القَبَلِيَّة.. الضامن لوجود الإخوان في الصومال
الثلاثاء 28/أغسطس/2018 - 02:58 م
طباعة
دعاء إمام
معارك قبلية بين الحين والآخر.. صراعات على الأرض أو الدين.. أرواح تُزهق بدافع التعصب.. كانت هذه البيئة التي عاشها الصومال، وكانت أيضًا كافية لانتشار فكر جماعة الإخوان (1928) منذ ثلاثينيات القرن الماضي؛ إذ لَمَح حسن البنّا مؤسس الإخوان، أن الطبيعة القبلية عامة هي التي تضمن الولاء له وجماعته بدلًا من الولاء للدولة.
وكانت الدوافع التوسعية لـ«البنّا» سببًا في استقطاب طلاب البعثة الصومالية الوافدين للدراسة في الأزهر الشريف؛ من خلال التواصل معه شخصيًّا في الخُطب الأسبوعيَّة التي كان يُلقيها عليهم، فعاد أولئك الطلاب إلى بلادهم لتكوين شُعبة جديدة للإخوان في بلادهم.
وبعد عقودٍ من انتشار الفكر الإخواني في الصومال على أيدي الطلاب، كانت حقبة الستينيات هي الشاهد على وضع النواة الأولى لحركة تمثل رسميًّا الجماعة الأم، إذ أسس «عبدالغني أحمد آدم»، منظمة إسلامية في أواسط الستينيات وأطلق عليها اسم «النهضة».
وعلى الفور لم يتوانَ طلاب الجامعات، من حاملي فكر الإخوان، حتى أعلنوا في 11 يوليو 1978، تدشين حركة تتبنى فكر ومنهج الجماعة، وأطلقوا عليها «الإصلاح»، بواسطة شيخ محمد أحمد نور جريري، وعلي الشيخ أحمد أبوبكر، وأحمد رشيد شيخ حنفي، ومحمد يوسف عبدي، وعبدالله محمد عبدالله.
للمزيد:
سلفيو الصومال وإرهابهم.. فتش عن الإخوان وقطر وتركيا
بداية الانشقاقات
كان محمد سياد بري، الرئيس الثالث للجمهورية الصومالية (1969_1991)، سببًا في شقِّ صف الإخوان، وبدأت الانقسامات تَعْرِف طريقها إلى حركة «الإصلاح»، مع تشكيل حكومة عسكرية قادها «بري»، واختلف الإخوان حول تأييد أو معارضة تلك الحكومة.
وتجددت الانقسامات في 2001؛ بعد خلافات دارت وسط أعضاء الحركة في الرؤى والاتِّجاه في التعامل مع قضايا عدَّة، من بينها الهيكل الإداري، والشورى، والشفافية، والانخراط في الأنشطة الإسلامية الدعوية مع الكيانات الأخرى، وغير ذلك من الأمور.
وأدى الخلاف الداخلي حول قضايا الشورى والشفافية في التعامل الإداري والتنظيمي، وتقليل الشأن التربوي والدعوي لدى الأطر الحركية، وسياسة «التعامل مع الواقع» التي انتهجتها الحركة، ثم موقف قيادة الحركة من المحاكم الإسلامية، إلى ظهور تيار يُسمَّى «الدم الجديد».
الدم الجديد.. إصلاح «الإصلاح»
رفعت مجموعة من المنتمين لـ«الإصلاح» شعارًا تجديديًّا يطالب إصلاح الحركة، معلنًا رفضه التسلح ونيل الحكم عبر فوهة البنادق، وطالب التعامل مع العالم بمنطلق إنساني، لا بمنطلق ديني، وتغيير نظرته إلى المجتمع الصومالي، كوحدة اجتماعية تتساوى فيها الحقوق والواجبات دون تمييزهم على مستوى الالتزام الديني، وتغيير منظومته السياسية التي تنطلق من رؤية قبول الآخر بفكره مهما كانت مرجعيته كمواطن صومالي.
الدعم القطري
وفي يناير الماضي، كشفت صحيفة «سونا تايمز» الصومالية، أن اجتماعًا سريًّا عُقِدَ في تركيا شارك فيه ضباط استخبارات قطريون وإيرانيون وممثلون لجماعة حزب الله اللبنانية، بحضور مسؤول رفيع في القصر الرئاسي الصومالي، هو «فهد ياسين» الذي يشغل منصب المدير العام للقصر الرئاسي في الصومال، ومعروف أنه من المقربين من النظام القطري، ومُقَرَّب من الإخواني يوسف القرضاوي؛ بهدف تشكيل جماعة إرهابية في الصومال.
وأشارت الصحيفة الصومالية إلى أن أجهزة استخبارات غربية كشفت هذا الاجتماع الذي جرى خلاله تكليف «فهد ياسين»، الذي انضم إلى الإخوان في فترة من حياته، ويشغل حاليًّا منصب رئيس الديوان الرئاسي، بالعمل على زعزعة «الاستقرار السياسي» للحكومات المحلية في بعض أقاليم الصومال، التي تتخذ موقفًا مناوئًا للنظام القطري.
