على طريقة «داعش».. أطفال حضانة إندونيسية ينظمون عرضًا عسكريًّا
الثلاثاء 21/أغسطس/2018 - 08:38 ص
طباعة
نهلة عبدالمنعم
انتشرت -مؤخرًا- بعض الصور الصادمة على مواقع التواصل الاجتماعي، ترجع لمجموعة من الفتيات في فترة الحضانة -قبل المدرسة- يرتدون ملابس سوداء تُغَطِّي وجوههم وكامل أجسادهم النحيلة، ويحملون السلاح، كأنهم في عرض عسكري.
وكانت روضة أطفال، في منطقة بروبولينغو الواقعة شرق جاوة بإندونيسيا، قامت بتنظيم عرض عسكري للأطفال، وهم يرتدون الزي الداعشي، ويحملون البنادق المصنوعة من الورق المقوى، معللةً ذلك بأنه موكب عسكري يتوافق مع مناسبة «عيد الاستقلال» في إندونيسيا.
وأثارت الصور حفيظة المجتمع، ما أجبر مسؤولي الحضانة على الاعتذار، مؤكدين أن العرض كان غرضه تثقيف الأطفال حول الجهاد الإسلامي، كما أنه يتوافق مع كرنفال «يوم الاستقلال»، الذي تحتفل به الدولة في 17 أغسطس من كل عام.
فيما وصلت حالة الاستياء من هذا العرض إلى البرلمان الإندونيسي، حيث وصفه رئيس مجلس النواب، بامبنج سوساتيو، بأنه مشهد غير مناسب وغير لائق، مؤكدًا أن هذه الممارسات قد تلحق الضرر بأفكار الأطفال، وتؤثر على براءتهم.
وتعتبر إندونيسيا من الدول الأوائل التي انخرط أطفالها في أعمال الإرهاب والتطرف، وكانت تفجيرات الثلاث كنائس بمنطقة سورابايا، في 13 مايو 2018، من أبرز الشواهد على ذلك، حيث أقدمت أسرة إندونيسية، تدين بالولاء لـ«داعش»، على ربط أحزمة ناسفة على أجساد أطفالها لتفجير الكنائس؛ ما أدى إلى مقتل العشرات، وإصابة حوالي 100 شخص.
وتنتشر في إندونيسيا المدارس الرجعية، التي تقوم على تدريب وتهيئة الأطفال لإرسالهم إلى مناطق الصراع والقتال، بالإضافة إلى ذلك، تعد إندونيسيا من الدول التي تشتهر بالإرهاب العائلي والأسري.
وذكرت دراسة، نشرها «مركز دراسات المجتمع لتنمية الأطفال»، أن التنشئة التي تحتوي على عنف وإرهاب، مع إدراك ووعي لتلك المفردات، من شأنها أن تسهم في انزلاق الصغار نحو التطرف؛ ما يؤدي بالمجتمع إلى الهاوية.
ووجدت الدراسة، أن الأطفال والمراهقين الذين يواجهون الرعب والخوف والمفاهيم المتعلقة بالإرهاب أكثر عُرضة للاضطراب العاطفي والنفسي؛ ما يخلق جيلًا مشوهًا.