للإرهاب وجوه أخرى.. ليست إسلاموية فقط
الأربعاء 29/أغسطس/2018 - 02:17 م
طباعة
نهلة عبدالمنعم
الإرهاب وضحاياه وأنشطته، الحديث الغالب للصحافة اليومية، مابين أخبار وتقارير متعلقة بالعمليات الدامية أو حتى المهاترات الإيديولوجية للجماعات المختلفة، ورغم اتساع دائرة العنف في العالم أجمع فإن الجماعات الإرهابية ذات المرجعية الإسلاموية تشهد رواجًا أكبر، بل تكاد تكون الوحيدة والمتفردة بالسوق الإعلامي الدولي.
وطبقًا لدراسة أجرتها جامعة «ألاباما» في الولايات المتحدة، الشهر الماضي تم التوصل إلى أن العمليات الإرهابية من قبل الإسلامويين تلقى 57% من اهتمام الصحافة، حيث تلقت الهجمات ذات الإدعاء الإسلاموية 105 عناوين، مقابل 15 عنوانا للهجمات الإرهابية الأخرى للمجموعات غير الإسلاموية، وذلك في التغطية الصحفية الأمريكية.
واستندت تلك النتائج إلى جميع الهجمات الإرهابية التي وقعت في الولايات المتحدة بين عامي 2006 و2015، كما أكدت الورقة البحثية أن التباين في التغطية الإعلامية، لا يتماشى بشكل خاص مع الواقع القائم على أن الإرهابيين المنتمين لتيار اليمين المتطرف والعنصريين البيض نفذوا الغالبية الأكبر من الهجمات.
فيما أفادت دراسة أخرى قدمتها جامعة ولاية «جورجيا» أن العمليات الإرهابية تتلقى تغطية إعلامية أكثر بخمس مرات إذا كان الجاني مسلمًا، وعلى الرغم من تنفيذ الإسلامويين لـ 12.4% من الهجمات في الولايات المتحدة، لكنهم حصلوا على 41.4 % من نسبة التغطية الإخبارية.
كما وجد التحليل أن هناك زيادة مطردة في نسبة اهتمام وسائل الإعلام، وبالأخص الأمريكية، بهجمات الجناة ذوي الروافد الإسلامية، فالفترة بين عامي 2011 و2015 شهدت تغطية إعلامية وصلت نسبتها إلى 49% من مجموع الموضوعات المتعلقة بالإرهاب.
للمزيد: «هامبورج».. كابوس الإرهاب في أوروبا
فتفجير ماراثون بوسطن الذي وقع عام 2013 وأدى إلى مقتل 15 شخصًا وإصابة 280 آخرين حصل على ما يقرب من 20% من مجموع التغطية الإعلامية الأمريكية المتعلقة بالهجمات الإرهابية في فترة الخمس سنوات الماضية، وذلك لأن منفذيه ذوو مرجعية راديكالية.
وفي المقابل، شكلت تغطية مذبحة معبد السيخ في ولاية ويسكونسن عام 2012، والتي خلفت ستة قتلى، وقام بها وايد مايكل بيج - وهو رجل أبيض 3.8% من الاهتمام الإعلامي، كما حصلت هجمة «فريزير جلين ميلر» على مجمع يهودي بالولايات المتحدة عام 2014 على 3.3% من التقارير الأمريكية.
علاوة على ذلك، أكد باحثو جورجيا أن القوالب النمطية والتغطية الإعلامية غير المتناسبة سواء كانت قرارًا مقصودًا أو لا تعزز الروايات الثقافية التي تتجه نحو ترهيب الغرب من التطرف الإسلامي، بل إلى الإسلام كطائفة، لكن نتائج الدراسة تظهر أن هذه المخاوف في غير محلها.
أرقام صادمة
وتتعدد الجماعات المدرجة على اللوائح الدولية للإرهاب، وعلى الرغم من كون أغلبيتها لا ترتبط بأي فكر إسلامي فإنها لا تلقى نفس الرواج والشهرة التي تحصل عليها المجموعات الإسلاموية، ومن أبرز تلك الجماعات تنظيم «نمور التاميل» الذي ينتشر في سريلانكا منذ 1983 ويشتهر بالنعرة الانفصالية والرغبة في تكوين دولة مستقلة بعيدًا عن الحكومة المركزية، وبينما يمتلك التنظيم جناحًا عسكريًّا وقوة بحرية وجوية ينفذ منهما هجماته إلا أنه لا يمتلك نفس شهرة تنظيم «داعش» مثلا.
