«ونش الدعوة».. وسيلة السلفيين لاستنساخ الشيخ المودرن

السبت 18/أغسطس/2018 - 09:12 ص
طباعة «ونش الدعوة».. وسيلة هناء قنديل - عبدالرحمن صقر
 
رغم أن الله عز وجل خاطب رسوله الكريم قائلا: «فَبِمَا رَحْمَةٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لَٱنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ»، الآية 159 من سورة آل عمران، إلا أن هناك من يتخلى اليوم عن الرحمة ويتحلى بالغلظة والفظاظة في دعوته التي من المفترض أن تكون في سبيل الله، فيعيث في الأرض نفورًا وتشددًا فتأتي دعوته بنتائج عكسية وينفض مريدوه من حوله تصديقًا لكتاب الله تعالى.


«السيدة المنتقبة التي تتخلى عن نقابها، تعد ملحدة وخارجة على الدين»، فتوى لا تصدر إلا من قلب غليظ وعقل متشدد وفكر منغلق، فتوى لا تخرج إلا من لسان محمد الغليظ، وربما يغتر «الغليظ» بشعبية زائفة حظي بها في وقت سريع بين صفوف الشباب، إلا أنه يسير على خطى من سبقه من متطرفي الفكر ورائدي التشدد من السائرين على النهج التقليدي للجماعات السلفية الآفل نجمها والمنفض من حولها الأتباع، حتى وإن اختلف المظهر، فالجوهر واحد. 

بدأ الغليظ مشواره مع السلفية، بعدد من اللقاءات مع متحدث حزب النور الشهير نادر بكار، وكانت بداية الشهرة، حين غطى موقع «أنا السلفي» الشهير لدى أتباع التيار، أخبار زواج الغليظ، وحضور كبار السلفيين، مثل: الشيخ سعيد عبد العظيم، والشيخين ياسر وجمال برهامي، للزفاف.

لكن مع استمراره في ترويج آرائه المتشددة على منابر المساجد، منعت وزارة الأوقاف، الغليظ، من إلقاء الدروس أو الخطابة، إلا أنه اعتبرها حربًا وقرر خوضها للنهاية، فاستأجر قاعات الأفراح والمسارح، ليبث عبرها دروسه التي تشهد أكبر تجمعات لمؤيدي الفكر السلفي.

وابتكر نوعًا جديدًا للدعاية والترويج لنفسه ولمن كان على شاكلته من السلفيين، فراح يدشن الصفحة تلو الأخرى على مواقع التواصل الاجتماعي، ليغرقها بإعلانات ركيكة لا تتناسب مع وقار رجل الدين، مطلقًا على نفسه لقب ونش الدعوة! 

كما سعى «الغليظ»- اسمًا ومعنى- إلى حشد أتباعه عبر فيس بوك، فتمكن من جذب الكثير من الشباب والفتيات للصفحة الرسمية التابعة له، وخصص منافذ لبيع تذاكر حضور دروسه بقيمة 30 جنيهًا للتذكرة، بعدد من المكتبات الخاصة بالإسكندرية، بالإضافة إلى التواصل مع الشباب الذين يرغبون فى الحصول على تذاكر من خارج الإسكندرية.

لم يبتعد الغليظ كثيرا عن تقليدية المنهج السلفي في الدعوة المعتمدة على فكرة الترغيب والترهيب، وهي فكرة نمطية لا تتغير بتغيير الملابس من جلباب إلى ملابس عصرية، ولا تتغير كذلك باللعب الناعم على مفردات اللغة ونبرات الصوت وابتسامات الوجوه، فالماء واحد سواء كان في إناء من الفخار أو من الذهب. 

يرى الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، إن محمد الغليظ، وأمثاله من شيوخ التيار السلفي يتسمون بشخصيات ذكورية مسيطرة، ويمثلون بداية لموجة جديدة من موجات الاندفاع السلفي على مصر.

وقال في تصريح أدلى به إلى «المرجع»، إن الهجمة الحالية لشيوخ السلفية «المودرن»، تمثل المرحلة الثالثة، بعد عودة المصريين الوهابيين من الخليج، وإطلاق أنشطتهم على يد الرئيس السادات.

ولفت إلى أن أهم سمات المرحلة الثالثة من الهجوم السلفي على المجتمع، وجود الدعاة المودرن مثل: عمرو خالد، ومعز مسعود، الذين يستهدفون فئة الشباب، الذين لم يعد الأسلوب الخطابي الذي مثله الشيخ عبد الحميد كشك يؤثر فيهم.

شارك