آخرها «السادة».. الحوثيون يواصلون عمليات التهجير القسري لقرى يمنية

الإثنين 20/أغسطس/2018 - 08:38 ص
طباعة آخرها «السادة».. إسلام محمد
 
في استمرار لمسلسل التهجير القسري باليمن، أجبرت ميليشيات الحوثي أهالي قرية «السادة»، في مديرية حيران بمحافظة حجة، شمال غربي العاصمة صنعاء، على ترك منازلهم، بعد أن أمطروا بيوتهم بقذائف مدافع الهاون، وخرج الأهالي مذعورين من بيوتهم تاركين كل شيء وراءهم، وفروا باتجاه المناطق التي تسيطر عليها المقاومة المدعومة من التحالف العربي لدعم الشرعية.

وأعلن المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة عن توثيق نزوح الأهالي من محافظة حجة، بعد أن اتخذ منهم الانقلابيون دروعًا بشرية، وأجبروهم على ترك منازلهم تحت تهديد السلاح، كما أفاد بيان المركز الإعلامي بأن ميليشيات الحوثي فخخت بعض بيوت الأهالي الفارين بالعبوات الناسفة.

يأتي هذا في خضم المعارك التي يشهدها الساحل الغربي، خاصة مدينتي الحديدة والدريهمي، التي اقتحم فيها عناصر الميليشيات الانقلابية بيوت الأهالي، وحولوها بقوة السلاح إلى مخابئ لهم، ومنطلقا لشن هجماتهم على عناصر المقاومة التي تقاتل لتحرير المدينتين. 

ويعتمد الحوثيون على سياسة التهجير في المناطق التي يسيطرون عليها، لاسيما محافظة صعدة، التي شهدت «أكبر عملية تهجير حدثت في اليمن»-حسبما وصفتها تقارير دولية- إذ أجبرت الميليشيات أهالي قرية «دماج» بالكامل على النزوح من بلدتهم، وتفرق الأهالي في المحافظات الأخرى، فيما لجأت بعض الأسر للعيش في المساجد، وذلك بسبب احتواء القرية على مدرسة علمية كبيرة تابعة للمشايخ السلفيين.

ووقعت عدة مواجهات عسكرية بين أهالي القرية والميليشيات الانقلابية انتهت بترحيل السكان كافة، بعد وساطة من الزعيم الزيدي، يحيى أبوأصبع، في مطلع عام 2014، الذي أعلن عن مساهمة «لجنة الوساطة» في تجميع 830 جثة قتيل في صفوف السلفيين، سقطوا خلال شهرين من القتال، مبينًا أن عدد الذين تم تهجيرهم آنذاك من صعدة يفوق الـ 15 ألفًا.

تعيد هذه الحوادث إلى الأذهان صفقة تهجير الأقلية اليهودية، التي كانت تعيش في محافظة صعدة، والتي نفذتها الميليشيات لصالح الكيان الصهيوني، الذي يدعم هجرة المزيد من اليهود إليه، إذ طردت الميليشيات يهود «آل سالم» من صعدة أيضًا، بدعوى تطهير البلاد من اليهود، إذ تتبنى الجماعة شعارًا لها يحتوي على جملة «اللعنة على اليهود».

لكن تقريرًا لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، كشف عن عملية سرية تم بمقتضاها تهجير عدد من اليهود اليمنيين إلى دولة الاحتلال، وحصلت فيها ميليشيات الحوثي على مبالغ مالية كبيرة، وبعد هجرة اليهود إلى إسرائيل التقى بهم رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، واطلع على نسخة «توراة» أثرية جلبوها معهم، وأعرب عن سعادته البالغة بنجاح العملية، وأعلن أن إسرائيل «انتظرت هجرتهم سنوات طويلة».

من جانبه، أشار هشام البقلي، الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، إلى أن عمليات التهجير التي تنفذها ميليشيا الحوثي تتم من أجل نهب ثروات اليمنيين والاستيلاء على المساعدات الدولية التي تدخل إلى اليمن، بالإضافة إلى تحويل منازلهم لثكنات عسكرية يسيطر عليها أبناء الحوثي بالكامل.

وأضاف البقلي، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن التهجير يهدف إلى طمس الهوية اليمنية وعودتها إلى النظام القبلي، حيث تعيش العائلات اليمنية المهجرة في بعض القرى بنظام القبائل حتى يسهل السيطرة عليهم.

وتابع: استمرار عمليات التهجير في اليمن هو أمر طبيعي تمامًا لدى الحوثيين، وقد حدث في أكثر من مدينة من أجل إنهاء حياة الاختلاط العائلي والمدني بالبلاد.

شارك