«المجاهدون الهنود».. شركاء سجلات العنف والدماء

السبت 15/سبتمبر/2018 - 04:07 م
طباعة «المجاهدون الهنود».. إسلام محمد
 
لم تضم في صفوفها عالمًا أو فقيهًا بل قادتها مجموعة من سفاكي الدماء، هي الجماعة التي أطلق أتباعها على أنفسهم اسم «المجاهدون الهنود» التي تلاحقها الاتهامات بالمسؤولية عن مجموعة من الهجمات الإرهابية داخل الهند أوقعت عددًا كبيرًا من الضحايا.


 وقد أصدرت محكمة هندية صباح الثلاثاء 11 سبتمبر، حكمًا بإعدام عضوين في الجماعة، هما عنيق شفيق سعيد ومحمد أكبر إسماعيل تشودري، أدينا بالمشاركة في تفجيرين ضربا مدينة حيدر آباد، جنوبي البلاد في الخامس والعشرين من أغسطس 2007، وأسفر عن مقتل 42 وإصابة 50 آخرين، استهدف أحدهما عرض فيديو بالليزر بينما كان الآخر في مطعم صغير.

 

وبرغم أن الحكم ليس نهائيًا، ويُمكن استئنافه أمام محكمة أخرى، لكن المدعي العام، سيشو ريدي، أكد في تصريحات له ثبوت أدلة تورط الرجلين، ولا يزال ثلاثة متهمين آخرين في حالة فرار.



سجل حافل بالدماء

 «المجاهدون الهنود»، جماعة إرهابية يقودها عبدالصبح قريشي، الملقب بـ«توقير»، ويبلغ من العمر 36 عامًا، وهو رهن الاعتقال حاليًا لدى السلطات المحلية، وكان يعمل مهندس برمجيات بمدينة مومباي، وتولى مهمة صنع القنابل داخل التنظيم.

 

وتم إعلان الجماعة كمنظمة إرهابية في 4 يونيو 2010، وفي سبتمبر 2011، وضعتها الولايات المتحدة رسميًا على قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية، وحظرتها بريطانيا لأنها تهدف إلى إنشاء دولة إسلامية في الهند، عن طريق استخدام العنف العشوائي.



وينتمي الكثير من عناصر التنظيم لمنطقة «أزامجاره» في ولاية أوتار براديش، شرق العاصمة نيودلهي، ولقى العديد منهم مصرعه خلال مواجهات مع الأمن الهندي، مثل محمد ساجد المعروف باسم «بانكاج»، والذي قُتل خلال مواجهات «بيت باتلا»، بعد اتهامه بالمسؤولية عن زرع قنبلة على الطريق في منطقة «كونوت بليس» بالعاصمة، ومحمد عاطف الشهير باسم «البشير»، وقتل في نفس المواجهات، وهو متهم بزرع قنبلة في سوق بقريش «كايلاش» الكبرى.



 فيما يخضع عدد من عناصر التنظيم للاعتقال، أبرزهم محمد سيف وزيشان، وعلياش مالك ومحمد شكيل، وثاقب نصار، الذين وجهت لهم جميعًا اتهامات بالتورط في زرع قنابل في أماكن عامة داخل أماكن متفرقة من العاصمة نيودلهي.



وتلاحق قوى الأمن العناصر الهاربة من الجماعة مثل أسامة أجارباتوالا وألامزيب أفريدي، وعبد الرازق المنصوري، كما تطارد الشرطة اميل بارواز، الذي يعتقد أنه متورط في تفجيرات محكمة أوتار براديش في نوفمبر 2007.



 وتنسب للتنظيم عدد من الهجمات الإرهابية أبرزها تفجيرات أوتار براديش 2007، وتفجيرات بانجالور ودلهي وجايبور عام 2008، وهجوم مسجد جاما وتفجير فاراناسي وبونا 2010، وتفجيرات مومباي 2011 ، وهجمات بوده جايا في عام 2013، وكانت رسائل البريد الإلكتروني، هي طريقتهم المفضلة لإعلان مسؤوليته عن الحوادث السابقة، إذ يرسل أحدهم رسالة تحذيرية قبل 5 دقائق من وقوع الانفجار أو بعده مباشرة بما لا يدع مجالًا للشك حول مسؤوليتهم.



 تفكيك التنظيم

 شهر أغسطس عام 2013، استطاع الأمن تنفيذ اختراق صفوف التنظيم، وتم ذلك عن طريقه اعتقال ياسين بهاتكال أبرز قياديي التنظيم،  بالقرب من الحدود الهندية النيبالية، ومن ثم لم يستطع التنظيم مواصلة عملياته بعد انهيار قياداته، وانضمام بعض الأتباع السابقين إلى تنظيم «داعش» الإرهابي.



فيما بثت قنوات «داعش» في 21 مايو 2016، إصدارًا مرئيًّا أعلن فيه أنه يخطط للانتقام من مقتل مسلمين في أعمال شغب في ولاية «جوجارات» مسقط رأس رئيس الوزراء الحالي ناريندا مودي، على يد متطرفين هندوس.



ودائمًا ما تثير تلك الوقائع مخاوف الأقلية المسلمة التي يزيد عددها على 150 مليون نسمة (1.324 مليار نسمة تعداد سكان البلاد فى 2016)، من تزايد موجات الاحتقان الطائفي، واستفزاز الجماعات الدينية الهندوسية، التي ينتمي إليها رئيس الوزراء، المعروف بميوله اليمينية المتشددة، وإشعال المزيد من موجات العنف الطائفي

شارك