دلالات الحضور المتصاعد لـ««بوكو حرام» في غرب أفريقيا
الأحد 02/سبتمبر/2018 - 08:49 ص
طباعة
محمد الدابولي
كشفت الأنباء الواردة من نيجيريا قيام تنظيم «بوكو حرام» بقتل نحو 30 جنديًّا نيجيريًّا في هجوم شنه مقاتلو الحركة على قاعدة عسكرية في منطقة زاري، شمال شرق نيجيريا، بالقرب من الحدود مع دولة النيجر، يوم أمس الخميس الموافق 30 أغسطس 2018.
واستغل «بوكو حرام» الأسلحة والمعدات والشاحنات، التي غنمها في معاركه السابقة، في تنفيذ الهجوم الذي استمر قرابة ساعة من الزمن، ما أدى إلى شيوع الاضطراب والتخبط في صفوف مقاتلي الجيش النيجيري، الذين اضطروا إلى الانسحاب من مواقعهم ريثما تصل التعزيزات الجوية والعسكريَّة.
يحمل الهجوم الأخير لـ«بوكو حرام» العديد من الدلالات الكاشفة عن استعادة التنظيم المزيد من قواه، رغم الضربات الأمنية والعسكرية المتكررة لمعاقله، وتشكيل التحالفات الإقليمية التي من شأنها مواجهة تمدده في منطقة غرب أفريقيا، وفيما يلي رصد «المرجع» أبرز تلك الدلالات.
◄تخبط عسكري:
كشفت المعلومات الواردة من نيجيريا عن تراجع قوات الجيش أمام مقاتلي «بوكو حرام» في معركة زاري الأخيرة، واستمر الاضطراب إلى مرحلة ما بعد المعركة؛ حيث لم يفصح الجيش النيجيري عن خسائره في المعركة إلا بعد مرور يومين من الحادث، وكان قد سبق وأعلن -في بيان رسمي- عن تمكنه من قتل العديد عناصر الحركة بالقرب من زاري؛ حيث تمكنت كتيبتان تابعتان للجيش من صد هجوم لـ«بوكو حرام»، ونجح الجيش في استتباب الأمور وإعادتها لطبيعتها في المنطقة والمناطق المحيطة بها.
وما يزيد الأمور تخبطًا في صفوف الجيش النيجيري، المعلومات الواردة حول احتجاج مئات الجنود في مطار مدينة مايدوجوري، عاصمة ولاية بورنو، على إرسالهم إلى المناطق النائية القريبة من بحيرة تشاد، التي ينشط فيها مقاتلو «بوكو حرام».
◄ سيطرة ميدانية:
باتت حركة «بوكو حرام» المسيطر الميداني على «منطقة بحيرة تشاد»، فخلال شهر أغسطس 2018، تكبد الجيش النيجيري خسائر متتالية، أفقدته السيطرة على المنطقة، ففي 8 أغسطس، شنت الحركة هجومًا على قاعدة عسكرية قرب قرية غاروندا، مما أدي إلى مقتل 17 جنديا نيجيريا.
◄ تأكيد حضور داعش:
منذ عام 2016، تعاني «بوكو حرام» من حالة الانقسام بين جناحين، أحدهما موالٍ لتنظيم «داعش»، بزعامة أبو مصعب البرناوي، والجناح الآخر منشق، بزعامة أبي بكر شيكاو، وأتت العملية الأخيرة لتعيد تأكيد حضور «داعش» في غرب أفريقيا؛ حيث إن منطقة زاري -التي تبعد حوالي 27 كم عن مدينة داماسك- تعد منطقة نشاط الجناح الموالي لـ«داعش».
◄ترسيخ استهداف العسكريين:
ومن أبرز الخلافات بين جناحي «بوكو حرام» في نيجيريا مسألة استهداف المدنيين والعسكريين، فالجناح الموالي لـ«داعش» يرى ضرورة استعباد المدنيين من هجمات التنظيم؛ حيث يرى ضرورة الاستفادة من مسلمي منطقة بحيرة تشاد، عبر جمع التمويلات منهم وتجنيد العناصر الشابة، وتلك الرؤية مغايرة تمامًا لرؤية الجناح الموالي لـ«أبوبكر شيكاو»، الذي لا يتورع عن مهاجمة المدنيين ومعاقبتهم جراء عدم انضمامهم للتنظيم، لذا فالهجوم الأخير يعزز وجهة نظر الجناح الموالي لـ«داعش».
وتفيد التطورات الأخيرة في نيجيريا وبحيرة تشاد بأن تنظيم «بوكو حرام» بشقيه نجح في التكيف مع الضغوطات العسكرية، سواء المحلية أو الإقليمية؛ حيث نجح في تكبيد قوات الجيش النيجيري خسائر فادحة للغاية أجبرت مقاتليه على التراجع عن المشاركة في محاربة التنظيم.
وساهمت الأخطاء والانتهاكات المتزايدة من قبل قوات الجيش النيجيري تجاه المدنيين، في المناطق الشمالية التي تعاني من سيطرة «بوكو حرام»، في تمدد التنظيم وتعافيه من الضربات الأمنية، حيث نجح الجناح الموالي لـ«داعش» في استمالة بعض المدنيين، الذين يعانون من الاضطهاد السياسي والترحيل، الأمر الذي يوحي بنجاح «بوكو حرام» في إيجاد حاضنة شعبية له في المنطقة.
للمزيد تابع:
الأزمات الإنسانية.. سلاح «بوكوحرام» الجديد للتمدد في غرب أفريقيا
الجيش النيجيري يُكبد «بوكوحرام» خسائر فادحة
خبايا «السلفية الجهادية» في أفريقيا.. «بوكو حرام» نموذجا