لوموند: البيت الأبيض يحصن رئيس «ناشيونال إنكوايرر» لامتلاكه أدلة تدين ترامب
الإثنين 27/أغسطس/2018 - 08:53 ص
طباعة
جيل باري
(الرئيس ترامب، العام الثاني: صندوق دايفيد بيكر)
منحت الرئاسة الأمريكية الحصانة لرئيس «ناشيونال إنكوايرر» الذي بحوزته عناصر أدلة في قضية السيدتين اللتين تزعمان أنهما كانتا على علاقة بالمرشح ترامب.
تتحول بعض القطع دون قصد إلى عناصر سياسية من الدرجة الأولى، كذلك كان الأمر أثناء الحملة الانتخابية للعام 2016، بالنسبة للخادم الذي قامت هيلاري كاينتوم المهووسة برغبتها في السيطرة على كل شيء، بوضعه في بيتها لاستعماله في مراسلاتها الإلكترونية كوزيرة دولة في الفترة مابين 2019 إلى 2013، لتخترق بذلك قوانين الإدارة الأمريكية انذاك.
لقد تخيلنا مطولًا هذا الجهاز مركبًا في الدور الأرضي بمنزل ساباكوا بولاية نيويورك، بين أكوام مجلات «فانيتي فير» و الذكريات المخفية من الأسفار المتكررة إلى الخارج. حيث اكتشف الجمهوريون في الكونجرس الذي أرادوا غلق الطريق نحو البيت الأبيض أمام مرشحه من الطراز الأول، وجوده بالصدفة، أثناء التحقيق حول الهجوم الدامي ضد المفوضية الديبلوماسية الأمريكية في بنغازي في 2012 و لم يكن بوسع هيلاري كلينتون التخلص منه و بقيت عالقة في خيوط هذه الماكينة الشيطانية الممتدة مثل الكثير من الآثار.
مثله مثل صندوق ديفيد بيكر الذي عثر عليه بنفس الصدفة، و الذي يمكن أن يصبح في حد ذاته معادلًا من طراز قديم للجهاز الذي وجد عند خصمه كلينتون منذ سنتين. من الممكن طرح السؤال خصوصًا بعد أن حصل صاحبه على الحصانة من قبل العدالة والتي يمكن أن نتصور أن لها علاقة بالممتلكات غير المصرح بها التي تحدثت عنها الصحافة منذ أيام بخصوص ما يمكن أن يحتويه الصندوق.
و لأن ديفيد بيكير مدير المجلة الشعبية «ناسيونال أنكوايرير»، من المؤكد أن الأمر له علاقة بقنوات صرف المياه التي جال فيها صحفيون خرجوا منها متسخين رغم ارتدائهم البدلات الواقية. شيء من الوحل الذي من شأنه أن يتحول إلى ذهب، حقائق محفوظة في سرية تامة لإغواء شخص قوي، خاصة إن كان ميليارديرًا، خاصة إن كان مرشحًا للجمهوريين، وخاصة إن كان رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية.
من المؤكد أن شكل الصندوق عادي جدًا، بفتحة مفتاح صغيرة، يمكن تدويرها بسهولة ثلاث دورات لليسار و خمسة لليمين، و بمجرد فك الشفرة ينفتح القفل على جميع الأسرار ترافقه تنهيدة المنفذ للعملية تعبيرًا عن غبطته.
ويبدو أن صندوق الأدلة والذي يمتلكه رئيس الشركة، كان يحوي ملفات لكل من كارن ماكدوغال، وستيفاني كليفورد، وإحداهما بائعة هوى سابقة، وعارضة لحساب مجلة بلاي بوي، وممثلة ومخرجة لأفلام إباحية، كما أن هناك مما يشير لتورط دونالد ترامب في مغامرات سابقة معهما، وكلها أمور سيغفرها له أنصاره من دون شك، لكنها أجبرت المرشح حتمًا، على اختراق قواعد تمويل الحملات الانتخابية بالتكتم حول مسألة شراء صمتهما. ثم لن يبقى أمام الرئيس سوى التخمينات، ومن ثم اندهاشه الزائف وأكاذيبه الحقيقية.
الأمر هنا لا يتعلق بما يفضحه اليوم دونالد ترامب منذ شهور، أي التحقيق في التدخل الروسي خلال الرئاسيات الأمريكية، الشبهات حول التواطؤ و عرقلة العدالة، حتى النائب العام روبرت مويلر لم يعد في مقدمة الانشغالات.
لقد أمضى الرئيس شهورًا في التنديد بما أسماه «مطاردة المشعوذات» و هاهو محتوى الصندوق يقف في طريقه يحمل معه ماضي سيخرجه عن مسار الحاضر.