نهاية الحلم القطري في مالي.. «نصرة الإسلام» على قوائم الإرهاب
الجمعة 07/سبتمبر/2018 - 06:11 م
طباعة
عبدالهادي ربيع
أدرجت الخارجية الأمريكية، الخميس 6 سبتمبر، جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» في مالي، على قائمة المنظمات الإرهابية.
وذكرت الخارجية الأمريكية في تغريدات متتالية على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن قرار الإدراج جاء بموجب القسم 219 من قانون الهجرة والجنسية.
وأضافت الخارجية، أن قرار الإدراج يهدف إلى حرمان الجماعة التي يتزعمها المتشدد المنتمي إلى قبائل الطوارق في مالي «إياد أغ غالي» من مواردها المالية اللازمة لتخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية، من خلال حظر جميع ممتلكات الجماعة، وحظر المواطنين الأمريكيين من المشاركة في أي معاملات معها.
وتابعت الخارجية الأمريكة، على لسان منسق مكافحة الإرهاب، «ناثان سيلز»، أن «الجماعة بسبب علاقاتها بتنظيم القاعدة تشكل تهديدًا قاتلًا للولايات المتحدة وحلفائها».
للمزيد.. هجوم على مقر قوة مكافحة الإرهاب وسط مالي
وصدر هذا القرار في الـ6 من سبتمبر 2018 رغم تكون جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المبايعة لتنظيم القاعدة وزعيمها أيمن الظواهري مطلع مارس 2017 من اندماج 4 كيانات تابعة لتنظيم القاعدة هي (تنظيم المرابطون، وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وجماعة أنصار الدين، وتنظيم جبهة الصحراء)، إضافة إلى إدراج زعيم الجماعة إياد أغ غالي على قائمة الإرهاب منذ 2013، وزعماء التنظيمات الأخرى التي اندمجت في الجماعة.
خطة ترامب
ويرى الدكتور أبوالفضل الإسناوي، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية في الشمال الإفريقي والمغرب العربي بمركز الأهرام للدراسات، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضمن خطته لمكافحة الإرهاب يحاول ضم أكبر عدد من هذه التنظيمات الإرهابية؛ إذ أصبح عدد الجماعات الموضوعة على قوائم الإرهاب 51 منظمة، وفق تعريف الولايات المتحدة الأمريكية للإرهاب.
وأوضح «الإسناوي»، في تصريح لـ«المرجع»، أن «ترامب» يحاول استعطاف الشعب الأمريكي، من خلال توسيع عمليات مكافحة الإرهاب، إضافة إلى محاولة الرد على تصريحات زعيم تنظيم القاعدة «أيمن الظواهري»، ودعوته إلى محاربة المصالح الغربية خاصة الأمريكية في الشمال الأفريقي.
وأكد أن المنظمات التي تكوّنت منها جماعة «أنصار الإسلام» مصنفة إرهابية من الإدارة الأمريكية، خاصةً في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، فتنظيم القاعدة في المغرب العربي على القائمة منذ 4 سنوات، وكذلك تنظيم أنصار الدين منذ 2005.
وأشار «أبوالفضل»، إلى أن الولايات المتحدة وضعت أيضًا حركة «حسم»، الذراع المسلحة لجماعة الإخوان، على قوائم الإرهاب، في حين لم تدرج الجماعة نفسها على القائمة، رغم كونها مصنفةً إرهابيةً في كثير من الدول الأوروبية؛ ليحقق مصالح خاصة من خلال استخدامه للجماعة مؤقتًا.
دعم الدوحة
تورطت دولة قطر في دعم الجماعات الإسلاموية المتطرفة الناشطة في شمال مالي وعلى رأسها جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، بحسب تقرير لصحيفة «لوكانار أونشيني» الفرنسية في يناير 2013، والتي تقول فيه: إن قطر قدمت حقائب من الدولارات للجماعات الناشطة في شمال مالي، إضافة إلى المساعدات المالية والعسكرية والغذائية عبر مطاري غاو وتمبكتو، من خلال منظمة «قطر الخيرية».
وتابعت الصحيفة الفرنسية، أن الدور القطري تخطى الدعم المالي واللوجيستي، لتوافد عناصر أمنية متخصصة إلى شمال مالي للمشاركة في تدريب عناصر هذه الجماعات المسلحة.
