السويد تتبنى مبدأ العدالة الناجزة في تعاملها مع قضايا الإرهاب
السبت 01/سبتمبر/2018 - 08:27 ص
طباعة
أحمد لملوم
يعتقد كثير من الأوروبيين أن المحاكمات التي يخضع لها المتهمون بالجرائم الإرهابية، تسير ببطء شديد؛ إذ تُعدُّ محاكمة صلاح عبدالسلام، في قضية هجمات باريس الدامية، التي قُتل فيها العشرات عام 2015، مثالًا على ذلك؛ إذ مازالت مستمرةً حتى الآن، وفي أبريل الماضي صدر في حق عبدالسلام حكمًا من درجة أولى بالسجن 20 عامًا.
إلا أنه في السويد، وكنموذج أوروبي آخر، تسعى لتغيير هذا الوضع في التعامل مع المتهمين في قضايا متعلقة بالإرهاب، حتى تحسم المحاكمات بشكل أسرع دون المساس بحق المتهمين بالدفاع عن أنفسهم، كما تسعى الحكومة السويدية لتشديد قوانين مكافحة الإرهاب.
وقال وزير العدل السويدي مورجان يوهانسون في مقابلة صحفية مايو الماضي: إن القوانين الجديدة ستمنح الشرطة إمكانية التوجه إلى أماكن العمل، والقيام بتقييم للمخاطر، حول ما إذا كان الأشخاص يعملون بشكل غير قانوني، وتجريم مغادرة البلاد إلى الخارج؛ لأغراض تتعلق بالإرهاب.
وتم إصدار حكم بالحبس مدى الحياة على منفذ عملية الدهس، التي شهدتها العاصمة السويدية، ستوكهولم، وأسفرت عن مقتل 5 أشخاص، وإصابة 10 آخرين العام الماضي، وقالت محكمة ستوكهولم الجزئية في بيانٍ لها بعد إصدار الحكم يونية الماضي: «المتهم مذنب، ضمن سلسلة جرائم أخرى، بارتكاب جريمة القتل المتصلة بالإرهاب في خمس قضايا، والعقوبة التي تقررت عليه هي السجن مدى الحياة».
وقام الجاني ذو الأصول الأوزبكية، ويُدعى رحمت عقيلوف، في السابع من أبريل 2017، بالسطو على شاحنة لنقل الجعة من أمام أحد المطاعم في وسط ستوكهولم، وقادها مسرعًا لمسافة 500 متر في شارع مخصص للمشاة ودهس متسوقين قبل أن يصطدم بأحد المتاجر.
وألقت الشرطة السويدية القبض عليه في اليوم ذاته، بعدما كشفت كاميرات المراقبة هويته، وسرعان ما اعترف بأنه قائد الشاحنة، وخلال محاكمته قال إنه أراد أن يُعاقب السويد على دورها في القتال ضد تنظيم «داعش»، والسويد دولة عضو في التحالف الدولي الذي يشنُّ هجمات على مواقع التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا.
وتعتبر قضية «عقيلوف» هي المحاكمة الأولى لعمل إرهابي تم تنفيذه على الأراضي السويدية، ولم تستغرق الكثير من الوقت قبل إصدار حكم في حق المتهم، وإن كان حكمًا قابلًا للنقض، فيما قال القاضي في مؤتمر صحفي، إنه تتم دراسة ترحيل عقيلوف لأوزبكستان.
وقالت جيسيكا ساندبرج، وهي محامية عائلتي اثنين من القتلى في الهجوم، في تصريح لصحيفة سويدية: «أعتقد أنه حكم عادل، ونحن نرحب بإدانته (عقيلوف) بالإرهاب في هذا الوقت القياسي، هذا ما كنا نتمناه».