انفجار السفارة الأمريكية.. إرهاب الرمق الأخير لـ«الإخوان» في مصر
الأربعاء 05/سبتمبر/2018 - 09:12 ص
طباعة
مصطفى حمزة
كشف الانفجار الذي وقع اليوم، الثلاثاء 4 سبتمبر، بالقرب من محيط السفارة الأمريكية بالقاهرة (في ميدان سيمون بوليفار)، عن ضعف وتراجع التنظيمات الإرهابية في مصر، بعد تلقيها ضربات أمنية موجعة، كما أثار جدلًا واسعًا يتعلق بهوية منفذ المحاولة الفاشلة، وانتماءاته الأيديولوجية والسياسية، وما إذا كان «ذئبًا منفردًا» من ذئاب تنظيم «داعش» الإرهابي، أم يتبع جماعة الإخوان أو أحد فروعها المسلحة كـ«حركة حسم» الإرهابية أو ما يسمى بـ«لواء الثورة»، خاصة في ظل عدم تبني أي كيان أو تنظيم لهذه العملية.
لم تستغرق محاولة التفجير الفاشلة أكثر من 30 ثانية –حسب الفيديوهات التي التقطتها كاميرات المراقبة وتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي- ظهر خلالها شخص غير ملتحٍ يرتدي بنطلونًا أبيض و«تي شيرت» أسود، وحقيبة ظهر تحوي بداخلها مادة متفجرة، لم تكشف التحقيقات عن ماهيتها حتى الآن.
وبعد انفجار هذه المادة، سقط الشاب على الأرض لعدة ثوان، وعلى الفور أجهز عليه المواطنون ورجال الشرطة، الذين ألقوا القبض عليه، لتبدأ التحقيقات معه، إلا أن أصابع الاتهام لم تشر على وجه الدقة إلى تنظيم بعينه، وهو ما انقسم حوله عدد من الخبراء، الذين رأى بعضهم أن هذه المحاولة مسؤول عنها تنظيم «داعش» استنادًا إلى سياسة «دفع الثمن» التي ينتهجها التنظيم، وتتمثل في استهداف منشآت أمريكية في دول عديدة كرد فعل على موقف الولايات المتحدة تجاه التحالف الدولي ضد «داعش».
بينما يؤكد بعض الباحثين أن جماعة الإخوان تقف خلف هذه الجريمة، ضمن خطتها لاستهداف المنشآت السياسية والدبلوماسية، من أجل تكدير الأمن العام، وإحراج الدولة المصرية، وخلق أزمة بينها وبين الدول الكبرى، وتوصيل رسالة مفادها أن «الدولة غير قادرة على حماية البعثات الدبلوماسية ومقراتها».
من جانبه، استبعد الخبير في شؤون الحركات الإسلاموية والإرهاب الدولي، ماهر فرغلي، وجود علاقة بين التفجير، الذي وقع اليوم الثلاثاء 4 سبتمبر، وبين تنظيم «داعش» الإرهابي، مرجحًا القول إن منفذ العملية هو عضو في مجموعات قريبة من جماعة الإخوان (التي يصنفها القانون المصري وعدة دول بالإرهابية).
وأكد «فرغلي» أن طريقة تنفيذ العملية تختلف تمامًا عن أساليب «داعش»، التي تركز أكثر على استخدام الأحزمة الناسفة والعمليات الانتحارية، بخلاف هذه المحاولة التي لم يصب فيها منفذها، على الرغم من انفجار المواد المتفجرة المحمولة على ظهره، لافتًا النظر إلى أن سبب فشل المحاولة هو ضعف تدريب منفذ العملية والاعتماد على أساليب بدائية.
بينما وصف الدكتور علي بكر، الخبير في شؤون الإرهاب والتطرف، هذه العملية بأنها «هزات ارتدادية» تحدث نتيجة يأس عناصر التنظيمات المسلحة، مع اقتراب انهيارها، مؤكدًا أن التنظيمات المكونة من عناصر إخوانية مثل «حسم، ولواء الثورة» أصبحت هشة وضعيفة بعد تلقيها ضربات أمنية لا تتحملها.
وأشار «بكر» إلى دخول عناصر هذه التنظيمات في مرحلة التشرذم وتحولهم إلى هائمين، يقومون بتنفيذ ما يطلقون عليه «جهاد الممكن»، لتبرئة الذمة وتأدية الفريضة –حسب معتقدهم المتطرف-، لافتًا النظر إلى أن التفجير بدائي والعبوة التي استخدمت بدائية، وأن الهدف منها هو رفع الروح المعنوية لعناصر هذه التنظيمات فقط، وخلق هالة إعلامية حولها.
وأوضح «بكر» أن استسلام الشخص -منفذ العملية- للمواطنين ورجال الأمن دون أدنى مقاومة، يتعارض مع معتقدات هذه التنظيمات المتطرفة، التي ترفض الاستسلام مطلقًا، استنادًا لمقولة ابن تيمية: «يموت الرجل ولا يقع في الأسر».
وعلى الرغم من أن «بكر» توقع تكرار مثل هذه العمليات في المرحلة المقبلة، فإنه أكد على وجود مؤشرات إيجابية في هذا الحدث، تتمثل في أن التنظيمات الإرهابية في مصر تلفظ أنفاسها الأخيرة.