باستغلال الإغاثة والمساعدات الإنسانية.. تركيا تتسلل إلى قلب أفريقيا
الجمعة 24/أغسطس/2018 - 09:48 ص
طباعة
أحمد سامي عبدالفتاح
منح حزب العدالة والتنمية التركي- منذ وصوله إلى سدة الحكم في 2002- اهتمامًا فائقًا للقارة السمراء، اعتقادًا منه أن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي أمر لن يتحقق في القريب البعيد- أبقى حزب العدالة والتنمية على محاولاته الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي رغبة منه في كسب شرعية شعبية- علاوة على الإدراك التركي بأن القوى الصاعدة في المنطقة العربية لن تقبل بممارسة تركيا النفوذ على أي من دولها.
بعبارة أخرى، اعتقدت تركيا أن رفض الأقاليم المحيطة بها لم يترك لها إلا أن تكون دولة قوية لتتمكن من فرض نفسها بالقوة على دول الجوار، وفي سبيل تحقيق ذلك، توجهت تركيا إلى أفريقيا أملًا في أن تستغل ضعف التنافسية في الأسواق الأفريقية لتزود هذه البلدان بمنتجات أجود من المنتجات الأوروبية والأمريكية وأرخص في نفس الوقت.
وفي الإطار ذاته، ترغب تركيا بفتح آفاق تعاون جديدة مع أفريقيا أملًا في أن تستغل دعم الدول الأفريقية في المحافل الدولية، الأمر الذي سوف يسهم في إسراع وتيرة الصعود التركي على الساحة الدولية، خاصة أن تركيا تطالب دوما باصلاح مجلس الأمن، وترفض منح خمس دول فقط حق الفيتو في مجلس الأمن، الأمر الذي كان له العديد من التداعيات على الأمن والسلام الدوليين.
كما تدرك تركيا جيدًا أن وجودها في القارة السمراء- سوقًا استهلاكية جيدة للكثير من الدول- سوف يمكنها من استغلال موارد القارة الغنية بالمواد الخام من بوابة الشراكة الاقتصادية، الأمر الذي سوف يساعد تركيا على تجاوز أي محاولات غربية للتأثير على معدلات النمو الاقتصادي فيها.
ولا يمكننا أن نغفل أن حزب العدالة والتنمية يرغب في استعادة أمجاد الدولة العثمانية- انتهت على يد مصطفى كمال أتاتورك في 1923- خاصة في المناطق المطلة على البحر الأحمر لتضمن تركيا لنفسها وجودًا قويًّا على خطوط الملاحة العالمية، ويدلل الوجود التركي في كل من جزيرة سواكن السودانية والصومال- تمتلك تركيا قاعدة عسكرية في الصومال- على هذا الأمر.
ويتضح الوجود التركي في أفريقيا من خلال تقرير مفصل أصدرته وكالة الأناضول- رسمية تركية- عن النشاط التركي المتزايد في أفريقيا في الفترة من 2003 إلى 2017، جاء فيه أن الاستثمارات التركية داخل القارة السمراء قد ارتفعت من 100 مليون دولار إلى 6.5 مليار دولار، كما ارتفع عدد السفارات التركية من 12 إلى 41، علاوة على توسيع الخطوط الجوية التركية رحلاتها إلى الدول الأفريقية، لتقوم بتسيير رحلات جوية إلى 33 دولة أفريقية. كما استثمرت شركات الإنشاءات التركية ما مقداره 55 مليون دولار في أفريقيا.
وتدرك تركيا أن أن الدخول إلى أفريقيا من بوابة المساعدات الإنسانية سوف يسهم في زيادة قوتها الناعمة، ويفسر ذلك نشاط هيئة الإغاثة التركية تيكا والصليب الأحمر التركي في أفريقيا، حيث اعتمدت تركيا خطة تهدف إلى اجراء مليون عملية جراحية بحلول عام 2022 في 12 بلدا أفريقيا، وذلك بالتعاون مع بنك التنمية الإسلامي. وتمتلك هيئة الإغاثة التركية- تيكا- مشاريع تنموية في 37 دولة أفريقية من أصل 54 دولة.
وتولي تيكا اهتماما بالغا بعدد من المجالات لعل أهمها الموارد المائية، ففي الصومال وحدها قامت تيكا بحفر 5 آبار مياه في مدينة بوارو، ما أسهم في توصيل المياه إلى 45 ألف شخص. وفي السودان، حفرت تيكا 28 بئر مياه في 2010، ما أوصل مياه الشرب إلى 300 ألف شخص.
على صعيد متصل، تقدم تركيا نفسها لأفريقيا بصفتها دولة تسعي لتحقيق منفعة اقتصادية متبادلة بما يصب في صالح الطرفين من خلال تبنيها" سياسية الفوز للجميع"، وقد بدا ذلك جليا من خلال زيادة تركيا لصادراتها إلى أفريقيا من 2.1 مليار دولار في 2003 إلي 13.3 مليار دولار في 2012. وفي الإطار ذاته، ارتفعت الصادرات الأفريقية إلى تركيا من 3.3 مليار دولار في 2003 إلى 9.6 مليار دولار في 2012، الأمر الذي يحفز الأفارقة على العمل مع تركيا.
