لوفيجارو: الطائرات المدنية بدون طيار.. سلاح «داعش» الجديد
الثلاثاء 21/أغسطس/2018 - 08:39 ص
طباعة
جان كيشزولا
يشير تقرير الأمم المتحدة إلى أن تنظيم داعش و أتباعه وصلوا «لمرحلة جد متطورة» في تسليح هذه الأجهزة.
«وصل داعش وأتباعه إلى مرحلة جد متطورة (خصوصًا) فيما يتعلق بتسليح الطائرات بدون طيار. و تعتقد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن إحدى مخاطر عودة المجندين الإرهابيين الأجانب إلى بلدانهم الأصلية، سببه الخبرات المكتسبة في مناطق الصراع سيما في ما يخص التمكن من استخدام هذا النوع من الأسلحة».
وفي سياق شهد قيام طائرة بدون طيار يوم 6 أغسطس الطيران فوق حصن بريجانسون، حيث يقيم حاليا الرئيس الفرنسي، و انفجار عبوتين ناسفتين في 4 أغسطس معبأة كل واحدة منهما بكيلو من عنصر «سي 4» (مفجر عسكري) في سماء كاراكاس، لا يمكن لتقرير الأمم المتحدة سوى تأكيد هذه المخاوف.
«خطر أمني محدق»
بقي خطر اللجوء لاستعمال الطائرات بدون طيار في تنفيذ العمليات الارهابية أحد المخاطر التي حذر منها الخبراء في مجال مكافحة الإرهاب على مدار سنين. و سبق لخبراء الأمم المتحدة الذين اعتمدوا على معطيات قدمتها الدول الأعضاء أن تطرقوا إلى هذه المسألة قبل نشر هذا التقرير. حيث لاحظوا بداية 2018 أن «الدول الأعضاء تواصل إبداء تخوفها من لجوء الجماعات الإرهابية إلى استعمال الطائرات من دون طيار المتداولة تجاريًا، خصوصًا بعد الاستعمال المتكرر لهذه الأجهزة من قبل تنظيم داعش، وأن بعض الدول الأعضاء تمارس رقابة على استيراد وتجارة هذه الأجهزة، و مع ذلك فإن عدم تقنين تجارة هذه الطائرات بشكل عام على النت كان من النقاط التي تمت إثارتها كأحد المخاطر الأمنية المحتملة».
وأشارت نفس مجموعة الخبراء، في السنة الماضية إلى أن داعش قام بتطوير قدرات «الطائرات بدون طيار المتداولة تجاريا بإعادة تدوير قطع الغيار الموجودة في المبيعات العلنية» وأن معظم الطائرات «تم التعرف عليها في ميادين المعارك في العراق و الجمهورية العربية السورية» كـ«نماذج متوفرة تجاريا» وبقيمة مالية تقدر بين «100 و 1000 دولار». هذه الأجهزة مستعملة منذ 2014 لغرض «تصوير أفلام دعاية، القيام بمهام استطلاعية، القيام بضربات غير مباشرة، نقل و رمي قنابل صغيرة وأجسام يدوية متفجرة. بل و حدث (و أن قام داعش) بإرسال طائرات معبأة بالمتفجرات على قوات خصومه».
ويشير الخبراء إلى أن تنظيم القاعدة استعمل كذلك الطائرات بدون طيار، وتعود اول عملية قادتها إحدى جماعاته إلى العام 2012. و في أوج نشاطه كان تنظيم داعش يسعى «لاقتناء الإمكانيات الضرورية التي تمكنه من تصميم وتركيب طائرات بدون طيار ذي حجم أكبر بغرض زيادة قدراتها في الهجوم عن بعد». و ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن «روسيا أكدت في يناير 2018 هجوم عن طريق عشر طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات على قاعدتها الجوية الحميمين، شمال غرب سوريا و ثلاثة أخرى على أسطولها بطرطوس وذلك دون أن يخلف ضحايا و أضرار مادية».
وعقب سلسلة من الرحلات المشبوهة خصوصًا على مفاعلات نووية، تم تسجيلها خلال السنوات الأخيرة، قامت فرنسا بطبيعة الحال بالاستعداد لمواجهة هذا الخطر الجديد، الذي من شأنه أن يأتي من مواطن خبيث او من مجرمين (لغرض تسهيل الهروب من السجون مثلًا) أو من قبل إرهابيين. و تجدر الإشارة إلى أن الطائرة بدون طيار التي حلقت فوق حصن بريجانسون قد تمت إعاقتها بسبب أجهزة التشويش على الأمواج.
وتم اختبار عدة طرق لرصد و إحباط الأجسام المتفجرة، وذلك تحت إشراف الأمانة العامة للدفاع والأمن الوطني، كما تم تشديد القوانين ذات صلة بالموضوع لضمان استعمال آلاف الطائرات بدون طيار الموجهة للاستعمال العلمي، ومئات الطائرات الموجهة للاستعمال الخاص، بشكل آمن قدر الإمكان.
و سبق ان واجهت باريس في أكتوبر 2016 طائرات داعش في ظروف خاصة، حين تعرض جنديان فرنسيان من القوات الخاصة التي تنقلت إلى نواحي الموصل لجروح بسبب طائرة بدون طيار مفخخة كانت موضوعة على الأرض لتنفجر في أي لحظة لمجرد محاولة تشغيلها.