حزب النور.. ركود شعبي وغياب عن المشهد السياسي

السبت 01/سبتمبر/2018 - 03:17 م
طباعة حزب النور.. ركود عبدالهادي ربيع
 
رغم الصعود السياسي المفاجئ لحزب النور (الذراع السياسية للدعوة السلفية في مصر) عقب تأسيسه في 2011، فإن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا سياسيًّا ملحوظًا للحزب، خاصة بعد مرور نحو 3 أعوام على مشاركته في البرلمان.
وفيما يلي يحاول «المرجع» قياس حجم المشاركة البرلمانية لحزب النور على المستويات الثلاثة (التشريعي، والرقابي، وإعداد الموازنة)، لمعرفة مدى علاقة أعضاء الحزب بالشارع المصري، في ظل تصريحات رئيس الحزب «يونس مخيون»، الذي يقول: إن «النور» يتعرض لـ«تشويه متعمد» -حسب وصفه- رغم أن واقع الحزب يؤكد تراجع الحاضنة الشعبية له.
إقرأ أيضًا.. مقال لـ«برهامي» يثير الجدل: أبناء حزب النور هم ممثلو السلفية
اختفاء مفاجئ:
لم تشهد مقرات حزب النور في أي من محافظات مصر مؤتمرًا أو فعالية سياسية أو تثقيفية كبرى، خلال السنوات الثلاث الماضية، كما اختفت فعالياته الخدمية الأخرى، مثل القوافل الطبية، واكتفى الحزب بالأحداث الرمزية الصغيرة، مثل تكريم أوائل الطلبة في الثانوية العامة، أو تنظيم معارض لمستلزمات المدارس.

إقرأ أيضًا.. حشود «النور» في الانتخابات الرئاسية.. بين الحقيقة والسراب
صمت سياسي:
ولم يكن لـ«النور» دور فعلي في المشاركة بالرأي في الأحداث ومشروعات القوانين والقرارات الخاصة بالوزراء في الحكومة، على عكس الأحزاب الأخرى، باستثناء بيان للحزب بشأن قرار رفع سعر المحروقات؛ حيث رأى أنه يجب مراعاة الآثار الاجتماعية والمعيشية المترتبة على أي خطة إصلاحية، حتى لا يتحمل الفقير وحده هذه الآثار والتبعات دون القادرين، وأن يكون مع هذه الخطة حزمة من الإجراءات والإصلاحات، والتي جاء على رأسها فتح باب العمل الخيري المنضبط للجمعيات والمنظمات الأهلية.
النواب.. حزب خدمي:
وعلى مستوى مجلس النواب، اكتفى ممثلو الحزب بالدور الخدمي، مثل طلبات إنشاء مستشفى أمراض نفسية وعصبية بالإسكندرية، وطلب إحاطة حول مشكلة مشروعات تقسيم مدينة سيدي سالم، ومحاولة الحصول على موافقة بإدراج مستشفى النهضة العام بخطة وزارة الصحة للعام الحالي 2018 / 2019، والموافقة على استكمال طريق المسيري جنزير، الذي يربط منطقة النهضة بمنطقة كوم الفرج، واستكمال رصف مدخل الناصرية القديمة، وغيرها من الخدمات، لأبناء الدوائر التابع لها أعضاء الحزب.

أما على المستوى التشريعي، فقد شارك حزب النور في إبداء الآراء في القوانين التي ناقشها المجلس، ليمرر بعضها ويرفض قوانين أخرى، على عكس المتوقع.
إعداد للعودة:
ورغم تراجع دور الحزب، خلال الفترة الماضية، فإن «النور» -بحسب ما قاله النائب عن الحزب الدكتور أحمد العرجاوي في تصريحات صحفية- يواصل لقاءاته مع الشباب لتدريب وإعداد كوادر لخوض انتخابات المحليات المقبلة، بعد إقرار قانون المحليات، كما شارك بعض مرشحي الحزب في الانتخابات العمالية في شركات القطاع العام.
حزب النور والشريعة:
وحول موضوع تطبيق الشريعة، يرى القيادي السابق بحزب النور، سامح حمودة، أن «النور» لعب دورًا بارزًا في نُصرة الشريعة عند وضع الدستور، ومواد الهوية الإسلامية، وشارك في خارطة الطريق بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي.

وتابع حمودة، في تصريح لـ«المرجع»، أن الحزب ساند الشريعة في قضايا حساسة، مثل رفض القرض الربوي من الناحية الشرعية، مستدلًا بتصريح الدكتور يونس مخيون، رئيس الحزب، حول قرض صندوق النقد الدولي، الذي اعتبره عبئًا ثقيلًا على أي دولة، وليس على الجيل الحاضر فقط.

ويرى حمودة أن حزب «النور» لايزال يُحافظ على حاضنته الشعبية، منبهًا إلى حصوله على نحو ثلث الأصوات الانتخابية في برلمان 2015، مؤكدًا أن نظام القائمة المغلقة أضاع كل هذه الملايين من الأصوات.
واختتم حمودة: أن ما تشهده مصر من قضايا مهمة وشائكة، مثل الانشغال بمحاربة الإرهاب في سيناء، والعمل على تحسين الحالة الاقتصادية، تسببت في ركود عام لأنشطة الأحزاب في مصر، إلا أن «النور» يحافظ على قوته وفاعليته على الأرض، وينظم الفعاليات السياسية والثقافية والتنموية والنسائية.

يذكر أن حزب النور طرح نفسه كبديل سياسي ذي خلفية إسلامية، منذ إنشائه إبان الثورة المصرية عام 2011، ثم صعد الحزب جماهيريًّا ضمن موجات صعود الإسلامويين.

إقرأ أيضًا: «عامر»: «النور» متناقض ويتلاعب بعقول أتباعه

قيادي سابق بـ«الجماعة الإسلامية»: حزب النور يتلقى تمويلات من الخارج

شارك