للمزيد: بلجيكا.. معقل الإرهاب في قلب أوروبا
وتنضم الحركة الماركسية «توباك أمارو الثورية» إلى قائمة الإرهاب غير المتأسلم والتي نشأت في 1983 داخل دولة بيرو، بالإضافة إلى ذلك، فقارة أمريكا الجنوبية بأكملها تعج بالجماعات الإرهابية المتطرفة، والتي تستخدم الاغتيالات والتفجيرات في هجماتها وذلك مثل منظمة فارك، والجيش الثوري الكولومبي.
أما الولايات المتحدة نفسها، فتشهد أيضًا انتشارًا وتعددًا للجماعات الإرهابية، والتي تنفذ أغلب الهجمات، ولكنها لاتحظى بمتابعة إخبارية مفرطة أو حتى منهجية، وذلك مثل جماعة «احتلوا وول ستريت»، و«جبهة تحرير الأرض»، ورابطة الدفاع اليهودية، و«جيش الرب» وغيرها من المجموعات الإرهابية التي تتنوع خلفيتها ما بين يمين متطرف وثورية اجتماعية وتعصب ديني غير إسلامي، كما توصلت دراسة لمعهد «نيشن» البحثي إلى أن أغلب العمليات الإرهابية التي وقعت في الولايات المتحدة تورط فيها تيار اليمين المتطرف وليس الإسلامويين.
مفهوم مختلف
ورغم الخطورة التي تشكلها التنظيمات الإرهابية التي تتاجر بالدين الإسلامي والتي دفعت مؤسسة الأزهر الشريف إلى إنشاء مرصد لدراسة هذه الظاهرة، فإن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، دائمًا ما يطالب المجتمع الدولي بالفصل ما بين التطرف والإسلام كدين، ففي عام 2016 أعرب «الطيب» عن استيائه من ربط الإرهاب بالإسلام، مشيرًا إلى أن أتباع الديانات الأخرى مارسوا في السابق العديد من أساليب العنف والتدمير.
كما أن مندوب الصين لدى الأمم المتحدة، «ووهايتاو» سبق وصرح في 26 أغسطس الجاري بأن المعنيين بمكافحة الإرهاب في العالم أجمع عليهم التوقف عن ربط التطرف بجماعات وطوائف دينية أو عرقية محددة، بل يجب أن نتعامل مع الإرهاب بنفس الآليات أيًا كان منفذه.
وطبقًا لدراسة أجرتها جامعة «ألاباما» في الولايات المتحدة، الشهر الماضي تم التوصل إلى أن العمليات الإرهابية من قبل الإسلامويين تلقى 57% من اهتمام الصحافة، حيث تلقت الهجمات ذات الإدعاء الإسلاموية 105 عناوين، مقابل 15 عنوانا للهجمات الإرهابية الأخرى للمجموعات غير الإسلاموية، وذلك في التغطية الصحفية الأمريكية.
واستندت تلك النتائج إلى جميع الهجمات الإرهابية التي وقعت في الولايات المتحدة بين عامي 2006 و2015، كما أكدت الورقة البحثية أن التباين في التغطية الإعلامية، لا يتماشى بشكل خاص مع الواقع القائم على أن الإرهابيين المنتمين لتيار اليمين المتطرف والعنصريين البيض نفذوا الغالبية الأكبر من الهجمات.
فيما أفادت دراسة أخرى قدمتها جامعة ولاية «جورجيا» أن العمليات الإرهابية تتلقى تغطية إعلامية أكثر بخمس مرات إذا كان الجاني مسلمًا، وعلى الرغم من تنفيذ الإسلامويين لـ 12.4% من الهجمات في الولايات المتحدة، لكنهم حصلوا على 41.4 % من نسبة التغطية الإخبارية.
كما وجد التحليل أن هناك زيادة مطردة في نسبة اهتمام وسائل الإعلام، وبالأخص الأمريكية، بهجمات الجناة ذوي الروافد الإسلامية، فالفترة بين عامي 2011 و2015 شهدت تغطية إعلامية وصلت نسبتها إلى 49% من مجموع الموضوعات المتعلقة بالإرهاب.
