«دُمى جند الله».. الإرهاب المغلف ببراءة الأطفال !
الأحد 26/أغسطس/2018 - 03:38 م
طباعة
أحمد لملوم وعبدالهادي ربيع
فجر تحقيق استقصائي بثته هيئة الإذاعة والتلفزيون في ولاية شمال الراين الألمانية -ويستفاليا (WDR)، هذا الأسبوع عن دمى للأطفال، يروج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي باسم «دمى جند الله»، جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والسياسية والتربوية في ألمانيا؛ حيث تشبه هذه الدمى في ملبسها ومظهرها مقاتلي التنظيمات الإرهابية ونسائهم؛ إذ تكون دمى النساء، منتقبات بالكامل، على حين تكون دمى الرجال بلحى طويلة وزي عسكري.
وتنتج هذه الدمى في مدينة كولونيا غرب ألمانيا، وتسوق لها وتبيعها سيدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كتبت على صفحة «فيس بوك» الخاصة بها أن الهدف من قيامها بيبيع الدمى هو«تعليم أشبالنا وشبلاتنا الحشمة من خلال اللعب»، وهو ما اعتبره سياسيون ألمان محاولة لنشر أفكار متشددة لا تنتمي إلى ألمانيا، فقال علي توبراك، عضو الحزب الديمقراطي المسيحي، إنه يريد لابنته الصغيرة ذات الثلاثة أعوام، أن تكبر وتقرر بنفسها ماذا ترتدي، لا أن يربيها الآخرون على ذلك منذ طفولتها.
ويقول بروكارد فراير، رئيس دائرة حماية الدستور الألمانية: إن هناك مخاطر لتنشئة أطفال العائلات السلفية على الأفكار المتشددة وترسيخها في عقولهم منذ نعومة أظافرهم، مضيفًا خلال تعليقه على ما ورد في التحقيق الاستقصائي أن هناك احتمالًا أن تمتد هذه الأفكار المتشددة إلى أطفال العائلات المسلمة المعتدلة؛ بسبب هذه الدمى التي تكرس مبادئ التشدد لدى الأطفال وتجعلهم يعتادونه، محذرًا من التهوين من شأن تربية الأطفال على مبادئ التشدد؛ لأن الإرهابيين يعتبرون هؤلاء الأطفال الجيل المقبل منهم.
وجوه بلا ملامح
تتكون وجوه هذه الدمى بلا ملامح حتى لا تضاهي خلق الله، حسب الصانعة لها؛ وذلك كون صناعة دمى بملامح يعد تصويرًا لذوات الأرواح (الإنسان والحيوان والطير) في عقيدة السلفيين، وهذا الأمر يعد من المحرمات التي تصل إلى حد الشرك، حسب معتقدهم.
للمزيد.. ألمانيا تسعى للحدِّ من التشدد بترحيل الإرهابيين إلى بلادهم
وفي أبريل الماضي أصدرت وزارة الداخلية الالمانية إحصائية عن عدد السلفيين في البلاد، قدرت بنحو 11 ألف شخص على مستوى البلاد، وهو ضعف ما كان عليه عددهم في عام 2013، ما يجعل السلفية أكثر التيارات الإسلاموية صعودا في ألمانيا.
مراقبة عن كثب
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية في ولاية شمال الراين-ويستفاليا: إن دائرة حماية الدستور رصدت الدمى، وإنها تراقبها عن كثب، غير أنه من الناحية القانونية لا مانع من بيع هذه الدمى.
ويقوم السلفيون باستخدام الدمى والرسومات في استقطاب الأطفال في مختلف دول العالم، ففي عام 2014 أثار مقطع فيديو لطفل ليبي يقوم بقطع رأس دمية بسكين -وخلفه علم تنظيم «داعش» الإرهابي- ضجة إعلامية كبيرة.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، ولمنع الأطفال من الاختلاط المباشر بالمواطنين الغربيين خوفًا من تأثرهم بالثقافة الغربية وتقوية العلاقات بين أطفال التيار السلفي، تقوم مساجد تابعه لجمعيات سلفية مثل مسجد «ابن باز» جنوب ولاية فيلادفيا، والذي يحتوي فناؤه الخلفي على ألعاب للأطفال، بتنظيم أنشطة ترفيه للأطفال منها مخيم صيفي للفتيات، يقمن فيه بتلوين ورسم اللوحات من غير ذوات الأرواح كالأشجار والبحار والشواطئ، كما يصنعن الحلوى والألعاب والدمى.
