قادة الميليشيات الليبية يحجون بالتعدي والاستعراض ومخالفة المناسك
السبت 25/أغسطس/2018 - 08:45 ص
طباعة
عبدالهادي ربيع
تداول نشطاء ليبيون على «فيس بوك»، صورًا تظهر عددًا من قادة التشكيلات المسلحة والميليشيات الإرهابية، التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس خلال تأديتهم مناسك الحج لهذا العام.
وأظهرت الصور المتداولة قائد ميليشيا ثوار طرابلس هيثم التاجوري، أثناء تأديته مناسك الحج محاطًا بعدد من قادة الميليشيات المقربين منه،
ومعروف أن التاجوري واحدٌ من قادة الميليشيات المطلوبين أمنيًّا من حكومة الشرق الليبي-المقربة من المملكة السعودية- نتيجة لما ارتكبوه من جرائم أو بسبب علاقتهم مع جماعة الإخوان والجماعة الليبية الإرهابية؛ حيث كانت آخر جرائمهم حصار مقر إقامة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج وتهديده بالسلاح على خلفية السيطرة والسلطات.
للمزيد اقرأ أيضا: (هل تصطدم حكومة الإخوان مع الميليشيات المسلحة بطرابلس؟)
ومن أشهر مرافقي التاجوري في الصور المتداولة نائبه جلال الورشفاني، الذي اعتاد إثارة مثل هذه القلاقل كظهوره العام الماضي (2017) في رحلة عمرة وهو يدعو على القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، رغم وجود نهي إلهي صريح عن التعدي بالدعاء لقوله تعالى: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}، خاصة في المسجد الحرام، الذي قال الله فيه «وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ»، وهو الأمر نفسه الذي كرره في رحلة الحج لهذا العام رغم قول الله (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ).
كما ظهر التاجوري في صورة أخرى رفقة المستشار الأمني لرئيس المجلس الرئاسي، هاشم بشر الذي شغل منصب اللجنة الأمنية سابقًا والقيادي الميلشياوي محمد البكباك المتهم في قضية خطف رئيس الوزراء السابق علي زيدان، الذين دخلوا جميعا إلى المملكة حاملين جوازات سفر دبلوماسية.
ولكن الملفت للنظر وقوع خطأ ديني فادح من القيادي الميلشياوي هيثم التاجوري الذي ظهر على جبل عرفات مرتديًا ملابس الإحرام «مضطبعًا» رغم أن القاعدة الفقهية تقول إن الاضطباع -وهو إخراج الذراع اليمنى خارج ملابس الإحرام للرجال- لا يكون إلا عند أداء طواف القدوم.
ومن الملاحظ في موسم الحج لهذا العام أن كثيرًا من الجماعات الإسلاموية حاولت استغلاله لتحقيق أهداف خاصة غالبيتها سياسية، إضافة إلى الترويج لادعاءاتها ومحاولة استقطاب منتمين جدد أو الهروب من بلدانها.
للمزيد إقرأ أيضا: ( «الحج السياسي».. ظاهره العبادة وباطنه الإرهاب)
تجدر الإشارة إلى أن موسم الحج هذا العام شهد أزمة كبيرة في الأوساط الليبية بداية من اختفاء عباس القاضي رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية، بحكومة الوفاق على خلفية قراره، بعدم السماح بسفر مرافقين لكبار السن، في رحلة الحج، ما عرض الحجيج إلى مشاكل كبيرة أغلبها صحية، إلى أن تورطت حكومة الوفاق في إرسال إسلامي متشدد على رأس وفد حجيج الليبيين من مدينة الزاوية، وهو عبدالرزاق البشتي.
للمزيد إقرأ أيضا: (عبدالرزاق البشتي.. إرهابي يرافق الليبيين في الحج)