إضافة إلى ما تقدم ذكره، أفادت الصحيفة أن قطر أنشأت غرفة حرب، في سفارتها بالعاصمة مقديشو؛ بهدف تنسيق عمليات القوة الإرهابية الجديدة، بمساعدة ضباط استخبارات قطريين وإيرانيين، ومعهم القيادي البارز في حركة «شباب المجاهدين» الإرهابية زكريا إسماعيل، المعروف أنه كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات في الحركة.
وكانت الدوافع التوسعية لـ«البنّا» سببًا في استقطاب طلاب البعثة الصومالية الوافدين للدراسة في الأزهر الشريف؛ من خلال التواصل معه شخصيًّا في الخُطب الأسبوعيَّة التي كان يُلقيها عليهم، فعاد أولئك الطلاب إلى بلادهم لتكوين شُعبة جديدة للإخوان في بلادهم.
وبعد عقودٍ من انتشار الفكر الإخواني في الصومال على أيدي الطلاب، كانت حقبة الستينيات هي الشاهد على وضع النواة الأولى لحركة تمثل رسميًّا الجماعة الأم، إذ أسس «عبدالغني أحمد آدم»، منظمة إسلامية في أواسط الستينيات وأطلق عليها اسم «النهضة».
وعلى الفور لم يتوانَ طلاب الجامعات، من حاملي فكر الإخوان، حتى أعلنوا في 11 يوليو 1978، تدشين حركة تتبنى فكر ومنهج الجماعة، وأطلقوا عليها «الإصلاح»، بواسطة شيخ محمد أحمد نور جريري، وعلي الشيخ أحمد أبوبكر، وأحمد رشيد شيخ حنفي، ومحمد يوسف عبدي، وعبدالله محمد عبدالله.
للمزيد:
سلفيو الصومال وإرهابهم.. فتش عن الإخوان وقطر وتركيا
بداية الانشقاقات
كان محمد سياد بري، الرئيس الثالث للجمهورية الصومالية (1969_1991)، سببًا في شقِّ صف الإخوان، وبدأت الانقسامات تَعْرِف طريقها إلى حركة «الإصلاح»، مع تشكيل حكومة عسكرية قادها «بري»، واختلف الإخوان حول تأييد أو معارضة تلك الحكومة.
وتجددت الانقسامات في 2001؛ بعد خلافات دارت وسط أعضاء الحركة في الرؤى والاتِّجاه في التعامل مع قضايا عدَّة، من بينها الهيكل الإداري، والشورى، والشفافية، والانخراط في الأنشطة الإسلامية الدعوية مع الكيانات الأخرى، وغير ذلك من الأمور.
وأدى الخلاف الداخلي حول قضايا الشورى والشفافية في التعامل الإداري والتنظيمي، وتقليل الشأن التربوي والدعوي لدى الأطر الحركية، وسياسة «التعامل مع الواقع» التي انتهجتها الحركة، ثم موقف قيادة الحركة من المحاكم الإسلامية، إلى ظهور تيار يُسمَّى «الدم الجديد».
الدم الجديد.. إصلاح «الإصلاح»
رفعت مجموعة من المنتمين لـ«الإصلاح» شعارًا تجديديًّا يطالب إصلاح الحركة، معلنًا رفضه التسلح ونيل الحكم عبر فوهة البنادق، وطالب التعامل مع العالم بمنطلق إنساني، لا بمنطلق ديني، وتغيير نظرته إلى المجتمع الصومالي، كوحدة اجتماعية تتساوى فيها الحقوق والواجبات دون تمييزهم على مستوى الالتزام الديني، وتغيير منظومته السياسية التي تنطلق من رؤية قبول الآخر بفكره مهما كانت مرجعيته كمواطن صومالي.
الدعم القطري
وفي يناير الماضي، كشفت صحيفة «سونا تايمز» الصومالية، أن اجتماعًا سريًّا عُقِدَ في تركيا شارك فيه ضباط استخبارات قطريون وإيرانيون وممثلون لجماعة حزب الله اللبنانية، بحضور مسؤول رفيع في القصر الرئاسي الصومالي، هو «فهد ياسين» الذي يشغل منصب المدير العام للقصر الرئاسي في الصومال، ومعروف أنه من المقربين من النظام القطري، ومُقَرَّب من الإخواني يوسف القرضاوي؛ بهدف تشكيل جماعة إرهابية في الصومال.
وأشارت الصحيفة الصومالية إلى أن أجهزة استخبارات غربية كشفت هذا الاجتماع الذي جرى خلاله تكليف «فهد ياسين»، الذي انضم إلى الإخوان في فترة من حياته، ويشغل حاليًّا منصب رئيس الديوان الرئاسي، بالعمل على زعزعة «الاستقرار السياسي» للحكومات المحلية في بعض أقاليم الصومال، التي تتخذ موقفًا مناوئًا للنظام القطري.
إضافة إلى ما تقدم ذكره، أفادت الصحيفة أن قطر أنشأت غرفة حرب، في سفارتها بالعاصمة مقديشو؛ بهدف تنسيق عمليات القوة الإرهابية الجديدة، بمساعدة ضباط استخبارات قطريين وإيرانيين، ومعهم القيادي البارز في حركة «شباب المجاهدين» الإرهابية زكريا إسماعيل، المعروف أنه كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات في الحركة.