وزير الدفاع الإيراني في سوريا.. «الغموض سيد المشهد»
الإثنين 27/أغسطس/2018 - 01:14 م
طباعة
نهلة عبدالمنعم
وصل أمس، وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي إلى الأراضي السورية للاجتماع مع كبار القادة والمسؤولين العسكريين بالجيش وذلك لمناقشة القضايا والملفات المشتركة بين البلدين.
زيارة تأتي وسط أخبار وتقارير تتواتر مؤخرًا حول إرادة دولية تتجه نحو طرد إيران من قلب الداخل السوري، فمستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون قد أشار منتصف الشهر الجاري إلى ضرورة الانسحاب العسكري الإيراني من سوريا.
وفي السياق ذاته، علق مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، في يوليو 2018 على تلك التسريبات المنتشرة منذ عدة أشهر قائلأً بأن خروج إيران من المشهد السوري قد يؤدي إلى عودة الإرهاب للمنطقة، مشيرًا إلى أن التدخل الإيراني جاء بناء على طلب السلطة السورية.
علاوة على ذلك، أشار ولايتي إلى المحاولات الدولية التي تسعى للزج بروسيا في العراك المحتدم حول خروج طهران من أراضي الشام، قائلا إن تلك المساعي تهدف إلى إحداث الوقيعة بين الشريكين الأساسيين في المعادلة السورية.
وبينما كان البعض ينظر إلى تلك الأطروحة على أنها مجرد تكهنات؛ خاصة في ظل النفي المتوالي من الإدارة الروسية حيال قيامها بدور الوساطة بين طهران والغرب، إلا أن تلك التكهنات قد لاقت بعض الرواج في أعقاب تصريحات مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلى نيبينزيا في يونيو 2018 حول بوادر اتفاق يشمل خروج القوات الإيرانية من غرب وجنوب سوريا.
وعلى الرغم من التوافق والتناغم الذي جمع الجانبين الإيراني والروسي بسوريا منذ اندلاع الأزمة في عام 2011 فإن البعض يتجه إلى إنتهاء تلك العلاقة المعسولة، فالطرفان كانا الداعمين الأساسيين لنظام بشار الأسد كما أن جهودهما العسكرية كانت في أغلب المحطات متوافقة.
ولطالما لعبت روسيا دور رمانة الميزان في المعادلة الإيرانية – الإسرائيلية، فمنذ تصاعد الحرب الأهلية بسوريا سعت طهران إلى الوجود في قلب المشهد وذلك لعدة أهداف لعل أهمها إزعاج الطرف الإسرائيلي بوجودها على الحدود الجولانية التي تحتلها الدولة الصهيونية.
وفي هذا الصدد يقول الدكتور محمد عباس ناجي، رئيس تحرير مجلة (مختارات إيرانية) بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإسترتيجية أن نظام الملالي يهتم بشكل رئيسي بالوجود في سوريا لكسب نفوذ على الأرض يستطيع من خلالها مد جسور التواصل مع الميليشيا العسكرية التابعة له وهو حزب الله اللبناني، بالإضافة إلى تهديد أمن الخليج.
كما أشار الباحث في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن طهران قد سعت بالأساس لتأمين خطوط تواصلها مع حزب الله، أما أن تكون قريبة من حدود الجولان لتهدد إسرائيل وقت اللزوم؛ خاصة مع الاختلاف حول الملف النووي الإيراني قد يكون هدفًا ثانويًّا، فإيران إن احتدم خلافها مع الولايات المتحدة وحليفها الرئيسي إسرائيل ستقود معهما حربًا بالوكالة تؤمنها العناصر المتمركزة بسوريا.
وهنا تتجلى مخاوف دول الغرب، تمامًا كمخاوف إسرائيل والولايات المتحدة من الطموح الجامح لنظام الملالي، لذلك يتم التعامل مع موسكو على أنها الضامن الرئيسي لعدم تحول تلك الحرب من نار تحت الرماد إلى صواريخ حية ومتبادلة.
فروسيا تمتلك علاقات استراتيجية قوية مع إسرائيل التي يشير البعض إلى أنها المحرك الأساسي لعملية انسحاب إيران من سوريا بوساطة سوريا.
ولكن التساؤل الأبرز في هذا الأمر يدور حول ماهية التنازلات والمكاسب التي سيحصل عليها كل طرف في هذه المعادلة، فباعتبار الولايات المتحدة هي الشريك الاستراتيجي لإسرائيل على طول الخط يتوقع البعض أن تضمن الولايات المتحدة إيقاف القتال بين الجماعات الإرهابية التي تشير روسيا إلى إنتمائها للولايات المتحدة.
للمزيد: «USAID» الأمريكية.. حقيقة المال المتسلل لأيادي الإرهاب
وسيؤدي هذا الأمر بدوره إلى تهدئة الإدارة الروسية التي تخشى من توابع إرهاب يحتدم بالقرب من حدودها، إلى جانب أن ذلك يؤدي إلى مصلحة النظام السوري الذي تدعمه روسيا وتؤيد بقاءه.
ورغم ذلك تشير بعض التقارير إلى أن الزيارة الإيرانية التي تمت اليوم قد لا تكون فقط لتسوية الأمور العالقة حول الوجود بسوريا، ولكن أيضًا للحصول على مكاسب اقتصادية من خلال المشاركة في إعادة إعمار سوريا التي تكبدت من أجلها أموالًا طائلة ليس للشعب السوري المشرد ولكن لتحقيق مصالحها.
