إدانات إسلامية ضد تنظيم مسابقة رسوم كاريكاتورية للنبي في هولندا

الجمعة 31/أغسطس/2018 - 08:15 ص
طباعة إدانات إسلامية ضد أحمد لملوم
 
توالت الإدانات على دعوة زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف وعضو البرلمان الهولندي، خيرت فيلدرز، لتنظيم مسابقة للرسوم الكاريكاتورية تصور النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، في مكتب الحزب داخل مبنى البرلمان، وأصدر مرصد الإسلاموفوبيا، التابع لدار الإفتاء المصرية، بيانًا يستنكر فيه الأمر، معتبرا أن «هذه الدعوات العنصرية لا تؤمن بالتنوع والتعايش المشترك والتحاور بين الأديان والحضارات».

كما طالب حزب «حركة لَبّيك» الإسلامية في باكستان، أمس الأربعاء، بطرد سفير هولندا؛ احتجاجًا على مساعي السياسي الهولندي، وقال مكتب رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، في بيان: «اتصلت وزارة الخارجية بالقائم بالأعمال الهولندي وسجلت احتجاجًا».

للمزيد: الإرهاب يدهس «أمستردام».. وفن هولندا وثقافتها في خطر

وقامت الشرطة في العاصمة الهولندية، أمستردام، بإلقاء القبض على شاب يبلغ من العمر 26 عامًا، لم تحدد جنسيته؛ للاشتباه بتهديده بمهاجمة «فيلدرز» بسبب إعلانه عن تنظيم المسابقة، وقال المتحدث باسم الشرطة الهولندية، يون رينسن: إن هذا الشخص تم احتجازه في مدينة لاهاي، الثلاثاء الماضي، وأنه سيَمْثُل أمام أحد القضاة،‭ ‬اليوم الخميس.

وكان رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، قد صرَّح بأنه لا يدعم المسابقة، لكنه سيدافع عن حق «فيلدرز» في تنظيمها. 

ويعتبر حزب «الحرية»، الذي يتزعمه «فيلدرز»، ثاني أكبر حزب في هولندا، إذ حصل على 19 مقعدًا في الانتخابات التي أُجريت العام الماضي، بزيادة أربعة مقاعد عن المقاعد التي حصل عليها عام 2012، وحقق الحزب هذا التقدم مستخدمًا دعاية انتخابية رَكَّزَت على التحريض ضد المسلمين في البلاد.

ووصفت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان بمنظمة التعاون الإسلامي تنظيم المسابقة الكاريكاتورية بـ«الخطة الخبيثة»، ودعت الحكومة الهولندية إلى اتخاذ خطوات فورية لمنع هذا «الاعتداء التعسفي، الذي يمس الحساسيات الدينية لأكثر من 1،6 مليار مسلم حول العالم»، مؤكدة أن هذه المسابقة يمكن أن تؤدي إلى إشعال وتعزيز ثقافة التعصب، والتحريض على الكراهية.

للمزيد: هولندا: دعاة الإرهاب يسعون لتجنيد «ذئاب منفردة» عبر الإنترنت

وكانت أول حادثة إرهابية في هولندا نفذها إسلامي متشدد عام 2004، عندما أطلق الشاب ذو الأصول المغربية، محمد بويري، 8 رصاصات على حفيد الرسام «فان جوخ»، المخرج السينمائي ثيو فان جوخ، أردته قتيلًا؛ بسبب انتقاده اللاذع للإسلام، وإخراجه فيلم «الخضوع»، الذي كان مُوَجَّه ضد المسلمين.

وكان «بويري» عضوًا في خلية إرهابية تُدعى «جماعة هوفستاد» مكونة من 8 متشددين من أصول عربية، واتخذت من مدينة لاهاي مركزًا لها، وخططت لاستهداف مقرِّ البرلمان، والمطار الرئيسي، ومحطة نووية، وأعضاء في الحكومة الهولندية.

وألقت الشرطة الهولندية القبض على أفراد الخلية، أثناء عمليات بحث ومداهمة عقب تنفيذ «بويري» عملية الاغتيال، واكتشفت سلطات التحقيق مخططاتهم الإرهابية، وحكم عليهم بالسجن لمدد تتراوح ما بين 10 أعوام و20 عامًا.

وفي يونيو 2018، شهدت هولندا عملية دهس بسيارة نفذها أحد أتباع تنظيم داعش، أسفرت عن سقوط قتيل وإصابة 3 آخرين، وقام شاب من أصول عربية بطعن 3 أشخاص في مدينة لاهاي، خلال احتفالات العيد الوطني مايو 2018، وتبنى «داعش» الهجوم -في بيان على تطبيق تيليجرام-.

وأعلن جهاز الاستخبارات الهولندي أن 160 شخصًا سافروا من هولندا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى «داعش» حتى عام 2016، ومنذ عام 2017 لم يرصد الجهاز أي محاولة سفر أخرى لمناطق الصراع في الشرق الأوسط.

وكان من أبرز هؤلاء المسافرين ضابط سابق في الجيش الملكي، يُدعى إسرافيل يلمظ، توجه إلى سوريا للانضمام إلى «داعش»، وقُتِلَ في غارة جوية على مدينة الرقة، في أواخر عام 2016.

شارك