عرفات محمدي، الذي يعتمد عليه التيار في انتشاره داخل الدول الأوروبية وكندا، وعبد الإله الرافعي، الذي يعتمد عليه التيار كذلك في المغرب العربي، ويُعده ركيزة للتوغل إلى أوروبا عبر فرنسا وبريطانيا على وجه التحديد، وطلب «بن هادي» أن تكون هذه المباهلة في حضرة كبار العلماء من أمثال المشايخ: ربيع بن هادي المدخلي، وعبيد الجابري، وحسن بن عبدالوهاب البنا، وقد وافق الجميع مبدئيا على هذه المباهلة.
وسيحضر أبناء التيار السلفي المدخلي بفرقتيه «الصعافقة» و«المصعفقة»، هذا الحدث التاريخي بالنسبة للتيار، ولكن من الغريب أن التيار السلفي المدخلي في مصر لم يشارك في هذه الفتنة ولم يمل نحو أي من الطرفين رغم كون تيار المصعفقة الذي يقف على رأسه الداعية محمد بن هادي المدخلي، هاجم أبرز دعاة التيار محمد سعيد رسلان، واصفين إياه بـ«الأسود»، واتهموه بأن لديه طوام في العقيدة.
ولم يرد «رسلان»، على هذه الاتهامات، رغم أنه يُعرف بالرد الشديد على المخالفين، ولكن الغريب هو دفاع الشيخ طلعت زهران، عن «رسلان»، رغم الخلاف الذي دب بينهما مؤخرا إثر الأزمة التي اشتعلت بين الأخير، وبين وهشان البيلي، الذي ينتمي للتيار السلفي المدخلي أيضًا.