للمزيد: «هامبورج».. كابوس الإرهاب في أوروبا
فتفجير ماراثون بوسطن الذي وقع عام 2013 وأدى إلى مقتل 15 شخصًا وإصابة 280 آخرين حصل على ما يقرب من 20% من مجموع التغطية الإعلامية الأمريكية المتعلقة بالهجمات الإرهابية في فترة الخمس سنوات الماضية، وذلك لأن منفذيه ذوو مرجعية راديكالية.
وفي المقابل، شكلت تغطية مذبحة معبد السيخ في ولاية ويسكونسن عام 2012، والتي خلفت ستة قتلى، وقام بها وايد مايكل بيج - وهو رجل أبيض 3.8% من الاهتمام الإعلامي، كما حصلت هجمة «فريزير جلين ميلر» على مجمع يهودي بالولايات المتحدة عام 2014 على 3.3% من التقارير الأمريكية.
علاوة على ذلك، أكد باحثو جورجيا أن القوالب النمطية والتغطية الإعلامية غير المتناسبة سواء كانت قرارًا مقصودًا أو لا تعزز الروايات الثقافية التي تتجه نحو ترهيب الغرب من التطرف الإسلامي، بل إلى الإسلام كطائفة، لكن نتائج الدراسة تظهر أن هذه المخاوف في غير محلها.
أرقام صادمة
وتتعدد الجماعات المدرجة على اللوائح الدولية للإرهاب، وعلى الرغم من كون أغلبيتها لا ترتبط بأي فكر إسلامي فإنها لا تلقى نفس الرواج والشهرة التي تحصل عليها المجموعات الإسلاموية، ومن أبرز تلك الجماعات تنظيم «نمور التاميل» الذي ينتشر في سريلانكا منذ 1983 ويشتهر بالنعرة الانفصالية والرغبة في تكوين دولة مستقلة بعيدًا عن الحكومة المركزية، وبينما يمتلك التنظيم جناحًا عسكريًّا وقوة بحرية وجوية ينفذ منهما هجماته إلا أنه لا يمتلك نفس شهرة تنظيم «داعش» مثلا.
للمزيد: بلجيكا.. معقل الإرهاب في قلب أوروبا
وتنضم الحركة الماركسية «توباك أمارو الثورية» إلى قائمة الإرهاب غير المتأسلم والتي نشأت في 1983 داخل دولة بيرو، بالإضافة إلى ذلك، فقارة أمريكا الجنوبية بأكملها تعج بالجماعات الإرهابية المتطرفة، والتي تستخدم الاغتيالات والتفجيرات في هجماتها وذلك مثل منظمة فارك، والجيش الثوري الكولومبي.
أما الولايات المتحدة نفسها، فتشهد أيضًا انتشارًا وتعددًا للجماعات الإرهابية، والتي تنفذ أغلب الهجمات، ولكنها لاتحظى بمتابعة إخبارية مفرطة أو حتى منهجية، وذلك مثل جماعة «احتلوا وول ستريت»، و«جبهة تحرير الأرض»، ورابطة الدفاع اليهودية، و«جيش الرب» وغيرها من المجموعات الإرهابية التي تتنوع خلفيتها ما بين يمين متطرف وثورية اجتماعية وتعصب ديني غير إسلامي، كما توصلت دراسة لمعهد «نيشن» البحثي إلى أن أغلب العمليات الإرهابية التي وقعت في الولايات المتحدة تورط فيها تيار اليمين المتطرف وليس الإسلامويين.
مفهوم مختلف
ورغم الخطورة التي تشكلها التنظيمات الإرهابية التي تتاجر بالدين الإسلامي والتي دفعت مؤسسة الأزهر الشريف إلى إنشاء مرصد لدراسة هذه الظاهرة، فإن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، دائمًا ما يطالب المجتمع الدولي بالفصل ما بين التطرف والإسلام كدين، ففي عام 2016 أعرب «الطيب» عن استيائه من ربط الإرهاب بالإسلام، مشيرًا إلى أن أتباع الديانات الأخرى مارسوا في السابق العديد من أساليب العنف والتدمير.
كما أن مندوب الصين لدى الأمم المتحدة، «ووهايتاو» سبق وصرح في 26 أغسطس الجاري بأن المعنيين بمكافحة الإرهاب في العالم أجمع عليهم التوقف عن ربط التطرف بجماعات وطوائف دينية أو عرقية محددة، بل يجب أن نتعامل مع الإرهاب بنفس الآليات أيًا كان منفذه.