رغم المحاولات.. هولندا هدف صعب على الجماعات الإرهابية
الأحد 02/سبتمبر/2018 - 04:25 م
طباعة
أحمد لملوم
شهدت هولندا عملية طعن، نفذها شاب أفغاني يبلغ من العمر 19 عامًا، يوم الجمعة الماضي، أصيب فيها شخصان أمريكيان كانا في زيارة سياحية للبلاد، وتعاملت قوات الأمن مع الشاب على الفور، وأطلقت النار عليه؛ لمنعه طعن المزيد من الأشخاص، وتم نقله إلى المستشفى؛ حيث يجري استجوابه.
تأتي هذه العملية الإرهابية تزامنًا مع توجه الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم «داعش»، إلى تكثيف الهجمات ضد الدول الأوروبية، بعد تضييق الخناق عليها في معاقلها في سوريا والعراق.
للمزيد: دعاة الإرهاب يسعون لتجنيد «ذئاب منفردة» عبر الإنترنت في هولندا
وحققت الحكومة الهولندية تقدمًا في مكافحة الإرهاب، مقارنةً بدول أوروبية؛ إذ شهدت هولندا أقل عدد للضحايا والهجمات الإرهابية -وفقًا للتقرير السنوي لوكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول»، حول وضع الإرهاب في القارة العجوز، الصادر هذا الأسبوع.
◄ التركيز الداعشي على هولندا:
منذ بداية عام 2017، ينشر أتباع تنظيم «داعش» عبر الإنترنت رسائل تهديد باستهداف هولندا، ويحث المتعاطفين معه هناك على تنفيذ هجمات، وأبلغت الحكومة الهولندية وكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول»، أن أجهزتها الأمنية قد تتبعت مصدر هذه الرسائل، ووجدت أنها من سوريا؛ حيث تشارك هولندا في قوات التحالف الدولي، الذي يقاتل التنظيم هناك منذ عام 2014.
وقال الصحفي الهولندي، فرانك كول، في مقال له بصحيفة «ديلي بيست»: «هناك غضب في تنظيم داعش من الضربات الموجِعة التي ينفذها التحالف الدولي، لاسيما من هولندا، هذا الغضب يحاول التنظيم الإرهابي توجيهه؛ لتنفيذ عمليات إرهابية في دول التحالف الدولي».
عملية الطعن الأخيرة، التي أعلنت الشرطة الهولندية أنها نُفِّذَت بدافع إرهابي، هي ثالث عملية إرهابية تشهدها هولندا منذ بداية العام، فقد قام أحد أتباع «داعش»، يونيو الماضي -مستخدمًا سيارة- باقتحام مهرجان «بينك بوب»، وهو مهرجان موسيقي مشهور، يتوافد عليه الآلاف، ويقام في إقليم ليمبرج قرب الحدود الألمانية، وأسفرت العملية الإرهابية عن سقوط قتيل، وإصابة 3 آخرين.
وسبق ذلك قيام شاب من أصول عربية بطعن 3 أشخاص في مدينة لاهاي، خلال احتفالات العيد الوطني، في مايو 2018، وتبنى «داعش» الهجوم، في بيان على تطبيق تيليجرام للرسائل المشفرة.
كما أعلن جهاز الاستخبارات الهولندي، في يناير الماضي، أن نحو 160 شخصًا سافروا من هولندا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى «داعش» حتى نهاية عام 2016، ولم يرصد الجهاز أي محاولة سفر لمناطق الصراع في الشرق الأوسط، خلال العام الحالي.
وكان من أبرز الهولنديين المنضمين لتنظيم «داعش» في سوريا والعراق، ضابط سابق في الجيش الملكي، يُدعى إسرافيل يلمظ، الذي توجه إلى سوريا، عام 2013، للانضمام إلى التنظيم، وقُتِلَ في غارة جوية على مدينة الرقة أواخر عام 2016.
للمزيد: إدانات إسلامية ضد تنظيم مسابقة رسوم كاريكاتورية للنبي في هولندا
◄ مكافحة الإرهاب:
وفي تصريح صحفي لرئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، تحدث فيه عن مواطنيه الذين سافروا؛ للانضمام إلى تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، قائلًا: «عليهم فقط أن يموتوا هناك».
وترصد الحكومة الهولندية تحركات من تبقى من مواطنيها على قيد الحياة في العراق وسوريا، وهم يقدرون بالعشرات؛ إذ قامت الشرطة بإلقاء القبض على 4 أشخاص عادوا إلى البلاد العام الماضي، وتم تحويلهم إلى المحاكمة عقب توقيفهم في المطار.
