في تسجيل جديد.. «الجولاني» يرفض التفاوض مع سوريا ويحذر الفصائل

الخميس 23/أغسطس/2018 - 09:22 ص
طباعة في تسجيل جديد.. «الجولاني» أحمد سامي عبدالفتاح
 
نشرت منابر إعلامية تابعة لما تعرف بـ«هيئة تحرير الشام» الإرهابية، تسجيلًا صوتيًّا لزعيم الهيئة «أبو محمد الجولاني»، يوضح فيه عددًا من الخطوط العريضة لسلوكيات الهيئة، ردًا على الأنباء التي تواترت مؤخرًا بشأن حل الهيئة لنفسها، والسماح لعناصرها بالاندماج ضمن فصائل المعارضة المسلحة في إدلب.

وحاول «الجولاني»، تقمص دور القائد لباقي فصائل المعارضة؛ حيث طالبهم بعدم الدخول في أي مفاوضات مع النظام السوري، خاصة أن المفاوضات التي اتبعها النظام السوري مع فصائل المعارضة هدفت بالأساس إلى تسليم هذه الفصائل لسلاحها الثقيل، مع السماح لعناصرها بالتوجه نحو إدلب -معقل المعارضة الرئيسي-، وتحقق ذلك في كل من غوطة دمشق الشرقية، والقلمون الشرقي، فضلًا عن المناطق الجنوبية في كل من درعا والقنيطرة.



ويحمل هذا التسجيل دلالات عدة، لعل أهمها فشل المساعي التركية في إجبار الحركة على حل نفسها تحت تهديد السلاح -تمثل في تشكيل الجبهة الوطنية للتحرير في مايو 2018 من قبل عدد من الفصائل الإسلامية المناوئة للجبهة من أجل قتال الجبهة في حالة ما اقتضت الضرورة- علاوة على رغبة الهيئة بعدم تسليم سلاحها أو التخلي عن مواقعها لصالح الفصائل الموالية لتركيا.



يشار إلى أن تركيا ترغب في إنهاء وجود الهيئة الإرهابية في الشمال السوري؛ لأن ذلك -وفقا للمزاعم التركية- سيسلب روسيا المبرر لشن عملية عسكرية على إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.

للمزيد.. «القاعدة» لأنصار «الجولاني»: «ردُّوا إلينا أموالنا»

ويظهر تضارب الرؤى بين الهيئة وتركيا من خلال تأكيد «الجولاني» أن نقاط المراقبة التركية لن تتمكن من ردع النظام السوري وروسيا من شن أي عملية عسكرية على إدلب، لأنها -وفق رؤية الجولاني- تأتي في إطار التفاهم «الروسي التركي» الذي من الممكن أن يتغير في أي لحظة وفقًا للمصلحة السياسية.



ويظهر جليًّا من خلال الكلمة، أن «الجولاني» حاول إظهار تركيا بصفتها «غير القادر» على الإيفاء بتعهداتها المتعلقة بحماية إدلب والسماح للمعارضة بتشكيل منطقة حكم ذاتي في الشمال السوري.



فيما ذكر أحد أفراد الهيئة الذي يعرف بـ«الذهبي»، في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي «تيليجرام»: إن «كلمة الجولاني جاءت لتأكيد استقلالية قرار الهيئة عن تركيا»، كما قال: إن «حل الهيئة لنفسها أو تسليم سلاحها وانخراطها في جيش وطني، أو وضع إدلب تحت السيطرة التركية الكاملة، أو أن الهيئة في يد البعض يحركها كيف يشاء، أو أن الهيئة لا تريد إلا نفسها ولن تعمل إلا وحدها، ولا تريد أي فصيل آخر بجوراها، كل هذا كذب وغير صحيح».

وفي الإطار ذاته، طرح «الجولاني» مبادرة في يناير 2018 تضمنت إجراء عملية مصالحة بين الفصائل؛ من أجل التنسيق لخوض أي معركة مع النظام السوري، وهدفت هذه المبادرة بالأساس إلى شرعنة وجود الهيئة في الشمال، فضلًا عن محاولتها ترسيخ وجودها الشعبي في إدلب من خلال استغلال الفصائل.



وتأتي كلمة «الجولاني» في وقت تواترت فيه الأنباء عن قرب قيام النظام السوري بشن عملية عسكرية على إدلب.

للمزيد.. بفعل التقرب لتركيا.. مُنَظِّر قاعدي يتوقع الإطاحة بـ«الجولاني»

شارك