عبدالرزاق البشتي.. إرهابي يرافق الليبيين في الحج

السبت 18/أغسطس/2018 - 09:11 ص
طباعة عبدالرزاق البشتي.. عبدالهادي ربيع
 
الحج شريعة الله السامية والركن الخامس الذي يتم به الدين ويكمل الإيمان، فلهذه الفريضة مكانة خاصة في الدين الإسلامي، إلا أن حج الليبيين شيء آخر، إذ تورطت حكومة الوفاق الليبية في إرسال إسلامي متشدد على رأس وفد حجيج الليبيين من مدينة الزاوية، عبدالرزاق البشتي.

فما تزال الأيام تكشف سيطرة الإسلامويين على حكومة الوفاق الوطني الليبية، التي تشكلت عقب اتفاق الصخيرات عام 2015، رغم كون الوفاق الحكومة الحاصلة على الاعتراف الدولي والتمثيل الدبلوماسي في معظم دول العالم.

أثار اختيار حكومة الوفاق للبشتي السخط العام بين الليبيين المنتمين لفصائل مختلفة، مهددين بأن موسم الحج قد يشهد هذا العام مشادات سياسية بين الليبيين، خاصة مع اشتعال الحرب على الإرهاب من قبل الجيش الوطني في عامة أرجاء ليبيا بدءا من تحرير مدينة درنة وليس انتهاء بتطهير الهلال النفطي من المتشددين الموالين لإبراهيم الجضران آمر حماية المنشآت النفطية السابق.

يعرف عبدالرزاق البشتي بين الليبين بكونه مشعل الفتنة بين مدينتي الزاوية وورشفانة والمناطق المجاورة بعد ثورة الـ 17 من فبراير عام 2011، إذ ظهر في الميدان العام لمدينة الزاوية محرضًا الشباب على الاقتتال والدفاع عن مكتسباتهم من الثورة ومحرضًا في إطار من القبلية والجهوية على الاقتتال مع القبائل والمدن التي تقف داعمة للاستقرار.

ومع تصدر الحركات الإسلاموية للمشهد الليبي خاصة مع إطلاقهم ما يعرف بعملية فجر ليبيا (التي جاءت ردًا على عملية الكرامة التي أطلقها الجيش الوطني الليبي للتصدي للجماعات الإرهابية عام 2014) خرج البشتي إلى الميدان مناوئًا عن الحركات الإسلامية ومدافعا عن فجر ليبيا، وداعما لتنظيم أنصار الشريعة في بنغازي ودرنة المصنف إرهابيًّا من معظم دول العالم ومنها واشنطن.

وينال البشتي مكانة كبيرة بين الإسلامويين مع اختلاف انتماءاتهم من جماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة بقيادة عبد الحكيم بلحاج خاصة مع تصدره المشهد في مدينة الزاونية التي وصل فيها إلى شرعي أنصار الشريعة فيها والرجل الثاني بعد أبوعبيدة الزاوي.

والأخير هو أحد الإرهابيين الكبار الداعمين لجماعة الإخوان بمصر في تنفيذ أعمال إرهابية، كما يعد أحد أبرز قيادات الجماعة المقاتلة التي تأسست مطلع تسعينات القرن الماضي وينظر إليه في ليبيا على أنه الذراع اليمنى لـ«أبو أنس الليبي» إحدى الأذرع الكبرى لتنظيم القاعدة.

وقد استوقفت القوات المصرية الزاوي في الإسكندرية 2014 على خلفية الاشتباه فيه إلا أن ميلشياته اختطفت خمسة دبلوماسيين مصريين بطرابلس ليتم إطلاق سراحه وهم ( حسب تصريح للمتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي الملحق الثقافي الهلالي الشربيني، وثلاثة موظفين بالمركز والملحق الإداري بالسفارة حمدي غانم)، وكان البشتي أحد المتهمين في هذه القضية.

وما يأتي بعد ذلك من ممارسات البشتي يأتي في هذا الإطار إذ حرض على الجيش الوطني الليبي في محاربته للإرهابيين في مدينة درنة ودعا إلى مقاومته ودعم المسلحين، بالمال والسلاح.

وبصفة عامة فإن موسم الحج هذا العام شهد أزمة كبيرة أصابت حكومة الوفاق أدى إلى اختفاء عباس القاضي رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية، وتواترت أنباء عن اهختطافه من داخل مطار طرابلس، الذي تسيطر عليه الميليشيات واقتاد المسلحون القاضي نحو مكان مجهول، على خلفية قراره، بعدم السماح بسفر مرافقين لكبار السن، في رحلة الحج، ما عرض الحجيج إلى مشاكل كبيرة أغلبها صحية.

شارك