للمزيد.. «نصرة الإسلام والمسلمين».. أيدي قطر الإرهابية تصل إلى مالي
كما ذكرت تقارير عدة مالية، أن قطر متورطة بشكل رئيسي في دعم هذه الجماعات المتطرفة، وهو ما ذكره عمدة مدينة «غاو» في شمال مالي «سادو ديالو»، في تصريحات صحفية نقلتها سكاي نيوز عربية، إضافةً إلى أن قطر كانت من أوائل الدول التي عارضت الضربة العسكرية الفرنسية على التنظيمات الإرهابية في مالي عام 2013، كما هاجم المنظّر الإخواني «يوسف القرضاوي»، الضربة الفرنسية، ودعا لمساندة من سمّاهم إخواننا المسلمين في مالي.
رحلة الدم
تنشط جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، مستهدفة القوات الفرنسية والحكومة المالية، لتنفذ سلسلة اعتداءات أبرزها التي هجماتها على القواعد العسكريَّة في مدينة «تمبكتو» الشماليَّة، إلا أنه يجري محاصرتهم وطردهم من المناطق خارج نطاق سيطرة القوات المالية والفرنسية وقوة الأمم المتحدة (مينوسما).
وامتدت عمليات «نصرة الإسلام» إلى العديد من الدول المجاورة، أبرزها الذي نفذته مارس 2018 على رئاسة أركان القوات المسلحة في بوركينا فاسو والسفارة الفرنسية في العاصمة البوركينابية «واغادوغو»، ردًّا على عملية عسكرية فرنسية في مالي، حسب بيان تبنٍّ من التنظيم.
بدأت سيطرة المجموعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة على شمال مالي في الربع الأول من عام 2012، محاولة إقامة دولة إسلامية، واستعداء الدولة، وتعاونت الحكومة مع فرنسا في طردهم منها يناير 2013.
توصلت المالية الحكومة والفرنسية لتوقيع اتفاق سلام في يونيو 2015، لتحييد المتطرفين، وتجريدهم من السلاح، إلا أن الاتفاق لم يعش طويلًا؛ إذ نقدته الجماعات المتطرفة بعد أقل من شهر، بعد أن ضغطت على القبائل المالية، خاصةً من الطوارق، مثل قبيلة إيفوغاس (كبرى قبائل طوارق إقليم أزواد) لرفض التوقيع على الاتفاق؛ لتنتشر ظاهرة العمليات الإرهابية في وسط وجنوب مالي، وتمتد إلى البلدان المجاورة، بالتعاون مع التنظيمات المتطرفة الأقرب إلى فكرها القاعدي، مثل حركة «الجهاد والتوحيد» في غرب أفريقيا، و«بوكوحرام».
للمزيد.. تنظيم القاعدة في مالي.. صراع طويل الأمد
وحرضت الجماعة أتباعها لنقل عملياتها إلى الداخل الفرنسي والأمريكي إلى جانب ضرب مصالحهم ومقراتها في مالي والدول المجاورة، منذ إنشاء الجماعة؛ إذ هدّد «أغ غالي» بنقل عمليات التنظيم لاستهداف فرنسا وأمريكا، في لقاء مع صحيفة «المسرى» المقربة من تنظيم القاعدة أبريل 2017.
هدم الدولة
وبسبب معتقداتها الفكرية، كفرت جماعة «نصرة الإسلام» من يشاركون في الانتخابات المالية التي جرت يوليو 2018، وهددت باستهداف مقرات الانتخابات، وظهر زعيم الجماعة «إياد أغ غالى» -في شريط مصور قال فيه-: إن «هذه الانتخابات ليست سوى سراب، وشعوبنا لن تحصد منها سوى أوهام كما فعلت سابقًا».
وتبنّت الجماعة الإرهابية -المكونة من 500 إرهابي عام 2017 حسب تقديرات المخابرات الفرنسية- إطلاق قذائف «هاون» على قرى شمالي مالي أثناء عملية الانتخابات؛ ما عطل التصويت.
للمزيد.. تحديات أمنية وتنموية تواجه الفائز في الانتخابات الرئاسية بـ«مالي»
صراعات عرقية
استغلت حركة «أنصار الدين» التنوع العرقي في مالي لصناعة الإرهاب، من خلال العلاقة التي تجمع زعيمها بقبائل الطوارق، فانضمت أعداد كبيرة من المقاتلين الطوارق إلى صفوف الحركة.
للمزيد.. «الطوارق» و«القاعدة».. علاقة مشبوهة واستغلال غامض
كما استغلت الحركة الامتداد الجغرافي للطوارق من ليبيا شرقًا إلى موريتانيا غربًا لتهريب السلاح والإرهابيين، عبر الحدود، كما تم تجنيد عدد من الطوارق من الجنسيات الأخرى لتشارك في الحرب في مالي، مثل «طلحة الليبي»، الذي ظهر في مهرجان خطابي أمام مؤتمر جماهيري في إقليم أزواد.
للمزيد.. الإرهاب يستقوي بالصراعات العرقية في «مالي»