وتكثف الشرطة الهولندية من جهودها المبذولة؛ لمنع تنفيذ عمليات إرهابية في البلاد، وتستمر حالة التأهب الأمني في البلاد بالمستوى الرابع، منذ العام الماضي.
وتتابع السلطات الهولندية تحركات المتشددين الإسلامويين داخل البلاد، وعند توفر أدلة لتطور أنشطة البعض لمرحلة تحضير عملية إرهابية ستُلقي الشرطة القبض عليهم، وتحولهم إلى المحاكمة، وفي عام 2017، ألقت الشرطة القبض على 28 شخصًا، وأدانت نحو 18 شخصًا في قضايا متعلقة بالإرهاب.
ومن بين هؤلاء أخوان لمواطن هولندي سافر إلى سوريا للانضمام إلى «داعش»، وصدر حكم عليهما بالسجن لمدة عامين؛ لإرسالهما مبلغًا ماليًّا قدره 17 ألف يورو إلى أخيهما عن طريق أحد الوسطاء في تركيا، وقالت المحكمة -في بيان بعد صدور الحكم- إن الأخوين علما بما يفعله شقيقهما في سوريا، ولم يُبلغا السلطات، بل قاما بتقديم الدعم المالي له.
◄رسوم كاريكاتورية:
وتأتي عملية الطعن الأخيرة، بعد أيام عدة من إدانة منظمات إسلامية لدعوة زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف وعضو البرلمان الهولندي، خيرت فيلدرز، لتنظيم مسابقة للرسوم الكاريكاتورية تصور النبيَّ محمدًا -صلى الله عليه وسلم- في مكتب الحزب داخل مبنى البرلمان أواخر هذا العام.
ووصفت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان بمنظمة التعاون الإسلامي تنظيمَ المسابقة الكاريكاتورية بـ«الخطة الخبيثة»، واستفزاز غير مبرر لمشاعر المسلمين حول العالم، ودعت الحكومة الهولندية إلى اتخاذ خطوات فورية لمنع المسابقة.
ويعتبر المسلمون ثاني أكبر مجموعة دينية في هولندا، ويمثلون 4% من عدد السكان، ويشكل المسلمون من أصول مغربية وتركية الأغلبية العظمى منهم.
وكانت الشرطة في أمستردام، قد ألقت القبض على شاب يبلغ من العمر 26 عامًا، هذا الأسبوع، لم تحدد جنسيته؛ للاشتباه بتهديده بمهاجمة «فيلدرز»، وكان الشاب قد نشر مقطع فيديو له أمام مبنى البرلمان يتوعد فيه السياسي اليميني المتطرف، الذي يسعى للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
تأتي هذه العملية الإرهابية تزامنًا مع توجه الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم «داعش»، إلى تكثيف الهجمات ضد الدول الأوروبية، بعد تضييق الخناق عليها في معاقلها في سوريا والعراق.
للمزيد: دعاة الإرهاب يسعون لتجنيد «ذئاب منفردة» عبر الإنترنت في هولندا
وحققت الحكومة الهولندية تقدمًا في مكافحة الإرهاب، مقارنةً بدول أوروبية؛ إذ شهدت هولندا أقل عدد للضحايا والهجمات الإرهابية -وفقًا للتقرير السنوي لوكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول»، حول وضع الإرهاب في القارة العجوز، الصادر هذا الأسبوع.
◄ التركيز الداعشي على هولندا:
منذ بداية عام 2017، ينشر أتباع تنظيم «داعش» عبر الإنترنت رسائل تهديد باستهداف هولندا، ويحث المتعاطفين معه هناك على تنفيذ هجمات، وأبلغت الحكومة الهولندية وكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول»، أن أجهزتها الأمنية قد تتبعت مصدر هذه الرسائل، ووجدت أنها من سوريا؛ حيث تشارك هولندا في قوات التحالف الدولي، الذي يقاتل التنظيم هناك منذ عام 2014.
وقال الصحفي الهولندي، فرانك كول، في مقال له بصحيفة «ديلي بيست»: «هناك غضب في تنظيم داعش من الضربات الموجِعة التي ينفذها التحالف الدولي، لاسيما من هولندا، هذا الغضب يحاول التنظيم الإرهابي توجيهه؛ لتنفيذ عمليات إرهابية في دول التحالف الدولي».
عملية الطعن الأخيرة، التي أعلنت الشرطة الهولندية أنها نُفِّذَت بدافع إرهابي، هي ثالث عملية إرهابية تشهدها هولندا منذ بداية العام، فقد قام أحد أتباع «داعش»، يونيو الماضي -مستخدمًا سيارة- باقتحام مهرجان «بينك بوب»، وهو مهرجان موسيقي مشهور، يتوافد عليه الآلاف، ويقام في إقليم ليمبرج قرب الحدود الألمانية، وأسفرت العملية الإرهابية عن سقوط قتيل، وإصابة 3 آخرين.
