تصاعد الهجمات الإرهابية في فرنسا اختبار لسياسة ماكرون
السبت 01/سبتمبر/2018 - 08:30 ص
طباعة
أحمد لملوم
أصدرت وكالة الشرطة التابعة للاتحاد الأوروبي (يوروبول) تقريرها السنوي، اليوم الجمعة، عن وضع الإرهابيين ونشاطهم في القارة العجوز، واحتلت فرنسا المركز الثاني ضمن أكثر الدول الأوروبية استهدافا من قبل الإرهابيين الإسلامويين، عام 2017، حيث تم التبليغ عن 54 عملية، تشمل العمليات التي نفذت وتلك التي استطاعت الشرطة منعها.
ورغم انخفاض وتيرة تنفيذ العمليات الإرهابية حول العالم، وفقا لتقرير صدر هذا الشهر من برنامج «ستارت» المعني بالإرهاب في جامعة ميريلاند الأمريكية، فإن فرنسا تشهد ارتفاعا في وتيرة تنفيذ العمليات بها، وكانت فرنسا قد تعرضت لـ 23 عملية مرتبطة بالإرهاب الإسلاموي عام 2016.
وكان الرئيس الأمريكي، إيمانويل ماكرون، قد عين الفرنسي ذا الأصول التونسية، حكيم القروي، مستشارا له لشؤون المسلمين، ويعتبر «القروي» أحد أبرز الأصوات المروجة لفكرة ملاءمة تعاليم الإسلام للثقافة الفرنسية، ويعتقد أن الطريقة المثلى لدمج الإسلام داخل المجتمع الفرنسي هي الترويج لنسخة من الدين «يمارسها المؤمنون بها في سلام دون الحاجة إلى الإعلان عن إيمانهم علنًا»- حسب ما قاله القروي في كتاب صدر حديثا له تحت عنوان «الاسلام: ديني فرنسي».
لكن ما يثير القلق من وجه نظر المراقبين للأوضاع في فرنسا، ما قاله «القروي» عن جماعة الإخوان، في ورقة بحثية بعنوان «إسلام فرنسي ممكن»، عام 2016، إذ وصف الجماعة الإرهابية بأنها «حركة تتبنى أفكار الحداثة، ونتجت عن تلاقي الأفكار الأوروبية مع مبادئ الإسلام».
وتصف الصحف الفرنسية «القروي» بأنه «الرجل صاحب الصوت المسموع لدى ماكرون» في قضية حساسة كهذه، وتقارن بينه وبين الرئيس الفرنسي، فالاثنان كانا يعملان مصرفيين في بنوك، وينتميان للطبقة الاجتماعية العليا، قبل تركيزهم على المشاركة في الحياة السياسة الفرنسية.
ويرجع الصحفي البريطاني، جاسون بورك، في مقال له بصحيفة الجارديان، تركيز الجماعات الإرهابية على استهداف فرنسا، للدور التاريخي الذي لعبته، كونها رمزا لليبرالية والعلمانية الغربية، حتى مع رؤية الإرهابيين الإسلامويين أن الولايات المتحدة الأمريكية مصدرا للانحطاط الأخلاقي، والاستغلال الاقتصادي، فهم يرون فرنسا قوة ملحدة تدافع عن القيم الغربية، مثل حرية التعبير والديمقراطية، وفي نظر الإرهابيين، تحاول فرنسا فرض هذه القيم على العالم الإسلامي.
ويشير «بورك» إلى أن الإرهابيين في الهجمات التي ينفذونها في فرنسا، يستهدفون نمط الحياة الفرنسية، ويمكن رؤية ذلك في الهجوم على صحيفة «شارلي إبدو» يناير 2015؛ حيث إن الصحيفة مثال على حرية التعبير الذي يتمتع به المجتمع الفرنسي، أو الهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس، في نوفمبر من العام نفسه، حيث تم استهداف قاعة للحفلات الموسيقية، وحانة، وملعب كرة قدم.
وكان مصدر بوزارة الداخلية الفرنسية قال، في تصريح لوكالة رويترز للأنباء: إن ضحيتي عملية الطعن التي نفذت في بلدية تراب بالعاصمة باريس خلال عيد الأضحى، هم أم المهاجم وأخته، وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الحادث.
وتعد بلدية تراب، التي يمثل فيها المسلمون نسبة 70% من إجمالي عدد سكانها البالغ 30،000 نسمة، معقلا للمتشددين الإسلامويين في فرنسا، وكان يعيش فيها عدد من الإرهابيين، الذين نفذوا هجمات مثل «موسى كوليبالي»، الذي قام بطعن 3 جنود من شرطة مكافحة الإرهاب، كانوا يحرسون مركزًا ثقافيًّا يهوديًّا بمدينة نيس الفرنسية، في فبراير 2015.
وفي حوار مع صحيفة فرنسية محلية، قال عمدة البلدية، جاي مالاندين، إنه يأمل أن يقوم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في خططه المستقبلية بالمزيد من الجهد لتدعيم العلاقة بين الدولة الفرنسية ومجتمع المسلمين فيها لمحاربة الفكر المتطرف ودمج المسلمين بشكل أكبر في المجتمع الفرنسي.