حزب النور: الأقباط المسلمون كانوا أقلية بعد الفتح الإسلامي لمصر
الجمعة 31/أغسطس/2018 - 08:21 ص
طباعة
مصطفى حمزة
بعد الخسائر السياسية التي تكبدها حزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية في مصر، خلال الأعوام الأربعة الماضية، لجأت اللجنة الثقافية بالحزب لمجموعة من الأنشطة التثقيفية والدعوية، بعد أن خصمت الممارسة السياسية من الرصيد الدعوى للسلفيين، وأدت لتراجعهم بشكل ملحوظ.
وكان من بين هذه الأنشطة سلسلة فيديوهات بعنوان: «حكايات من تاريخ مصر»، تناولت في حلقات ماضية لمحات من هذا التاريخ في مرحلة ما قبل الإسلام، وفي الحلقة الرابعة التي عُرضت الثلاثاء 28 أغسطس، كان الموضوع الرئيسي «موقف أقباط مصر من الفتح الإسلامي»؛ حيث أكدت الحلقة أن كلمة «أقباط أو قِبط» كانت تطلق على أهل مصر قبل دخول الإسلام، ومع مرور الزمن اقتصرت على المسيحيين فقط، ما يعني أن هناك أقباطًا مسلمين، وأقباطًا مسيحيين (جميعهم مصريون) مثلوا أغلبية مواطني مصر في ذلك الوقت.
وأشار الفيديو إلى وجود خلاف بين المؤرخين المحدثين من العرب والأوروبيين، حول موقف الأقباط من الفتح الإسلامي، إذ انقسموا إلى ثلاث فرق؛ الأولى قالت إن أقباط مصر رحبوا بالفتح، وعاونوا الفاتحين للتخلص من اضطهاد البيزنطيين، ويمثل هذا الرأيَ عددٌ كبير من المؤرخين، بينما يرفضه فريق آخر يمثله ألفريد باتلر وجاستين فييت، ويتقارب مع الفريق الثالث الذي يقول بانقسام الأقباط إلى فريقين، أحدهما قاوم الفتح الإسلامي، وأخذ منه موقفًا مناوئًا ومعاديًا، فيما اتخذ الفريق الآخر من الأقباط موقفًا محايدًا من المسلمين، وهم أقلية حسب الفريق الثالث.
بعد هذا التقسيم أكد الحزب في الإصدار المرئي أن جميع هؤلاء المؤرخين اتفقوا على حسن معاملة المسلمين للمسيحيين، مشددين على التسامح معهم، وإدخالهم في معاهدات صلح مع البيزنطيين، بل منحوهم الأمان في ممارسة شعائرهم الدينية، ورفعوا عنهم أشكال الظلم والاضطهاد المختلفة التي كانت تمارس عليهم.
ولفت إصدار اللجنة الثقافية لحزب النور، إلى أن الأقباط كانوا يعتبرون المسلمين عقابًا من الله للبيزنطيين، بسبب اضطهاد الأخيرين للمسيحيين، حسبما قال يوحنا النقيوسي، أسقف نقيوس، وساويرس بن المقفع، أسقف الأشمونيين.
وأكد الفيديو الذي قاربت مدته 5 دقائق أن حياة المصريين تغيرت للأفضل بعد الفتح الإسلامي، لا سيما في مجال الحرية الدينية التي مُنحت للمسيحيين، مستشهدًا بكلام بعض المؤرخين غير المسلمين مثل يوحنا النقيوسي، الذي قال: «وكان عمرو ( أي ابن العاص) يقوى كل يوم في عمله، ويأخذ الضرائب التي حددوها، ولم يأخذ شيئًا من مال الكنائس، ولم يرتكب شيئًا ما سلبًا أو نهبًا وحافظ عليها طوال الأيام».
كما أعطى الصحابي عمرو بن العاص، الأمان للبابا بنيامين الأول، بطريرك الأقباط، الذي استطاع دخول الإسكندرية وزيارة كنائسها التابعة له، في حرية تامة، بعد هروبه منها للتخلص من بطش الرومان، ومنعه من دخولها طوال 13 سنة على يد البيزنطيين، الذين كان يصفهم بـ«الظلمة المارقين».
وتطرق الفيديو لبردية أهناسيا، التي يرجع تاريخها لعام 22 هجريًا، وكتبها القائد المسلم عبدالله بن جابر، لأقباط أهناسيا، يقر فيها بأنه أخذ منهم نعاجًا لإطعام جنوده المسلمين، ليتم خصم ثمن هذه النعاج من الجزية التي يدفعها أهالي هذه المدينة، بعد إسقاط 15 نوعًا من الضرائب التي كانت مفروضة عليهم من البيزنطيين، واستبدالها بنوعين فقط، هما الجزية التي كانت تقدر بدينار واحد إلى دينارين– حسب ممتلكات كل شخص- ويعفى منها الأطفال والنساء وكبار السن، والأعمى الذي لا يعمل والمجنون، والراهب الفقير، والنوع الثاني هو الخراج الذي يؤخذ من زروع الأرض المملوكة للمسلمين والمسيحيين على حد سواء.
واستعانت اللجنة الثقافية بـ12 مرجعًا من المؤرخين المسلمين وغير المسلمين، من بينهم كتب: «تاريخ مصر» ليوحنا النقيوسي، و«الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب» لـ أسعد رستم، و«فتح العرب لمصر» لـ ألفرد بتلر.