أثار حادث الطعن، الذي شهدته فرنسا أمس، حالة من الجدل، لاسيما وقوعه بعد أقل من 24 ساعة لتحريض زعيم «داعش»، «أبوبكر البغدادي»، الذي دعا فيه عناصر التنظيم الإرهابي لشن عمليات في قلب أوروبا.

ونفذ شخص عملية طعن بسكين أمس، في مدينة «تراب» إحدى ضواحي باريس، أودت بحياة شخصين وإصابة ثالث بجروح خطيرة، فيما أطلقت قوات الأمن النار عليه وأردته قتيلًا، وأعلن «داعش» مسؤوليته عن الحادث، لافتًا إلى أن أحد أنصار التنظيم نفذ العملية استجابة لـ«نداء استهداف رعايا الدول الأوروبية».

غير أن الشرطة الفرنسية، خرجت ببيان تؤكد أن القتيلين «شقيقة المهاجم ووالدته»، وأن منفذ العملية لديه مشكلات نفسية، ما أثار التشكيك في كونه عنصرًا تابعًا لتنظيم داعش.
للمزيد.. استجابة لتحريض «البغدادي».. «داعش» يُعلن مسؤوليته عن هجوم باريس
وأعلن وزير الداخلية الفرنسي، «جيرار كولومب»، خلال مؤتمر صحفي، في منطقة ترابيه بباريس، أن منفذ هجوم الطعن الذي راح ضحيته أمه وأخته، يعاني من «مشكلات نفسية».

وقال «كولومب»: إن «الجاني كان معروفًا بكونه مدافعًا عن الإرهاب»، غير أنه أكد أيضًا أنه «كان شخصًا غير مستقر لينفذ عملية إرهابية، أو يرد على مطالب تنظيم داعش».

وأضاف الوزير -بحسب ما نشرته «سي إن إن»: «يبدو أن المجرم كانت لديه مشكلات نفسية كبيرة، وحتى الآن، القضاء لم يعترف بتصنيف (الاعتداء) إرهابيًّا، رغم أن المهاجم مدرج على قائمة المراقبين أمنيًّا لارتباطهم بالإرهاب».
سخرية القاعدة
وتسبب ذلك الحادث وسرعة تبني «داعش» له، حالة من السخرية على التنظيم نفسه، من قبل أعدائهم اللدودين في تنظيم القاعدة الإرهابي، الذين شككوا في تبعية منفذ الحادث لـ«البغدادي».

ونشر أحد العناصر البارزين في القاعدة، عبر حسابه على موقع «تليجرام»، المعروف بـ«الذهبي»، صورة من بيان داعش، وكتب تحتها: «إفلاس الدواعش جعلهم يتبنون حادثة طعن أحدهم لوالدته وأخته بمدينة تراب بفرنسا على أنها سرعة تنفيذ لأوامر البغدادي في استهداف الغرب الصليبي.. لن تجد بحياتك عقولًا خربة كهذه العقول!».

فيما شنَّ آخر، هجومًا على التنظيم الإرهابي، ووصفه بـ«العاجز» عن تنفيذ أي عمليات إرهابية في تلك الفترة.
للمزيد.. وزير عراقي يحذر من هجمات لـ«داعش» في النجف وكربلاء

وكانت ما تُعرف بمؤسسة «الفرقان» الإرهابية، بثت كلمة صوتية لأبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي، في أول تسجيل صوتي له منذ قرابة عام، دعا فيها من سمَّاهم بـ«أنصار الخلافة»، إلى مواصلة القتال في العراق وسوريا ومناطق أخرى، واستهداف الدول الغربية بالعبوات الناسفة والتفجيرات والدهس، مطالبًا على وجه التحديد بقتل من وصفهم بالعلمانيين والليبراليين والملحدين والمرتدين في بلادهم.