إيران تضع «خان» على المحك في علاقات باكستان بالولايات المتحدة

الإثنين 03/سبتمبر/2018 - 08:43 ص
طباعة إيران تضع «خان» على أحمد لملوم
 
بعد أسبوعين فقط من توليه منصب رئيس وزراء باكستان، يواجه لاعب الكريكيت السابق وخريج جامعة أوكسفورد البريطانية، عمران خان، أولى التحديات له في العلاقات الباكستانية الأمريكية، فقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أمس السبت، إيقاف مساعدات بقيمة 300 مليون دولار لباكستان؛ بسبب ما أكده البنتاجون أنه لعدم اتخاذ إجراءات حاسمة من جانب باكستان لدعم استراتيجية «الولايات المتحدة» في جنوب آسيا.

وقال المتحدث باسم البنتاجون، كون فوكنر في تصريح لوكالة "رويترز": "بسبب عدم اتخاذ إجراءات حاسمة من جانب باكستان لدعم استراتيجية (الولايات المتحدة) في جنوب آسيا، جرى تحويل المبلغ المتبقي وهو 300 مليون دولار لصالح برامج أخرى".

وأضاف فوكنر أن البنتاجون يريد إنفاق هذه الأموال على أمور أخرى في حالة موافقة الكونجرس على ذلك، وكان الكونجرس الأمريكي قد أوقف تخصيص مساعدات أخرى لباكستان في وقت سابق هذا العام بقيمة 500 مليون دولار؛ ما يجعل إجمالي المبلغ الذي حُرمت منه باكستان 800 مليون دولار.

وتعاني باكستان من أزمة اقتصادية بدأت بسبب عجز كبير، وتصاعد في الديون، وارتفاع نسبة التضخم، إضافةً إلى أزمة البطالة في بلد يبلغ تعداد سكانه نحو 208 ملايين نسمة، أكثر من 60 في المائة منهم تحت سن الـ30.

للمزيد: «بلاي بوي باكستان» يواجه تحديات الفقر والإرهاب

وعود خان

وعد عمران خان، خلال الحملة الانتخابية له بأن تخلق حكومته نحو ١٠ ملايين فرصة عمل خلال أربع سنوات، ويأتي إلغاء تلك المساعدات قبيل زيارة متوقعة لوزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو إلى العاصمة الباكستانية إسلام أباد.

ويدعم الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، سياسة التضييق على الحكومة الباكستانية لتقديم المزيد من التعاون مع بلاده، وقال في تصريح سابق له إن المسؤولين الباكستانيين «لم يمنحونا سوى الأكاذيب والخداع» ردًّا على مساعدات أمريكية على مدى 15 عامًا.

ويتهم «ترامب» باكستان بعدم محاربة الجماعات الإرهابية بشكل جدي، وتوفيرها ملاذ آمن للمسلحين الذين يشنون حربًا منذ 17 عامًا في أفغانستان المجاورة.

ولم يدلِ «خان» بأي تصريحات حول إيقاف المساعدات المالية الأمريكية، لكن في السابق دعا «خان» لعلاقات أكثر توازنًا مع الولايات المتحدة، ويسعى إلى تحويل السياسة الخارجية الباكستانية، بعيدًا عن علاقة «التبعية» مع الولايات المتحدة، كما يرى أن هجمات من دون طيار والحرب على الإرهاب التي تنفذها الولايات المتحدة في بلاده هي السبب الرئيسي لتعزيز التطرف في باكستان.

للمزيد: مصير حركة طالبان بعد فوز عمران خان برئاسة وزراء باكستان

ويرى مراقبون أن توقيت إعلان البنتاجون يعكس غضب واشنطن بقرار «خان» الترحيب بوزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، كأول ضيف دبلوماسي له بعد توليه منصبه الحالي، إضافة إلى تصريحات «خان» لاحقًا عن الاتفاق النووي الذي انسحب منه «ترامب» مؤخرًا.


وقالت سهار طارق، الباحثة المتخصصة في الشؤون الباكستانية، في تصريح لصحيفة "الجارديان" البريطانية:«كان ترحيب خان بظريف حار للغاية»، في إشارة إلى رغبته للعمل مع إيران، بينما تحاول الولايات المتحدة منع الدول الأخرى من التعاون مع إيران".


وكانت مكالمة بين «بومبيو» و«خان» قد أثارت الجدل الأسبوع الماضي، بعد أن اتهم وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي الولايات المتحدة بالكذب بالقول في البيان الذي صدر بعد المكالمة: إن بومبيو ضغط خلال المكالمة على رئيس الوزراء الباكستاني لاتخاذ "إجراء حاسم" ضد الإرهابيين.

شارك