الإنفاق على مكافحة الإرهاب.. أموال طائلة ونتائج معلقة
الإثنين 20/أغسطس/2018 - 08:42 ص
طباعة
نهلة عبدالمنعم
تتجه الولايات المتحدة- وبعض الدول الأخرى- إلى تقديم مساعدات مالية في مجال مكافحة الإرهاب للمناطق التي تعتبرها الإدارة الأمريكية تعاني أكثر من غيرها من التطرف والجرائم الإرهابية.
فيما ذكرت ورقة بحثية قدمها البنك الاحتياطي الفيدرالي، أن الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة لتقديم مساعدات مالية في هذا الصدد تكمن في قلق البلاد من العمليات الإرهابية التي انتشرت في العالم منذ الستينيات؛ حيث أصبحت الدولة قلقة بشأن الهجمات الدامية ضد مصالحها الداخلية والخارجية.
كما أشارت الدراسة إلى أن الجماعات الإرهابية وبالرغم من تمركزها خارج البلاد يمكنها أيضًا تهديد مصالح أمريكا، لافتًا إلى الوضع في أفغانستان.
وفي مارس عام 2018 الحالي أصدر مركز المساعدات الأمريكية «USAID» تقرير حول الدعم المالي، الذي يُقدم للدول في مجال مكافحة التطرف العنيف، مشيرًا إلى أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تقدم تلك المعونات لمعالجة الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يمكن أن تغذي التطرف العنيف داخل المجتمعات.
وطبقًا لتقرير المساعدات فإن أكثر الدول استفادة من المعونات الأمريكية هي كينيا، وذلك لحماية من الإرهاب المستشري على حدودها في الصومال.
ويضاف لها في أفريقيا كل من نيجيريا والنيجر ومالي ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكن اللافت للنظر أن الولايات المتحدة تدعم تلك الدول الأفريقية بشدة لقربها من الصومال التي تقبع بها حركة الشباب الإرهابية ولم تكن الصومال أبدًا من ضمن أهم الدول المستفيدة.
ويشير التقرير أيضًا إلى المساعدات المقدمة إلى دول غرب البلقان باعتبارها دولًا مهمةً للاستقرار الأوروبي؛ حيث تقوم بعثات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في ألبانيا والبوسنة وكوسوفو والبوسنة والهرسك ومقدونيا بمواصلة برامج منع التطرف التي تركز على مجموعة متكاملة من الجهود ليست ماديةً فقط بل تضم أيضًا آليات لمحو الأمية، والدعم النفسي والاجتماعي للشباب المعرض للخطر، وتدريب الآباء على علامات التحذير من التطرف، وزيادة الفرص الاقتصادية كوسيلة لسبل معيشة أفضل.
وللدول الآسيوية نصيب كبير في تلك المساعدات ومنها الفلبين التي منحت في يوليو الماضي مساعدات بـ26.5 مليون دولار لمكافحة الإرهاب، إضافة إلى دول آسيا الوسطى التي يهتم بها أغلب الدول العظمى؛ نظرًا لأن تركمانستان هي محطة مهمة للأوروبيين؛ لاستيراد الغاز الطبيعي.
وفي الجغرافية الآسيوية احتدمت التساؤلات والشكوك حول هذه المساعدات الأمريكية ومقصدها، فالولايات المتحدة قد أعلنت أوائل العام الحالي تقليصها للمساعدات المقدمة لباكستان وقطع نحو 255 مليون دولار من الإمدادات المالية للدولة التي يقتات عليها الإرهاب.
ما أثار المشكلات بين الإدارة السياسية لكلا البلدين، ودفع الولايات المتحدة لاتهام الحكومة الباكستانية بدعم وتمويل الإرهاب؛ لذا قطعت عنها المعونة.
ولعل السؤال الأبرز في هذا الأمر هو الآثار أو المزايا التي جُنيت منذ أن قامت الولايات المتحدة بتمويل مكافحة الإرهاب، فالإجابة واضحة على إحصائيات وأرقام قتلى العمليات الإرهابية وعدد وانتشار الجماعات المتطرفة.
فطبقًا لدراسة قدمتها جامعة «Elon» تحمل عنوان «تأثيرات المساعدات الأمريكية على مكافحة الإرهاب» تمت الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تستخدم المساعدات الخارجية؛ لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الخاصة بها.
فيما خلصت دراسة أخرى لـ«hoover» أن السياسة العسكرية الأمريكية والمساعدات تترجم إلى المزيد من الإرهاب ضد أمريكا، وأن هذا التأثير يعود إلى الحافز الذي تخلقه الجماعات الإرهابية لمناهضة الدولة التي تساعد في قتل هؤلاء الإرهابيين.