للمزيد.. ألمانيا تواجه الإرهاب بتتبع «الذئاب المنفردة» المحتملين
معركة صعبة
وتخوض ألمانيا معركة صعبة ضد الإرهاب والتشدد؛ إذ شهدت البلاد هجمات عدة كان أكثرها ترويعًا في ديسمبر 2016، فحين كان الألمان يخططون كيف ومع مَنْ سوف يحتفلون بعيد الميلاد، كان التونسي أنيس العامري، يخطط لتنفيذ عملية دهس بشاحنة في سوق لبيع مستلزمات أعياد الميلاد في العاصمة الألمانية، برلين، أسفرت عن مقتل 12 شخصًا، وإصابة 49 آخرين.
وكادت هذه الهجمات الإرهابية أن تسبب نهاية دراماتيكية لفترة حكم المستشارة أنجيلا ميركل؛ إذ كانت على وشك خسارة الانتخابات البرلمانية الأخيرة لصالح حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف، والذي استغل تزايد نشاط المتشددين وأزمة اللاجئين السوريين لحشد أصوات الناخبين؛ ما مكنه من الحصول على المركز الثالث في عدد المقاعد بالبرلمان؛ الأمر الذي جعله يصبح القوى المعارضة الرئيسية في البلاد.
وتبذل الحكومة الألمانية جهود لمكافحة التطرف والإرهاب، ففي هذا الشهر رحّلت 3 متشددين إلى بلادهم الأم، بعد إدانتهم بالترويج أو المشاركة في أنشطة مرتبطة بالجماعات المتشددة والإرهابية، كما توفر ولاية شمال الراين-ويستفاليا أكثر من 75 مركزًا للإرشاد ضد التطرف، ويشكل القاصرون معظم زوار هذه المراكز، ويعتمد عمل هذه المراكز أيضًا على تعاون مع الأهل الذين يخشون من تطرف أبنائهم.
وتنتج هذه الدمى في مدينة كولونيا غرب ألمانيا، وتسوق لها وتبيعها سيدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كتبت على صفحة «فيس بوك» الخاصة بها أن الهدف من قيامها بيبيع الدمى هو«تعليم أشبالنا وشبلاتنا الحشمة من خلال اللعب»، وهو ما اعتبره سياسيون ألمان محاولة لنشر أفكار متشددة لا تنتمي إلى ألمانيا، فقال علي توبراك، عضو الحزب الديمقراطي المسيحي، إنه يريد لابنته الصغيرة ذات الثلاثة أعوام، أن تكبر وتقرر بنفسها ماذا ترتدي، لا أن يربيها الآخرون على ذلك منذ طفولتها.
ويقول بروكارد فراير، رئيس دائرة حماية الدستور الألمانية: إن هناك مخاطر لتنشئة أطفال العائلات السلفية على الأفكار المتشددة وترسيخها في عقولهم منذ نعومة أظافرهم، مضيفًا خلال تعليقه على ما ورد في التحقيق الاستقصائي أن هناك احتمالًا أن تمتد هذه الأفكار المتشددة إلى أطفال العائلات المسلمة المعتدلة؛ بسبب هذه الدمى التي تكرس مبادئ التشدد لدى الأطفال وتجعلهم يعتادونه، محذرًا من التهوين من شأن تربية الأطفال على مبادئ التشدد؛ لأن الإرهابيين يعتبرون هؤلاء الأطفال الجيل المقبل منهم.