وفي النهاية تستغل تركيا عدم قيامها باستعمار الدول الأفريقية إبان الحقبة الإستعماري- احتلت تركيا فقط الدول العربية في الشمال، فضلا عن المناطق المحاذية للبحر الأحمر – في إقناع الدول الأفريقية بزيادة وتيرة التعاون معها.
للمزيد..هل ستضطر تركيا إلى طرق أبواب صندوق النقد الدولي؟
بعبارة أخرى، اعتقدت تركيا أن رفض الأقاليم المحيطة بها لم يترك لها إلا أن تكون دولة قوية لتتمكن من فرض نفسها بالقوة على دول الجوار، وفي سبيل تحقيق ذلك، توجهت تركيا إلى أفريقيا أملًا في أن تستغل ضعف التنافسية في الأسواق الأفريقية لتزود هذه البلدان بمنتجات أجود من المنتجات الأوروبية والأمريكية وأرخص في نفس الوقت.
وفي الإطار ذاته، ترغب تركيا بفتح آفاق تعاون جديدة مع أفريقيا أملًا في أن تستغل دعم الدول الأفريقية في المحافل الدولية، الأمر الذي سوف يسهم في إسراع وتيرة الصعود التركي على الساحة الدولية، خاصة أن تركيا تطالب دوما باصلاح مجلس الأمن، وترفض منح خمس دول فقط حق الفيتو في مجلس الأمن، الأمر الذي كان له العديد من التداعيات على الأمن والسلام الدوليين.
كما تدرك تركيا جيدًا أن وجودها في القارة السمراء- سوقًا استهلاكية جيدة للكثير من الدول- سوف يمكنها من استغلال موارد القارة الغنية بالمواد الخام من بوابة الشراكة الاقتصادية، الأمر الذي سوف يساعد تركيا على تجاوز أي محاولات غربية للتأثير على معدلات النمو الاقتصادي فيها.
ولا يمكننا أن نغفل أن حزب العدالة والتنمية يرغب في استعادة أمجاد الدولة العثمانية- انتهت على يد مصطفى كمال أتاتورك في 1923- خاصة في المناطق المطلة على البحر الأحمر لتضمن تركيا لنفسها وجودًا قويًّا على خطوط الملاحة العالمية، ويدلل الوجود التركي في كل من جزيرة سواكن السودانية والصومال- تمتلك تركيا قاعدة عسكرية في الصومال- على هذا الأمر.
ويتضح الوجود التركي في أفريقيا من خلال تقرير مفصل أصدرته وكالة الأناضول- رسمية تركية- عن النشاط التركي المتزايد في أفريقيا في الفترة من 2003 إلى 2017، جاء فيه أن الاستثمارات التركية داخل القارة السمراء قد ارتفعت من 100 مليون دولار إلى 6.5 مليار دولار، كما ارتفع عدد السفارات التركية من 12 إلى 41، علاوة على توسيع الخطوط الجوية التركية رحلاتها إلى الدول الأفريقية، لتقوم بتسيير رحلات جوية إلى 33 دولة أفريقية. كما استثمرت شركات الإنشاءات التركية ما مقداره 55 مليون دولار في أفريقيا.
وتدرك تركيا أن أن الدخول إلى أفريقيا من بوابة المساعدات الإنسانية سوف يسهم في زيادة قوتها الناعمة، ويفسر ذلك نشاط هيئة الإغاثة التركية تيكا والصليب الأحمر التركي في أفريقيا، حيث اعتمدت تركيا خطة تهدف إلى اجراء مليون عملية جراحية بحلول عام 2022 في 12 بلدا أفريقيا، وذلك بالتعاون مع بنك التنمية الإسلامي. وتمتلك هيئة الإغاثة التركية- تيكا- مشاريع تنموية في 37 دولة أفريقية من أصل 54 دولة.
وتولي تيكا اهتماما بالغا بعدد من المجالات لعل أهمها الموارد المائية، ففي الصومال وحدها قامت تيكا بحفر 5 آبار مياه في مدينة بوارو، ما أسهم في توصيل المياه إلى 45 ألف شخص. وفي السودان، حفرت تيكا 28 بئر مياه في 2010، ما أوصل مياه الشرب إلى 300 ألف شخص.
على صعيد متصل، تقدم تركيا نفسها لأفريقيا بصفتها دولة تسعي لتحقيق منفعة اقتصادية متبادلة بما يصب في صالح الطرفين من خلال تبنيها" سياسية الفوز للجميع"، وقد بدا ذلك جليا من خلال زيادة تركيا لصادراتها إلى أفريقيا من 2.1 مليار دولار في 2003 إلي 13.3 مليار دولار في 2012. وفي الإطار ذاته، ارتفعت الصادرات الأفريقية إلى تركيا من 3.3 مليار دولار في 2003 إلى 9.6 مليار دولار في 2012، الأمر الذي يحفز الأفارقة على العمل مع تركيا.
وفي النهاية تستغل تركيا عدم قيامها باستعمار الدول الأفريقية إبان الحقبة الإستعماري- احتلت تركيا فقط الدول العربية في الشمال، فضلا عن المناطق المحاذية للبحر الأحمر – في إقناع الدول الأفريقية بزيادة وتيرة التعاون معها.
للمزيد..هل ستضطر تركيا إلى طرق أبواب صندوق النقد الدولي؟