فتش عن قطر.. مخلب الشر وراء تصاعد عمليات «الشباب» في الصومال
الخميس 20/سبتمبر/2018 - 06:10 م
طباعة
علي رجب
شهد الصومال، الإثنين 10 سبتمبر 2018، هجومًا انتحاريًّا بسيارة مفخخة يقودها انتحاري، استهدف مقرًّا حكوميًّا في مديرية هدن بالعاصمة مقديشو، ما أسفر عن مقتل 7 وإصابة العشرات، وهو الهجوم الذي أعلنت حركة الشباب المسؤولية عنه.
أعلنت حركة الشباب الإرهابية مسؤوليتها عن الهجوم، الذي نفذه أحد عناصرها بكتيبة «الاستشهاديين» بحسب بيان لها، ليكون الثاني من نوعه الذي يستهدف العاصمة مقديشو خلال أقل من أسبوعين.
صراع المخابرات
خلال الأسابيع الأخيرة ارتفعت حدة عمليات حركة الشباب الإرهابية، مع وجود صراع داخل وكالة الاستخبارات والأمن القومي؛ حيث أقدم رجل قطر «فهد ياسين» على فصل نائب الوكالة السابق الجنرال عبدالله عبدالله، الذي كشف علاقة «رجل قطر» بحركة الشباب الإرهابية، واختراق «الشباب» لوكالة الاستخبارات الصومالية، ونتيجة هذه التصريحات الفاضحة لدور«فهد ياسين» وعلاقته بالجماعت الإرهابية، تم فصل «عبدالله عبدالله» من الاستخبارات الصومالية وتجريده من رتبه العسكرية بقرار من الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو.
وأرجعت وسائل إعلام عربية إلى أن «فهد ياسين»، نائب رئيس وكالة الاستخبارات والأمن القومي، والمعروف بـ«رجل قطر» وراء الإطاحة بالجنرال عبدالله عبدالله لفضح الأخير اختراق حركة الشباب الإرهابية للاستخبارات الصومالية.
و«فهد ياسين»، هو مراسل سابق لقناة الجزيرة القطرية في الصومال، وتم تعيينه مديرًا لمكتب الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو، في يونيو 2017، ثم أصبح نائبًا لمدير عام وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالي في أغسطس الماضي.
واتهم عبدالله عبدالله، فهد ياسين بإصدار أمر بفصله من الوكالة، ونشر الخبر على حسابه بـ«تويتر»، واصفًا الأمر بغير اللائق بحسب ما نقلته صحيفة «الصومال الجديد».
وتداول نشطاء صوماليون وثائق تشير لاتهام عبدالله لـ«رجل قطر» في الاستخبارات الصومالية، بعرقلة أداء وكالة الاستخبارات بحق قيادي رفيع في حركة الشباب وظفه هو في المكتب الرئاسي.
«الشباب المجاهدين» والعنف المتزايد في الصومال
«الشباب المجاهدين».. تمويل قطري لتنفيذ فكر «القاعدة» في الصومال
وكما اتهم الجنرال الصومالي، مدير الوكالة حسين عثمان حسين ونائبه فهد ياسين بالتنسيق التام مع حركة الشباب في الفترة بين 2015-2014 و2016-2017 مؤكدًا أن لديه أدلة تثبت ذلك، مبديًا استعداده إلى تقديمها إلى القضاء، بحسب الوثائق المتداولة.
ويعتبر «فهد ياسين» رجل قطر في الصومال؛ حيث عمل «ياسين» مراسلًا للجزيرة في السابق، وأصدر تقارير عن حركة الشباب الصومالية، بل الأدهى من ذلك يعد فهد ياسين مهندس وصول «فرماجو» لرئاسة الصومال؛ حيث ذكر تقرير استخباراتي صومالي، أن علاقات ياسين بـ«فرماجو» بدأت بعد فترة وجيزة من إقالة الأخير من منصب رئيس الوزراء الصومالي في عام 2011.
ووفقًا لتقرير الاستخبارات الصومالي، قاد «ياسين» الحملة الانتخابية لفرماجو، ونجح في الوصول بفرماجو لرئاسة الصومال بعد أن ضمن ولاء 70 نائبًا صوماليًّا دفع لهم رواتب شهرية تتراوح بين 3 آلاف و4 آلاف دولار، صوت لـ«فرماجو» في انتخابات فبراير 2017 بحسب موقع «صونا تايمز» الصومالي.
وبعد فوز فرماجو بالانتخابات الرئاسية عُين مديرًا لمكتبه في يونيو 2017، قبل إصدار قرار بتعيينه نائبًا لوكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالي في 16 أغسطس الماضي.
ووصفت «قطريليكس» فهد ياسين بمخلب الشر القطري في الصومال، معتبرة إياه «جاسوس زرعته الدوحة في القصر الرئاسي الصومالي، ويتولى تنفيذ مخطط الحمدين من منصبه في مؤسسة الرئاسة».
عبدالرحمن النعيمي.. ذراع قطر لتمويل الإرهاب في الصومال
ويقول محمد عبدالله الحمراوي، الكاتب والمحلل السياسي الصومالي، عضو مركز الدراسات الاستراتيجية القرن الأفريقي في الصومال: إن حركة الشباب تنبت الهجمات في العاصمة مقديشو، والانفجار الذي وقع في العاصمة مقديشو في مقر حي هدى أدى لوقوع خسائر فادحة وتدمير مبني مقر إدارة حي هدى.
وأضاف في تصريح خاص «المرجع»: إن حركة الشباب تتحرك داخل العاصمة بسهولة منذ وصول الرئيس محمد عبدالله فرماجو إلى الحكم، مشددا على أن الحركة تشنّ هجمات بشكلٍ دائم في مقديشو، والحكومة الفيدرالية لا تسيطر سوى على ٨ أحياء فقط من أحياء العاصمة الصومالية.
وحول اتهامات الجنرال عبدالله عبدالله، باختراق الشباب الإرهابية للاستخبارات الصومالية، قال: «تصريحات جنرال عبدالله جاءت متأخرة، وهذه المعلومات كانت معروفة واضحة لدى السياسيين ومراكز البحوث».