أحداث كيمنيتس.. فرصة جديدة لليمين الألماني يستغلها ضد المسلمين
الجمعة 31/أغسطس/2018 - 08:18 ص
طباعة
أحمد لملوم
ما زالت مدينة كيمنتس تحتل عناوين الصحف الألمانية، عقب الاشتباكات وأعمال العنف التي قام بها منتمون لليمين المتطرف هذا الأسبوع إثر مقتل ألماني طعنًا بآلة حادة في شجار مع شخصين من أصول عربية، وتطورت الأحداث التي استمرت ليومين أثناء مظاهرة نظمتها الجماعات اليمينية في شوارع المدينة مساء الاثنين الماضي.
وأدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، هذه الأفعال التي وصفتها بغير المقبولة في دولة القانون، معلنة دعمها لموقف وزير الداخلية، هورست زيهوفر في تقديم الحكومة الاتحادية الدعم اللازم لولاية ساكسونيا، التي تقع فيها مدينة كيمنتس، لتحسين أداء الشرطة المحلية، التي عجزت عن التصدي للجماعات اليمينية المتطرفة.
وتكن الجماعات اليمينة في ألمانيا وعلى رأسها حركة «بيجيدا» وحزب «البديل من أجل ألمانيا»، كراهية شديدة للمسلمين وتستخدم خطابًا شعبويًّا من أجل حشد المزيد من المؤيدين لها في البلاد، كما تستغل هذه الجماعات العمليات الإرهابية أو الجرائم التي ينفذها مسلمون أو طالبو لجوء من أصول شرق أوسطية في ترويج أفكارهم بين المواطنين الألمان.
وتحاول حكومة ميركل السيطرة على صعود اليمين المتطرف من خلال معالجة القضايا التي يستخدمها المنتمون له للترويج لأنفسهم، فقد اتخذت الحكومة الألمانية خطوات أكثر صرامة في التعامل مع طلبات اللجوء والتسريع من الإجراءات القضائية في القضايا المرتبطة بالإرهاب.
فقد تم ترحيل ثلاثة مواطنين لبلادهم الأصلية هذا الشهر، بعدما قضائهم عقوبات السجن التي حكم عليهم بها في قضايا تتعلق بالترويج لأفكار تنظيم داعش أو الانضمام له.
وتبنت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل هذه السياسة بعد معركة انتخابية صعبة، خاضتها العام الماضي كادت أن تفقد فيها تأييد أغلبية الناخبين الألمان لصالح حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليمين المتطرف، والذي استطاع إقناع نحو مليون ناخب من مؤيدي حزب ميركل، الاتحاد الديمقراطي المسيحي، بالتصويت له وأصبح ثالث أكبر قوة سياسية في البرلمان الألماني.
وشهدت ألمانيا عدة هجمات إرهابية، كان أكثرها ترويعًا هجوم برلين ديسمبر 2016، حين كان يخطط الألمان كيف ومع من سيحتفلون بعيد الميلاد، كان التونسي، أنيس العامري، يخطط لتنفيذ عملية دهس بشاحنة في سوق لبيع مستلزمات أعياد الميلاد في العاصمة الألمانية، برلين، أسفرت عن مقتل 12 شخصًا وإصابة 49 آخرين.
وقال الصحفي الألماني هانس بفايفر في مقال له نشر على موقع دويتشه فيله، «التصعيد الذي حدث في كيمنتس لم يكن وليد اللحظة على الإطلاق، فهناك تقييم غير دقيق لعنف الجماعات اليمينية، فهم مجموعات صغيرة، لكنهم متمرسون ولهم فاعلية، ومن خلال ذلك تمكنوا في وقت وجيز من التعبئة للمظاهرة في الـ 27 أغسطس 2018».
ويذكر أن تحقيقًا قد فتح ضد نائب برلماني على خلفية تسريبه مذكرة الاعتقال ضد المشتبه بهما في الاعتداء عن ألماني لقي مصرعه متأثرا بجراحه بعد طعنه بسكين، ونشرت هذه المذكرة بكثافة بين مؤيدين اليمين المتطرف على الإنترنت، التي كانت تحتوى على الأسماء الكاملة للمشتبه بهما والضحية والشهود والقاضي، ووصف وزير الداخلية سيهوفر التسريب بأنه «غير مقبول بتاتا».