زيارة تأتي وسط أخبار وتقارير تتواتر مؤخرًا حول إرادة دولية تتجه نحو طرد إيران من قلب الداخل السوري، فمستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون قد أشار منتصف الشهر الجاري إلى ضرورة الانسحاب العسكري الإيراني من سوريا.
وفي السياق ذاته، علق مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، في يوليو 2018 على تلك التسريبات المنتشرة منذ عدة أشهر قائلأً بأن خروج إيران من المشهد السوري قد يؤدي إلى عودة الإرهاب للمنطقة، مشيرًا إلى أن التدخل الإيراني جاء بناء على طلب السلطة السورية.
علاوة على ذلك، أشار ولايتي إلى المحاولات الدولية التي تسعى للزج بروسيا في العراك المحتدم حول خروج طهران من أراضي الشام، قائلا إن تلك المساعي تهدف إلى إحداث الوقيعة بين الشريكين الأساسيين في المعادلة السورية.
وبينما كان البعض ينظر إلى تلك الأطروحة على أنها مجرد تكهنات؛ خاصة في ظل النفي المتوالي من الإدارة الروسية حيال قيامها بدور الوساطة بين طهران والغرب، إلا أن تلك التكهنات قد لاقت بعض الرواج في أعقاب تصريحات مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلى نيبينزيا في يونيو 2018 حول بوادر اتفاق يشمل خروج القوات الإيرانية من غرب وجنوب سوريا.
وعلى الرغم من التوافق والتناغم الذي جمع الجانبين الإيراني والروسي بسوريا منذ اندلاع الأزمة في عام 2011 فإن البعض يتجه إلى إنتهاء تلك العلاقة المعسولة، فالطرفان كانا الداعمين الأساسيين لنظام بشار الأسد كما أن جهودهما العسكرية كانت في أغلب المحطات متوافقة.
ولطالما لعبت روسيا دور رمانة الميزان في المعادلة الإيرانية – الإسرائيلية، فمنذ تصاعد الحرب الأهلية بسوريا سعت طهران إلى الوجود في قلب المشهد وذلك لعدة أهداف لعل أهمها إزعاج الطرف الإسرائيلي بوجودها على الحدود الجولانية التي تحتلها الدولة الصهيونية.
وفي هذا الصدد يقول الدكتور محمد عباس ناجي، رئيس تحرير مجلة (مختارات إيرانية) بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإسترتيجية أن نظام الملالي يهتم بشكل رئيسي بالوجود في سوريا لكسب نفوذ على الأرض يستطيع من خلالها مد جسور التواصل مع الميليشيا العسكرية التابعة له وهو حزب الله اللبناني، بالإضافة إلى تهديد أمن الخليج.
كما أشار الباحث في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن طهران قد سعت بالأساس لتأمين خطوط تواصلها مع حزب الله، أما أن تكون قريبة من حدود الجولان لتهدد إسرائيل وقت اللزوم؛ خاصة مع الاختلاف حول الملف النووي الإيراني قد يكون هدفًا ثانويًّا، فإيران إن احتدم خلافها مع الولايات المتحدة وحليفها الرئيسي إسرائيل ستقود معهما حربًا بالوكالة تؤمنها العناصر المتمركزة بسوريا.
وهنا تتجلى مخاوف دول الغرب، تمامًا كمخاوف إسرائيل والولايات المتحدة من الطموح الجامح لنظام الملالي، لذلك يتم التعامل مع موسكو على أنها الضامن الرئيسي لعدم تحول تلك الحرب من نار تحت الرماد إلى صواريخ حية ومتبادلة.
فروسيا تمتلك علاقات استراتيجية قوية مع إسرائيل التي يشير البعض إلى أنها المحرك الأساسي لعملية انسحاب إيران من سوريا بوساطة سوريا.
ولكن التساؤل الأبرز في هذا الأمر يدور حول ماهية التنازلات والمكاسب التي سيحصل عليها كل طرف في هذه المعادلة، فباعتبار الولايات المتحدة هي الشريك الاستراتيجي لإسرائيل على طول الخط يتوقع البعض أن تضمن الولايات المتحدة إيقاف القتال بين الجماعات الإرهابية التي تشير روسيا إلى إنتمائها للولايات المتحدة.
للمزيد: «USAID» الأمريكية.. حقيقة المال المتسلل لأيادي الإرهاب
وسيؤدي هذا الأمر بدوره إلى تهدئة الإدارة الروسية التي تخشى من توابع إرهاب يحتدم بالقرب من حدودها، إلى جانب أن ذلك يؤدي إلى مصلحة النظام السوري الذي تدعمه روسيا وتؤيد بقاءه.
ورغم ذلك تشير بعض التقارير إلى أن الزيارة الإيرانية التي تمت اليوم قد لا تكون فقط لتسوية الأمور العالقة حول الوجود بسوريا، ولكن أيضًا للحصول على مكاسب اقتصادية من خلال المشاركة في إعادة إعمار سوريا التي تكبدت من أجلها أموالًا طائلة ليس للشعب السوري المشرد ولكن لتحقيق مصالحها.