سباحة ضد التيار.. الصين تدعم «نظام الملالي» نكاية في أمريكا
الأحد 19/أغسطس/2018 - 08:45 ص
طباعة
إسلام محمد
رغم انسحاب كثيرٍ من الشركات العالمية وتكبدها خسائرَ كبيرة، وفقدانها للسوق الإيرانيَّة، فإن الصينيين قرروا السباحة عكس التيار، وزيادة استثماراتهم داخل إيران، فقد أعلن وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، عن استمرار بلاده في التعاون مع طهران، ودعم نظام الملالي ضد العقوبات الأمريكيَّة.
وأصدر وانغ يي، بيانًا قال فيه: إن بكين «تُعَارِض الممارسات الخاطئة المتعلقة بالعقوبات الأحادية الجانب، واستخدام اليد الطويلة في العلاقات الدولية»، مشيرًا إلى تمسكه بالاتفاق النووي باعتباره يحقق مصلحة المجتمع الدولي.
وتنتهج الصين نهجًا مختلفًا تجاه طهران، فبعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلغاء الاتفاق النووي، في مايو 2018، أطلق الصينيون قطارًا تجاريًّا في نفس الشهر، انطلق من مقاطعة منغوليا الداخلية، باتجاه طهران، حيث تستغرق رحلته 15 يومًا ليصل إلي العاصمة الإيرانيَّة.
كما ينفذ الصينيون عددًا من المشروعات الكبيرة داخل إيران، مثل مشروع تدشين خط سكك حديدية بين مدينة مشهد شمال شرق إيران وشيراز في جنوبها، بتكلفة قدرها 700 مليون دولار، الذي بدأ العمل عليه، العام الماضي، إضافة إلى القطار السريع الذي يربط العاصمة بمدينتي «قم وأصفهان»، ومازال أيضًا قيد الإنشاء، وغيرهما من مشروعات البنية التحتية.
يذكر أن وزارة الخارجية الصينية أعلنت، في وقت سابق من هذا الشهر، عن أن علاقاتها مع نظام الملالي منفتحة ولا تخالف القانون الدولي، مما يعكس تحديًّا للعقوبات الأمريكية على طهران.
ولم تأبه الحكومة الصينية لتهديدات واشنطن بفرض حظر تجاري على الشركات التي تتعامل مع إيران وطردها من السوق الأمريكية، لأن الصين تعتمد على النفط الإيراني بشكل كبير ولا تستطيع الاستغناء عنه بسهولة، ومن المفترض أن تقرر الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات جديدة ضد شركات النفط والطاقة الإيرانية في نوفمبر 2018.
وقررت منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» زيادة الإنتاج، الأسبوع الماضي، الأمر الذي يضع مزيدًا من الضغوط الاقتصادية على نظام الملالي، الذي تكبله العقوبات الأمريكية عن زيادة إنتاج النفط، ومن المقرر أن ينخفض سعر البرميل بعد هذا القرار، ما يعني انخفاضًا في موارد العملة الصعبة التي تحتاجها البلاد.
ويواجه النظام الإيراني ظروفًا بالغة الصعوبة بسبب العقوبات الاقتصادية الأمريكية، المتزامنة مع الاحتجاجات الداخلية التي تطالب بوقف دعم الميليشيات الشيعية بالخارج، والتركيز على الإنفاق الداخلي للخروج من الأزمة الاقتصادية، لاسيما بعد اتساع شريحة الفقراء وانهيار قيمة العملة الوطنية.
وتنظر بكين إلى طهران باعتبارها مصدرًا مهمًا للطاقة، في ظل النهم المتزايد للطاقة، تماشيًا مع التوسع الصناعي والاستهلاكي المتزايد في الصين، ولذلك تعتبر العقوبات الأمريكية وانسحاب مصافي النفط الأوروبية فرصة لتنفرد بالسوق الإيرانية في ظل انعدام المنافسين.
وتخوض الصين حربًا تجارية عنيفة مع الولايات المتحدة، في ظل إدارة الرئيس الأمريكي ترامب، وتفرض الدولتان عقوبات تجارية متبادلة ضد بعضهما البعض، ويقف الاقتصاد الصيني، الذي يعتبر الثاني عالميًّا، موقف الند أمام نظيره الأمريكي، بل إن الميزان التجاري بين الدولتين يميل لصالح الصينيين، لذا فإنهم لا يخافون من العقوبات الاقتصادية الأمريكية بنفس القدر بالنسبة لباقي الدول، بسبب ضخامة الاعتماد التجاري المتبادل مع واشنطن إلى الحد الذي يجعل الأخيرة هي الخاسرة حال قررت منع الشركات التابعة لبكين من العمل داخل الولايات المتحدة.