التقارير الأمريكية حول «داعش».. مناورات استخباراتية وخداع استراتيجي
الإثنين 27/أغسطس/2018 - 08:54 ص
طباعة
شيماء حفظي
شهر واحد فصل بين تقريرين أمريكيين حول تنظيم داعش الإرهابي، لكن جاء محتوي التقريرين متناقضًا.
ففي يوليو 2018، زعم تقرير أمريكي أن «داعش» يعود في العراق بشكل أسرع مما كان متوقعًا، وذلك بتنفيذ عمليات خطف واغتيالات وتفجيرات، في وقت أعلنت فيه الحكومة العراقية أنها تمكنت من القضاء على التنظيم على أراضيها.
ثم بعد ذلك بشهر واحد، وتحديدًا في 24 أغسطس الجاري، أعلن تقرير أمريكي آخر أن الاحتياطات المالية للتنظيم، تراجعت بشكل كبير وملحوظ للغاية، لكنها لم تجف.
التقرير الذي أعده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قال إن تنظيم داعش فقد بحلول العام الجاري، إمكانية استخراج النفط، لكن انخفاض وتأثر العمليات العسكرية ضده سمح له باستئناف دخوله إلى عدد من الحقول النفطية شرق سوريا.
التناقض في تقارير الدول المحاربة لداعش يصب في مصلحة «التنظيم»، وفق ما يقوله خبراء، حيث يوضح جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، قائلا: إن هناك تناقضًا كبيرًا بين تقارير الاستخبارات التي تصدر من الجهات الأمنية العالمية حول داعش، فمثلا تقرير البنتاجون يتعارض مع تقرير الخارجية الأمريكية.
وأشار رئيس المركز الأوروبي لدراسات لمكافحة الإرهاب والاستخبار، في مداخلة هاتفية مع برنامج «ستوديو الحدث» مع قناة «دويتش فيله» إلى أن هناك تقارير أمريكية، صدرت لأغراض استراتيجية، خاصة تلك التي تبالغ في قدرة داعش، وتلك التقارير تستخدم في أغراض سياسية، خاصة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية.
ويرى جاسم محمد، أن التضارب في التقارير التي تتصدر أو تُسرب من الولايات المتحدة الأمريكية – التي تقود التحالف الدولي ضد داعش – لا يتضمن فقط المعلومات عن عدد أفراد التنظيم وتمويله، لكنه أيضًا يشمل المعلومات عن قاداته.
«أبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم، ظهر مرة واحدة في جامع الموصل، ما بعد هذا التاريخ لم نجد ظهورًا آخر له، هناك تقارير ظهرت من البنتاجون تقول إنه أصيب، وبعدها بيومين قالت إن ابن البغدادي قتل، وأنا أشك في هذه المعلومات، وأعتقد أنها تخرج لتشويش أجهزة الاستخبارات للدول الأخرى» بحسب جاسم محمد.
الركن المتقاعد عماد علو، مستشار المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، يقول: «لا نعلم هل هناك معلومات سرية بخلاف التقارير الأمريكية المعلنة أم لا؟ فالتقارير الأمريكية تتسم بالعمومية ووصف الحالات دون الدخول في تفاصيل التحليل الإخباري للوصول إلى حقيقة الوضع الذي وضع على أساسه التقرير».
وتابع «علو»، إن التنسيق بين عناصر التنظيم ليس صعبًا، لكن التنظيم منذ خسارته في معركة الموصل، يوجه عناصره إلى تعويض تلك الخسائر، إعلاميًّا، من خلال تهويل وتضخيم إنجازاتهم، ومن هنا بدأ يعتمد بشكل كبير على العالم الافتراضي، وإن كان من خلال إعادة بث رسائل قديمة.
ويرى علو، أن هذه الاستراتيجية، يعمد إليها التنظيم لجذب عناصر جدد وهذا يعد خطرًا شأنه في ذلك شأن عودة التنظيم، وهذه واحدة من القضايا التي يجب دراستها في التقارير بشكل واضح.