وسبق ذلك قيام شاب من أصول عربية بطعن 3 أشخاص في مدينة لاهاي، خلال احتفالات العيد الوطني، في مايو 2018، وتبنى «داعش» الهجوم، في بيان على تطبيق تيليجرام للرسائل المشفرة.
كما أعلن جهاز الاستخبارات الهولندي، في يناير الماضي، أن نحو 160 شخصًا سافروا من هولندا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى «داعش» حتى نهاية عام 2016، ولم يرصد الجهاز أي محاولة سفر لمناطق الصراع في الشرق الأوسط، خلال العام الحالي.
وكان من أبرز الهولنديين المنضمين لتنظيم «داعش» في سوريا والعراق، ضابط سابق في الجيش الملكي، يُدعى إسرافيل يلمظ، الذي توجه إلى سوريا، عام 2013، للانضمام إلى التنظيم، وقُتِلَ في غارة جوية على مدينة الرقة أواخر عام 2016.
للمزيد: إدانات إسلامية ضد تنظيم مسابقة رسوم كاريكاتورية للنبي في هولندا
◄ مكافحة الإرهاب:
وفي تصريح صحفي لرئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، تحدث فيه عن مواطنيه الذين سافروا؛ للانضمام إلى تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، قائلًا: «عليهم فقط أن يموتوا هناك».
وترصد الحكومة الهولندية تحركات من تبقى من مواطنيها على قيد الحياة في العراق وسوريا، وهم يقدرون بالعشرات؛ إذ قامت الشرطة بإلقاء القبض على 4 أشخاص عادوا إلى البلاد العام الماضي، وتم تحويلهم إلى المحاكمة عقب توقيفهم في المطار.
وتكثف الشرطة الهولندية من جهودها المبذولة؛ لمنع تنفيذ عمليات إرهابية في البلاد، وتستمر حالة التأهب الأمني في البلاد بالمستوى الرابع، منذ العام الماضي.
وتتابع السلطات الهولندية تحركات المتشددين الإسلامويين داخل البلاد، وعند توفر أدلة لتطور أنشطة البعض لمرحلة تحضير عملية إرهابية ستُلقي الشرطة القبض عليهم، وتحولهم إلى المحاكمة، وفي عام 2017، ألقت الشرطة القبض على 28 شخصًا، وأدانت نحو 18 شخصًا في قضايا متعلقة بالإرهاب.
ومن بين هؤلاء أخوان لمواطن هولندي سافر إلى سوريا للانضمام إلى «داعش»، وصدر حكم عليهما بالسجن لمدة عامين؛ لإرسالهما مبلغًا ماليًّا قدره 17 ألف يورو إلى أخيهما عن طريق أحد الوسطاء في تركيا، وقالت المحكمة -في بيان بعد صدور الحكم- إن الأخوين علما بما يفعله شقيقهما في سوريا، ولم يُبلغا السلطات، بل قاما بتقديم الدعم المالي له.
◄رسوم كاريكاتورية:
وتأتي عملية الطعن الأخيرة، بعد أيام عدة من إدانة منظمات إسلامية لدعوة زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف وعضو البرلمان الهولندي، خيرت فيلدرز، لتنظيم مسابقة للرسوم الكاريكاتورية تصور النبيَّ محمدًا -صلى الله عليه وسلم- في مكتب الحزب داخل مبنى البرلمان أواخر هذا العام.
ووصفت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان بمنظمة التعاون الإسلامي تنظيمَ المسابقة الكاريكاتورية بـ«الخطة الخبيثة»، واستفزاز غير مبرر لمشاعر المسلمين حول العالم، ودعت الحكومة الهولندية إلى اتخاذ خطوات فورية لمنع المسابقة.
ويعتبر المسلمون ثاني أكبر مجموعة دينية في هولندا، ويمثلون 4% من عدد السكان، ويشكل المسلمون من أصول مغربية وتركية الأغلبية العظمى منهم.
وكانت الشرطة في أمستردام، قد ألقت القبض على شاب يبلغ من العمر 26 عامًا، هذا الأسبوع، لم تحدد جنسيته؛ للاشتباه بتهديده بمهاجمة «فيلدرز»، وكان الشاب قد نشر مقطع فيديو له أمام مبنى البرلمان يتوعد فيه السياسي اليميني المتطرف، الذي يسعى للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.