قانون الإفراج عن المتطرفين يضع بريطانيا في مأزق
السبت 15/سبتمبر/2018 - 04:11 م
طباعة
نهلة عبدالمنعم
تواجه بريطانيا تحديًا جديدًا، بعد أن وجدت نفسها مضطرة للإفراج- مطلع شهر أكتوبر المقبل- عن أحد المتطرفين المعروفين إعلاميًّا بـ«خطيب الكراهية» وهو أنجم تشودري؛ وذلك بعد قضائه نصف مدة الحبس على الرغم من أنه لا يزال يشكل تهديدًا على الأمن القومي للمملكة المتحدة.
فوزير السجون، روري ستيوارت قد صرح بالأمس لصحافة بلاده؛ قائلًا إن أنجم يمثل تهديدًا صارخًا لاستقرار المجتمع البريطاني ولكن القوانين تجيز الإفراج عنه بعد قضائه نصف مدة الحبس، التي بدأت قبل خمسة أشهر من الحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات وستة أشهر في سبتمبر عام 2016.
وحُكم على تشودري بالحبس لاتهامه بالترويج وحث المواطنين على الالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي بعد ذياع صيته عالميًّا، وذلك من خلال مجموعة من الفيديوهات بثها أنجم على المواقع الإلكترونية، لينتهي به الأمر في السجن برفقة مساعده محمد رحمن البالغ من العمر 33 عامًا والذي حُكم في القضية ذاتها.
وأنجم تشودري هو بريطاني من أصول باكستانيَّة درس الطب ثم تركه للالتحاق بعلوم القانون والحقوق ليكون محاميًا مدنيًّا وناشطًا حقوقيًّا بمجال مناهضة التمييز العرقي، إلى أن ضل طريقه وارتمى في أحضان الراديكاليَّة.
فالطالب الذي كان يشرب الخمر ويسهر بالملاهي الليلية، التقى ذات يوم بالشيخ عمر بكري محمد فستق وهو ذلك (البريطاني- السوري- اللبناني) الذي يعتنق أفكارًا متشددة وصلت إلى حد التفاخر بأحداث الـ11 من سبتمبر والإشادة بأسامة بن لادن، الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة؛ إضافة إلى انتمائه لجماعة حزب التحرير (وهي جماعة راديكالية تدعو إلى إقامة الخلافة على بعض من مبادئ السلفية الجهادية التي تتبنى معتقدات خاصة عن الحكم والجهاد وتكفير الديمقراطية).
وتأثر أنجم بعمر البكري وشكلا سويًا «جماعة المهاجرون» التي تم حظرها في المملكة المتحدة للاشتباه بدعمها لبعض العمليات الإرهابية، وبعد عودة البكري للبنان استكمل أنجم تشودري طريق الإرهاب على أراضي القارة العجوز.
وعلى الرغم من الاشتباه في وجود علاقة بين أنجم وعدد من الإرهابيين مثل أحد الأشخاص المتهمين بقتل الجندي البريطاني لي ريجبي بعد دهسه بالسيارة في 22 مايو عام 2013، إضافة إلى شاب بريطاني يدعى خورام بت، ادعت الصحافة البريطانية صلته بمنفذ هجوم مانشستر سلمان عبيدي والذي قام بعملية انتحارية في حفل للمطربة أريانا غراندي أسفرت عن مقتل 23 شخصًا وإصابة المئات، فإن أنجم لم يتم اعتقاله إلا بعد ترويجه لداعش.
للمزيد: تقرير أمني: الإرهاب ينسج خيوطه المرعبة على بريطانيا
علاوة على ذلك، قام تشودري في السابق بتنظيم مظاهرة لدعم أبو حمزة المصري أحد الإرهابيين المحبوسين بسجن «ADX Florence» شديد الحراسة بولاية كولورادو في الولايات المتحدة الأمريكية.
للمزيد: بريطانيا وأمريكا تنفقان 2 مليون جنيه إسترليني على «أبو حمزة المصري»
ولا يشكل أنجم تشودري وحده الجدال حول أزمة الإرهابيين المفرج عنهم، بل تكتظ السجون البريطانية بمئات المتطرفين والمقرر الإفراج عنهم بنهاية العام، لذا وضعت وزارة العدل خطة تتضمن تدريب 25 خطيبًا مسلمًا لوعظ متطرفي السجون ومحاولة إثنائهم عن الإرهاب.
إقرأ أيضًا: أوروبا تضع استراتيجياتها لمواجهة الإرهابيين المفرج عنهم