«الأرض المحروقة».. ورقة إيران الأخيرة للسيطرة على العراق

الأحد 02/سبتمبر/2018 - 08:47 ص
طباعة «الأرض المحروقة».. علي رجب
 
تشير التطورات المتسارعة والمتلاحقة في بلاد الرافدين والتحركات الإيرانية إلى اتباع سياسة «الأرض المحروقة» في العراق، إذ لم يقدر لحلفاء طهران «المالكي- العامري» تشكيل الكتلة الأكبر من أجل حسم منصب رئيس الحكومة العراقية، وقد شهدت الـ48 ساعة الماضية تطورات سريعة على مستوى السلطة والشارع، يرصدها «المرجع» فيما يلي.

لمزيد لصوص بغداد.. صراع «الحشد» و«العبادي» يسرق مستقبل العراق

◄ قرار إقالة رئيس الحشد:
أصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، يوم الخميس 30 أغسطس، قرارًا بإقالة «فالح الفياض» من مهامه كمستشار للأمن الوطني، ومن رئاسة الحشد الشعبي، ورئاسة جهاز الأمن الوطني، مبررًا ذلك بمزاولته العمل السياسي وسط اتهامات لـ«الفياض» بالفساد.

قرار إقالة رئيس الحشد الشعبي، فالح الفياض، وهو ابن عم زعيم ائتلاف «الفتح» هادي العامري (رئيس منظمة بدر الشيعية- إحدى فصائل الحشد)، أغضب نظام المرشد الإيراني، علي خامنئي، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في تصريحات صحفية،: «إن بلاده ترصد كافة التصريحات، والمواقف الصادرة من القيادات العراقية، وهذه الإقالة قرار خاطئ».

وطالب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، حكومة العبادي بمنع التدخل الأجنبي، قائلًا: « يجب أن تمنع الحكومة العراقية التدخل الأجنبي، ونحن نرصد ونتابع كل ما يجري في العراق بدقة عالية».

للمزيد اشتعال المعركة بين إيران وأمريكا على منصب رئيس وزراء العراق

◄ إيران و«الأرض المحروقة»:
تصريحات الخارجية الإيرانية تزامنت مع تظاهرات شعبية واسعة في البصرة-ذات الأغلبية الشيعية- وبغداد، وسط اتهامات لطهران بتنفيذ مخطط «الأرض المحروقة» من أجل الضغط على القوى العراقية لتنطوي تحت راية ائتلاف رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، وزعيم ائتلاف «الفتح»، هادي العامري، أو يدفع العراق الثمن.

قوبلت التصريحات الإيرانية حول إقالة «الفياض» برفض شعبي وسياسي كبير من قبل العراقيين، معتبرين أن ذلك يعد تدخلًا في الشأن العراقي، وأكدت الخارجية العراقية، في بيان لها، على أن قرار إقالة رئيس الحشد الشعبي «شأن داخلي يخص العراق».

للمزيد التدخل الإيراني وآليات السيطرة على العراق

◄ مستقبل العراق:
من جانبهم، يشير مراقبون إلى وجود صراع داخلي واضح بين الحلف الشيعي العراقي وإيران، تستخدم فيه طهران كل الوسائل والأوراق لتركيع الشيعة العراقيين الطامعين في استقلال القرار العراقي بشكل عام، وقرار شيعة العراق بشكل خاص.

يقول الباحث هادي جلو مرعي، رئيس مركز القرار السياسي العراقي، في تصريح خاص لـ«المرجع»، إن ما يشهد العراق هو صراع سياسي بالدرجة الأولى، فجميع القوى تسعى للسلطة من أجل الحصول على أكبر المكاسب، متمنيًا أن ينتهي الوضع بالتوافق، وليس الانفجار.

فيما قال الباحث في العلاقات الدولية، محمد حامد، إن إيران مازالت ترفع «الفيتو» في العراق ضد القوى السياسية، وتعتبر حصول أحد حلفائها على منصب رئيس وزراء العراق انتصار سياسي على الولايات المتحدة.

وأضاف حامد، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن طهران مازالت ترغب في أن يكون رئيس الوزراء من حزب «الدعوة»- حليف إيران القوي-. وشدد على أن نظام الملالي يحرص على وجود حكومة محاصصة طائفية في العراق وليس حكومة «تكنوقراط »، من أجل استمرار هيمنته على القرار العراقي.

للمزيد غضب إيراني ضد «العبادي».. و«العامري» يقترب من رئاسة حكومة العراق

شارك