«هجوم في أوروبا = 1000 بسوريا والعراق».. ماذا قصد زعيم «داعش» بهذا التحريض؟

الجمعة 24/أغسطس/2018 - 04:16 م
طباعة أحمد عادل
 
«اضربوا ضربًا يخلع القلوب.. فطلقة خارقة أو طعنة في الأحشاء غائرة أو تفجير ناسف في أرضكم تعدل 1000 عملية عندنا، ولا تهملوا الدهس في الطرقات».. كلمات تحمل في طياتها العنف وإزهاق الأرواح، وصية إرهابية كبرى من زعيم داعش أبوبكر البغدادي، لأنصار التنظيم في أوروبا، تحرضهم على القتل بكل الطرق.. فماذا قصد بهذه الكلمات؟

بثت ما تُعرف بمؤسسة «الفرقان»، التابعة لـ«داعش»، تسجيلًا صوتيًّا، الأربعاء الماضي، حمل عنوان: «وبشر الصابرين»، لزعيم التنظيم، هدد فيه دول العالم أجمع.

ولم تمضِ سوى ساعات قليلة إلا ونفذ أحد عناصر التنظيم «عملية طعن»، أودت بحياة شخصين وإصابة ثالث، جنوب غرب العاصمة الفرنسية باريس، وتحديدًا في مدينة تراب، وفي بيان تبنيه للعملية قال التنظيم: «إنها استجابة لنداء استهداف الرعايا الأجانب في بلدهم».
استهداف القارة العجوز
منذ ظهور تنظيم داعش الإرهابي، وهو يحاول جاهدًا أن يستهدف القارة العجوز بحوادث طعن ودهس وتفجير، كان أكبرها «اعتداءات باريس»، في منتصف نوفمبر عام 2015، التي شملت عمليات إطلاق نار جماعي وتفجيرات انتحارية واحتجاز رهائن، وهي الأكثر دموية في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية؛ حيث أسفرت هذه الهجمات عن مقتل 130 شخصًا، وجرح 368 آخرين.
للمزيد.. استجابة لتحريض «البغدادي».. «داعش» يُعلن مسؤوليته عن هجوم باريس

من جانبه، قال هشام النجار، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية: «كلمات أبوبكر البغدادي هدفها الانتقام من الدول الأوروبية التي تحاربه».

وأضاف «النجار» في تصريح خاص لـ«المرجع»: «البغدادي يرى أوروبا هي منبع الشر بالنسبة للعالم الإسلامي، وهي التي تريد إسقاط الدولة الإسلامية المزعوم إقامتها من قبل تنظيم داعش الإرهابي».

وأكد الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن خطاب «البغدادي» ما هو إلا محاولة منه للسيطرة على الكيان الداخلي للتنظيم، في ظل الهزائم المتكررة التي يُمنَّى بها في المعارك التي خاضها في شتى بقاع الأرض.
وبدوره، قال الدكتور مختار الغباشي، المحلل السياسي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية: «إن العمليات في أوروبا لها تأثير شديد وفعَّال في المشهد السياسي العالمي»، مؤكدًا أن «البغدادي» يرى أن عملية واحدة في قلب أوروبا تثير الخوف في قلوب مواطنيها، هي خير من 1000 عملية في المنطقة العربية كسوريا والعراق.

وأوضح «الغباشي»، أن تحريضات «البغدادي» على تنفيذ عمليات في أوروبا، هدفها إحداث تأثيرات كبرى؛ ليعطي لعناصره دفعة قوية، لافتًا إلى أن التنظيم مازال موجودًا في سوريا والعراق، رغم هزيمته.

وأشار «الغباشي»، إلى أن تلك العمليات ستساعده أيضًا في تنفيذ عمليات أخرى والعودة من جديد، وذلك بسبب الحديث في الوسائل الإعلامية الكبرى عن مثل هذه الحوادث الإرهابية.

ويرى المحلل السياسي، أن البغدادي يريد توصيل رسالة للعالم بالضربات الإرهابية التي ينفذها، وهي أنه يوجه ضربة شديدة لدولة لها استراتيجية معينة في منطقة الشرق الأوسط.
للمزيد.. بعد خطاب «البغدادي».. إرهابيو داعش يُهددون أوروبا
يُشار إلى أن تنظيم داعش نفذ عدة عمليات في أوروبا، وأعلن مسؤوليته عنها، ففي 12 مايو الماضي، نفذ فرنسي ولد في الشيشان، ومعروف لدى أجهزة الاستخبارات، هجومًا بالسكين وسط باريس، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أربعة بجروح، وصرخ المهاجم الشاب الفرنسي المولود في الشيشان «الله أكبر» أثناء تنفيذه الاعتداء، وفي يوليو 2018، اعتدى ألماني تابع لـ«داعش» بسكين على حافلة، أسفرت عن إصابة 14 شخصًا. 

وفي يوليو 2017، طعن فلسطيني الجنسية، الموجودين في سوبر ماركت بمدينة هامبورج الالمانية، وأسفر الحادث عن مقتل شخص وإصابة 4 آخرين، وكان هناك أحداث دموية أخرى في 2015 و2016 في أوروبا، أعلن التنظيم مسؤوليته عنها.

شارك