مساعي رئاسية لقطع «ذراع الإخوان» في موريتانيا

السبت 22/سبتمبر/2018 - 04:20 م
طباعة مساعي رئاسية لقطع دعاء إمام
 
في أول مؤتمر صحفي، عقب الانتخابات البلدية التي أجريت في موريتانيا، مطلع سبتمبر الجاري، تحدث الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبدالعزيز، أمس الخميس، عن الدور التخريبي الذي لعبته جماعة الإخوان في البلدان العربية، محذرًا الشعب الموريتاني من الانسياق وراء الشعارات الدينية الزائفة للجماعة.



الرئيس الموريتاني
الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز

الرئيس الموريتاني، أوضح أن مآسي الشعوب تفاقمت بسبب استغلال الدين في تحقيق مآرب سياسية؛ كما أن هذا الأمر أدى إلى تدمير بعض الدول العربية، وهو ما أثّر بدوره على القضية الفلسطينية؛ قائلًا: «الإخوان جعلوا إسرائيل في وضع مريح، لا سيما بعد انشغال العديد من البلدان العربية بمحاربة إرهاب الجماعة في الداخل».
أعضاء حزب التجمع
أعضاء حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)


إخوان موريتانيا يحشدون لـ«غزوة الصناديق»

«تواصل».. ذراع الإخوان في موريتانيا

بعد تراجع حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في موريتانيا، وحصوله على 14 مقعدًا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، مقابل 16 مقعدًا خلال انتخابات عام 2013، ألمح الرئيس الموريتاني إلى احتمالية اتخاذ إجراء بشأن «تواصل»؛ على خلفية الرفض الشعبي للوجود الإخواني بموريتانيا.

وأكد محمد ولد عبدالعزيز، أن بلاده لن تسمح بتوظيف الدين في السياسة، أو احتكاره لصالح فصيل بعينه، قائلًا: «الدين الإسلامي ملك للشعب الموريتاني بجميع مكوناته، وليس لطرف بعينه».

وتسببت تصريحات الرئيس الموريتاني، في إحداث حالة إرباك للحزب الإخواني، مما اضطر قياداته إلى عقد مؤتمر صحفي، ظهر اليوم الجمعة، للرد على ما جاء في كلمة «ولد عبدالعزيز»، ودعوة الأحزاب المعارضة إلى التشاور والتنسيق من أجل الإتفاق على موقف موحد ورؤية مشتركة، قبيل الاستحقاق الرئاسي الذي سيجرى في العام المقبل 2019.
محمد محمود ولد سيدي
محمد محمود ولد سيدي
وقال رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، محمد محمود ولد سيدي، في كلمته خلال المؤتمر، إن هناك مؤامرات داخلية تُحاك ضد «تواصل»، مشيرًا إلى أنه لا فرق بين حزبه المنتمي للإخوان، وبقية الأحزاب الموريتانية، زاعمًا أن «تواصل» يعلن عن مرجعيته الإسلامية، بينما القوى المعارضة تنص على الإسلام لكنها لا تعلن عنه كمرجعية لها.

واعتبر «ولد سيدي»، تلميحات الرئيس الموريتاني التي أشار فيها إلى احتمالية اتخاذ إجراء بشأن «تواصل»، بمثابة إعلان الحرب، قائلًا: «الحديث عن حل «تواصل»، ليس سوى مقدمة للمؤامرة، ونرفض الحياد عن المسار الدستوري».

وكان قيادات «تواصل» قد استبقوا نتائج الانتخابات البلدية، بالإعلان عن عمليات تزوير ومنع للناخبين من الإدلاء بأصواتهم؛ وذلك بعدما استشعر الحزب عدم رغبة الناخبين في التصويت لصالح أعضائه.
الحسن البمباري
الحسن البمباري

التقارب مع «القاعدة» و«داعش»

بدوره، أوضح الحسن البمباري، الباحث في المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية، أن «الإخوان» في موريتانيا باتوا مطالبين بصياغة مشروعهم بعيدًا عن المرجعية الإخوانية العالمية، مشيرًا إلى أن الظروف القائمة الآن أثبتت أن المشروع الإخواني الموحد لم يعد قادرًا على الاستمرار؛ خاصة بعد ما وضع تحت الاختبار، وتأكدت سطحية الفهم لمقولة «الإسلام هو الحل».

وأضاف «البمباري»، في تصريحات صحفية، أن التقارب بين قيادات «تواصل» ومفتي القاعدة السابق، وغيره من عناصر التنظيم، خلق حالة من التخوف لدى الشعب الموريتاني؛ لذلك إذا أراد إخوان موريتانيا الإندماج في المجتمع، عليهم إقناع الموريتانيين أنهم ليسوا «القاعدة» ولا «داعش».

وأشار الباحث في المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية، إلى أن تجارب الإخوان القصيرة في الحكم عربيًا لم تستطع تقديم إجابات علمية حول طبيعة الدولة التي يريدونها، وهل هي مدنية أم دينية؟
محمد محمود ولد سيدي
محمد محمود ولد سيدي



يُذكر أن رئيس حزب «تواصل»، محمد محمود ولد سيدي، استضاف عددًا من القيادات البارزة في تنظيم «القاعدة»، على مأدبة إفطار بأحد الفنادق الكبرى بنواكشوط في رمضان الماضي، وكان من بين هذه القيادات مفتي القاعدة السابق «أبو حفص الموريتاني»، ثالث شخصية دولية في التنظيم، وهو مطلوب على قوائم الإرهاب، إضافة إلى كونه أول شخصية جهادية موريتانية تصل إلى هذا المنصب القيادي في التنظيم؛ إذ تم تعيينه منذ منتصف الثمانينيات وحتى منتصف التسعينيات مفتيًا شرعيًّا للتنظيم، وبصحبته محمد ولد صلاحي، المهندس المتورط في أحداث 11 سبتمبر.

مأدبة إفطار من إخوان موريتانيا لـ«مفتي القاعدة» وصديق «بن لادن»

شارك