«الوسطية الأزهرية».. ملجأ أفغانستان لمواجهة التطرف الديني

السبت 25/أغسطس/2018 - 04:10 م
طباعة «الوسطية الأزهرية».. أحمد عادل
 
سعى الأزهر الشريف جاهدًا لحل الأزمة الراهنة بين الحركات الإسلاموية والحكومة في أفغانستان، عن طريق نشر الوسطية الدينية التي تدعو إليها المؤسسة الدينية الأكبر في العالم الإسلامي.

ولم يغب دور الأزهر الشريف في المشهد الأفغاني، حيث أصدر العديد من البيانات التي تُعبّر عن مواقفهم سواء بالعلاقة الطيبة أو بالتنديد على التفجيرات الدموية التي تحدث كل لحظة في أفغانستان.

وإدراكًا من الأزهر بخطورة الأوضاع في أفغانستان، فقد قرَّر منذ أيام قليلة تخصيص 75 منحة سنوية زيادة للطلاب الأفغان للدراسة في جميع المراحل التعليمية الخاصة بالأزهر، وذلك في محاولة منه لمواجهة الأفكار المتطرفة في البلدان الموجود بها صراعات مشتعلة بين التنظيمات الإرهابية والحكومة.

وجاء القرار من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، ردًّا على استقبال الرئيس الأفغاني «محمد أشرف عبدالغني»، بعثة من الأساتذة الأزهريين على «الإفطار» في شهر رمضان الماضي بالقصر الجمهوري.

وردّت الحكومة الأفغانية على «الأزهر»، بتخصيص قطعة أرض في كابول، لتكون مقرًّا جديدًا للبعثة الأزهرية، والذي يبلغ عددها أكثر من 40 مدرسًا أزهريًّا، و830 طالبًا، إضافة إلى 1045 طالبًا أفغانيًّا يدرسون حاليًّا في الأزهر الشريف.

للمزيد: في أفغانستان.. «طالبان» تتراجع و«داعش» يتوغَّل
«الأفغاني» والأزهر
يُعتبر جمال الدين الأفغاني، همزة الوصل بين المؤسسة الأزهرية وبلاده؛ حيث تأثر بمشايخ الأزهر، ووجد فيهم هدفه الأساسي، وهو نشر الاعتدال الديني، وكان دائم الطلب على إعادة نشر الوسطية العقلانية في الدين الإسلامي، وكان مؤمنًا بنظرية الفكر التنويري المجدد في الدين الإسلام؛ ما جعل الأزهر يستقبله بحفاوة شديدة داخل مصر.

وفي إطار دفاع الأزهر عن أفغانستان، أعرب فضيلة الإمام الأكبر عن انزعاجه الشديد من ممارسات الولايات المتحدة ضد المدنيين الأبرياء في أفغانستان بحجة محاربة الإرهاب، مطالبًا أمريكا بضرورة مغادرة أفغانستان فورًا، مؤكدًا أنه لن يقبل الإساءة للإسلام والمسلمين الأبرياء في شتى بقاع الأرض.

وفي الوقت الذي حاول فيه الأزهر إصلاح المجتمعات المُسلمة، عن طريق نشر الوسطية والاعتدال، تولى اثنان من خريجي الأزهر الشریف منصب رئيس الجمهوریة في أفغانستان، وهما «صبغة الله المجددي»، و«برهان الدین رباني»، كما تولى الأزهري «محمد موسى شفيق» رئاسة وزراء أفغانستان في الفترة من 1971 حتى 1972.

للمزيد: باحث: هجوم «طالبان» على قصر الرئاسة بأفغانستان عملية استعراضية

شارك