وجوه بلا ملامح
تتكون وجوه هذه الدمى بلا ملامح حتى لا تضاهي خلق الله، حسب الصانعة لها؛ وذلك كون صناعة دمى بملامح يعد تصويرًا لذوات الأرواح (الإنسان والحيوان والطير) في عقيدة السلفيين، وهذا الأمر يعد من المحرمات التي تصل إلى حد الشرك، حسب معتقدهم.
للمزيد.. ألمانيا تسعى للحدِّ من التشدد بترحيل الإرهابيين إلى بلادهم
وفي أبريل الماضي أصدرت وزارة الداخلية الالمانية إحصائية عن عدد السلفيين في البلاد، قدرت بنحو 11 ألف شخص على مستوى البلاد، وهو ضعف ما كان عليه عددهم في عام 2013، ما يجعل السلفية أكثر التيارات الإسلاموية صعودا في ألمانيا.
مراقبة عن كثب
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية في ولاية شمال الراين-ويستفاليا: إن دائرة حماية الدستور رصدت الدمى، وإنها تراقبها عن كثب، غير أنه من الناحية القانونية لا مانع من بيع هذه الدمى.
ويقوم السلفيون باستخدام الدمى والرسومات في استقطاب الأطفال في مختلف دول العالم، ففي عام 2014 أثار مقطع فيديو لطفل ليبي يقوم بقطع رأس دمية بسكين -وخلفه علم تنظيم «داعش» الإرهابي- ضجة إعلامية كبيرة.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، ولمنع الأطفال من الاختلاط المباشر بالمواطنين الغربيين خوفًا من تأثرهم بالثقافة الغربية وتقوية العلاقات بين أطفال التيار السلفي، تقوم مساجد تابعه لجمعيات سلفية مثل مسجد «ابن باز» جنوب ولاية فيلادفيا، والذي يحتوي فناؤه الخلفي على ألعاب للأطفال، بتنظيم أنشطة ترفيه للأطفال منها مخيم صيفي للفتيات، يقمن فيه بتلوين ورسم اللوحات من غير ذوات الأرواح كالأشجار والبحار والشواطئ، كما يصنعن الحلوى والألعاب والدمى.
للمزيد.. ألمانيا تواجه الإرهاب بتتبع «الذئاب المنفردة» المحتملين
معركة صعبة
وتخوض ألمانيا معركة صعبة ضد الإرهاب والتشدد؛ إذ شهدت البلاد هجمات عدة كان أكثرها ترويعًا في ديسمبر 2016، فحين كان الألمان يخططون كيف ومع مَنْ سوف يحتفلون بعيد الميلاد، كان التونسي أنيس العامري، يخطط لتنفيذ عملية دهس بشاحنة في سوق لبيع مستلزمات أعياد الميلاد في العاصمة الألمانية، برلين، أسفرت عن مقتل 12 شخصًا، وإصابة 49 آخرين.
وكادت هذه الهجمات الإرهابية أن تسبب نهاية دراماتيكية لفترة حكم المستشارة أنجيلا ميركل؛ إذ كانت على وشك خسارة الانتخابات البرلمانية الأخيرة لصالح حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف، والذي استغل تزايد نشاط المتشددين وأزمة اللاجئين السوريين لحشد أصوات الناخبين؛ ما مكنه من الحصول على المركز الثالث في عدد المقاعد بالبرلمان؛ الأمر الذي جعله يصبح القوى المعارضة الرئيسية في البلاد.
وتبذل الحكومة الألمانية جهود لمكافحة التطرف والإرهاب، ففي هذا الشهر رحّلت 3 متشددين إلى بلادهم الأم، بعد إدانتهم بالترويج أو المشاركة في أنشطة مرتبطة بالجماعات المتشددة والإرهابية، كما توفر ولاية شمال الراين-ويستفاليا أكثر من 75 مركزًا للإرشاد ضد التطرف، ويشكل القاصرون معظم زوار هذه المراكز، ويعتمد عمل هذه المراكز أيضًا على تعاون مع الأهل الذين يخشون من تطرف أبنائهم.