إلغاء المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية تدفع باتجاه نهاية «أبومازن»

الثلاثاء 28/أغسطس/2018 - 08:44 ص
طباعة إلغاء المساعدات الأمريكية باريس خاص/ المرجع
 
تسبب قرار إلغاء 200 مليون دولار من المساعدات الأمريكية الموجهة للبرامج الإنسانية في إضعاف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فيما يبقى الرأي العام الإسرائيلي منقسمًا حول هذا الإجراء.



ويعيش الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبو مازن» مسلسلًا أسود، حيث قطع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كل المساعدات في الوقت الذي تقوم حركة «حماس» خصمه اللدود بالتفاوض غصبًا عنه مع إسرائيل حول اتفاق هدنة في قطاع غزة الذي يسيطر عليه الاسلاميون. 



وهكذا يجد رئيس السلطة الفلسطينية نفسه محاصرًا من جميع الاتجاهات. وتعود آخر ضربة قاسية تلقاها نهاية هذا الأسبوع من طرف دونالد ترامب الذي نفذ تهديده بإلغاء مساعدات مالية تقدر بـ 200 مليون دولار موجهة للأعمال الإنسانية.


وهكذا عاقب الرئيس الأمريكي، محمود عباس الذي يقاطع الولايات المتحدة الأمريكية منذ أن أعلن ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وتحويل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المقدسة.



ولجأ دونالد ترامب لإسلوب القوة على المستوى المادي؛ حيث قام هذه السنة بتقليص المساهمة الأمريكية في وكالة «أونروا» (اللجنة الدولية المكلفة بقضايا اللاجئين الفلسطينيين) من 360 مليون دولار في 2017 إلى 60 مليون دولار هذه السنة، ما أجبر المنظمة لإقالة واسعة النطاق لعشرين ألف موظف عبر 700 مدرسة تابعة لها.


وصرحت حنان عشراوي القيادية في منظمة التحرير الفلسطينية بأن هذا الأمر بمثابة «مساومة»، فيما اعتبر الأمين العام للمنظمة صائب عريقات أن هذه العقوبات من شأنها أن تتسبب فى «اختفاء السلطة الفلسطينية»، وهو سيناريو لن يكون في صالح إسرائيل، كونها ستكون مضطرة للقيام بدور السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية و«تشغيل الموظفين الفلسطينيين، وتسيير المدارس، والمستشفيات، والخدمات المحلية، وهو ما يعتبر حملًا ثقيلًا عليها».


«نهاية الحفلة»

ومن جهته، هنأ الوزير الإسرائيلي تساحي هنغبي، الرئيس ترامب على قراره ، قائلًا من خلاله: «يعلم محمود عباس بأن الحفلة قد انتهت»، ولا يؤمن هذا السياسي المقرب من بنيامين نتانياهو بسيناريو اختفاء السلطة الفلسطينية، حيث علق قائلًا :«لا يعدو ذلك حججًا صبيانية يستعملها الفلسطينيون لكى تضغط إسرائيل على الولايات المتحدة الأمريكية وتقنعها بعدم تقليص المساعدة». 



وأبدت زعيمة المعارضة ووزيرة الخارجية سابقًا تسيبي ليفني تحفظها معتبرة العقوبات الأمريكية ضد محمود عباس وسياسة الحكومة الإسرائيلية مسيئة للعناصر «المعقولة» لدى الفلسطينيين وتدعم المحافظين الإسلاميين (حماس)، وهو الأمر الذي لا يساعد على أمن إسرائيل. 



ويتفق كلا المسؤولين رغم ذلك على أن محمود عباس، رغم عيوبه لم يلجأ إلى الإرهاب، ومع ذلك يبقى هناك غموض تام حول ما يمكن حدوثه إذا ما قرر عباس 83 عامًا، الذي انهكه المرض، مغادرة السلطة، حيث تؤكد «ليفني» أنه من المحتمل أن يؤدى ذلك لأن تستحوذ حماس على السلطة في الضفة الغربية.


وفى غزة، تبدو الأمور كذلك سيئة بالنسبة لمحمود عباس، حيث تتفاوض حماس على بعض «الترتيبات» مع إسرائيل بوساطة منظمة الأمم المتحدة ومصر وذلك حول هدنة طويلة المدى، بعد خمسة شهور من المواجهات التي خلفت أكثر من 170 قتيلًا وآلاف الجرحى الفلسطينيين. 



ووجد «عباس» نفسه مستبعدًا من هذه المحادثات التي استؤنفت في القاهرة الأحد الماضي، وهو الذي كان يسعى لفرض السيطرة على قطاع غزة بعد أن أخرجته «حماس» منها منذ سنوات. 



ولكن لا شيء ينبئ حتى الآن بنجاح هذه المحادثات، حيث تدعم قيادة أركان الجيش الإسرائيلي، اتفاقية تنص على تخفيف الحصار حول قطاع غزة مقابل وقف أعمال العنف من قبل حماس، وفي حال إذا لم يتم التوصل لاتفاق، سيكون من الصعب تفادي الحرب، حسب تصريحات مسؤولين عسكريين فى إذاعة الجيش الإسرائيلى.

شارك