إخوان الجزائر ينبطحون على بلاط «أردوغان» لدعم مبادرتهم
الإثنين 27/أغسطس/2018 - 08:56 ص
طباعة
حور سامح
استغل عبد الرازق مقري رئيس حركة مجتمع السلم «حمس» ذراع الإخوان بالجزائر، عقد ندوة سياسية في ما يسمى مركز تركيا والعالم الإسلامي (غير حكومي)، وراح يتحدث عن مبادرة التوافق التي باءت بالفشل بالفعل في الجزائر، ونشوب نزاعات كبيرة بين قيادات الأحزاب والرفض الشعبي بسبب مطالب الإخوان للجيش بالتدخل، ما اعتبره مراقبون ومحللون انبطاحًا مبررًا ونفعيًا من جانب إخوان الجزائر، لتسهيل مهمتهم في بلادهم، والتي تهدف لقلب نظام الحكم الحالي ووصولهم هم للسلطة.
تأسس مركز تركيا والعالم الإسلامى عام 2015، ويعد واحدًا من المراكز الإخوانية التي تأسست وتروج لها تركيا، على أنه مركز خاص بخدمة العلاقات الإسلامية، ولكنه في الحقيقة ستار يخفي أنشطة الإخوان وأداة لتلميعهم وتبييض سمعتهم المتآكلة، وذلك بعقد اجتماعاتهم وندواتهم بالمركز.
ترويج عبدالعزيز مقري في معقل الإخوان بتركيا، وفي المركز التابع لهم والذي جرت استضافته فيه، يشير بوضوح إلى العلاقة الوثيقة بين التنظيم الدولي للإخوان وفروع الجماعة في مختلف المناطق، بل يكشف زيف ادعاءات «حمس» بنفي تلك العلاقة، خصوصًا أن مقرى عرض فكرة التوافق التى لم تلق قبولًا في الجزائر، يشار إلى أن تلك الندوة جمعت بين عدد كبير من تيار الإخوان على المستويين المحلى والدولى.
وأبدى مقري استياءه خلال الندوة زاعمًا أن الجزائر لا تمتلك حزبًا قادرًا على توجيه الرأى العام، ولا توجد أحزاب حقيقية تعبر عن توجه الشعب، مؤكدًا أن المشكلة تكمن في عدد من المؤسسات.
أرجع عدد من المحللين السياسيين موقف عبدالعزيز مقري الذي يروج لمبادرته في الخارج، أنه يحاول إضافة صدى إقليمى لمبادرتهم السياسية، في إشارة لإعادة الروح للمبادرة، ويحاول مقري تجاوز فشل المباردة بالتسويق لها في محافل الإخوان، وأنها اجتهاد عظيم ومباردة ستنقذ الجزائر، وتحاول حركة حمس تبني المبادرة للحصول على الأحقية في الحكومة ومن الممكن أن تطرح شخصية الرئيس.
من المفترض أن عبدالعزيز مقري لا يخفي علاقة إخوان الجزائر الوثيقة بتركيا، ففي زيادرة أردوغان للجزائر مطلع العام الجاري، قال مقري «نحن لا نخفي صداقتنا مع حزب العدالة والتنمية التركي ولا يوجد سبب لإخفاء ذلك، وإن أردنا إخفاء هذا وقلنا بأنه لا توجد خصوصية فكرية بيننا وبين حزب العدالة والتنمية التركي لا نكون صادقين ولن يصدقنا أحد، فالعلاقة الفكرية قائمة»، وأضاف «أن أكبر وجهة للجزائريين بعد فرنسا في الرحلات الجوية هي تركيا، فالذين يزورون تركيا بكثافة هم كل أصناف الشعب الجزائري».
وبالتالى فمقري لا يخفي علاقته بتركيا، بل يتباهى بها، وصرح فى أكثر من مناسبة، أن اسطنبول مركز إشعاع العالم الإسلامى، ما يشير لحالة الولاء واضح من إخوان الجزائر ناحية أردوغان.
ويشار الى أن الحركة نقلت أن المبادرة لاقت قبولا من الحاضرين (كلهم من الإخوان) الذين أبدوا اهتمامًا كبيرًا بها وبالتفاصيل الخاصة بها، وأكدوا أنها قادرة على الخروج بالجزائر من أزمتها التي تواجهها.
وفي النهاية تملق عبدالرازق مقري، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالتأكيد على أنه يسعى لحل الصراعات القائمة في العالمين العربي والإسلامي، ومشيرًا إلى أن تحقيق تقارب مع دولة ناهضة مثل تركيا، يحقق نجاحًا اقتصاديًّا وأمنيًّا وسياسيًّا، وأن التطور التركى تحول لنموذج وثقافة سائدة، يتحدث عن التقدم التركى فى الوقت التى تعانى فيه الليرة من الانهيار بشكل مؤثر عن الاقتصاد التركي، وهو ما يؤكد أن إخوان الجزائر تتعاون مع أردوغان، خصوصًا بالسماح لمقري بالوجود بشكل أساسى، والتحدث باسم الإخوان، وكذلك الاجتماعات الدورية مع الجماعة.