«غينيا كوناكري».. إيران تُسَخِّر التشيع لخلق ذراع في غرب أفريقيا
الإثنين 03/سبتمبر/2018 - 08:45 ص
طباعة
علي رجب
تنتهج إيران «سياسة التغلغل» في القارة الأفريقية؛ من أجل الحصول على مواقف داعمة لها من حكومات الدول والجماعات والأحزاب الأفريقية في سياستها الخارجية، وتأتي «غينيا كوناكري» على قائمة دول القارة السمراء المخترقة إيرانيًّا.
وعقب فرض الولايات المتحدة الأمريكية العقوبات على إيران في مايو الماضي، استقبل السفير الإيراني لدى غينيا «وحيد كياني»، وفدًا من رؤساء المراكز الإسلامية في غينيا، والذين أكدوا دعمهم للنظام الإيراني، ضد العقوبات الأمريكية على نظام الملالي.
وأعرب السفير الإيراني عن شكره للحضور، كما شكر حكومة غينيا على مواقفها المشرفة إزاء إيران، ودعمها للاتفاق النووي، مؤكدًا ضرورة تعزيز الوحدة بين المذاهب الإسلامية.
للمزيد.. إيران.. تسخير «التشيع» في سبيل «التوسع» (1-3)
علاقة حديثة
علاقة إيران وغينيا حديثة، إذ تمتد لنحو 35 عامًا فقط؛ حيث بدأت العلاقات بين النظام الملالي والدولة الأفريقية عام 1983، عندما تم تأسيس ممثلية إيرانية في «كوناكري» عاصمة غينيا.
وفي عهد الرئيس الإيراني الراحل «هاشمي رفسنجاني»، ارتفع مستوى العلاقات بين البلدين، ووصل إلى أن جمهورية غينيا قطعت علاقتها الدبلوماسية مع العراق في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، في إطار دعمها لإيران، وذلك بعد زيارة وفد إيراني بقيادة رجل الدين «آية الله أميني».
وعقب زيارة «رفسنجاني» توطدت العلاقات بين طهران وكوناكري؛ حيث شارك «أحمد تيجان تراوره» المسؤول عن الرابطة الإسلامية في غينيا، في مراسم تشييع جثمان «روح الله الخميني» المرشد الأعلى للثورة الإيرانية الأسبق، عام 1989، وهو ما يشكل علامة على مدى نفوذ الملالي داخل غينيا.
وفي عام 1994، ترأس علي أكبر ولايتي، وزير الخارجية الإيراني حينذاك، وفدًا لزيارة غينيا، لتشهد العلاقات بين البلدين تطورًا كبيرًا على المجالات كافة، وكانت آخر زيارة لمسؤول إيراني إلى كوناكري، في يوليو 2016، حيث التقى وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف»، رئيس وزراء غينيا كوناكري «ماما دي بولا»، حيث قال الأول وقتها: إن «تعاوننا الاقتصادي إلى جانب التعاون والتنسيق السياسي بين البلدين في مختلف المجالات الدولية، جيد وواسع».
التغلغل المذهبي
ومع بداية حكومة الرئيس الإيراني السابق «أحمدي نجاد»، بدأت مرحلة التغلغل الشيعي داخل غينيا، ففي 2010 تم بناء مدرسة أهل البيت في العاصمة «كوناكري»، وهي بمثابة حوزة شيعية يُدرّس فيها رجال الدين الإيرانيون «الشيعة»، وبعدها تم تأسيس مراكز تعليمية شيعية أخرى مثل مدرسة الثقلين، ومركز الزهراء، ومدرسة محمد رمضان، ومركز وحوزة حمد الله، ومدرسة الإمام المهدي، ومدرسة فاطمة الزهراء.
للمزيد.. استراتيجية فرض العقوبات: كيف ستتعامل إيران مع أمريكا؟
تضم هذه المراكز آلاف الطلاب الغينيين، ويصل عدد الشيعة وفقًا لتقديرات عديدة نحو مليون شيعي من أصل 10 ملايين نسمة بالدولة.
يشار إلى أن وفدًا من غينيا، شارك في مايو 2016، في المؤتمر الديني الدولي الذي عقدته إيران في «قم»، تحت عنوان «الأطروحة المهدية وواقع أتباع أهل البيت في أفريقيا»، ضمن 30 دولة أفريقية مشاركة، والذي شكّل حصادًا لما زرعته إيران في القارة السمراء.