«قوافل الأزهر».. محاولة فاعلة لمحاربة الإرهاب في سيناء

الأربعاء 26/سبتمبر/2018 - 03:52 م
طباعة «قوافل الأزهر».. رباب الحكيم
 
في الوقت الذي يخوض فيه أبطالنا من الجيش المصري معركة لتطهير سيناء من الإرهابيين، من خلال العمليات الشاملة، منذ 1 فبراير 2018، على الجانب الآخر يقود الأزهر معركة لتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تحاول الجماعات الإرهابيَّة بثها في سيناء، مرسلاً قوافل دعوية لتفنيد شبهات الجماعات المتطرفة والتخلص من الأفكار الإرهابيَّة، وبث سماحة الإسلام وتعاليمه وشريعته الغراء، التي ترفض أي مساس بحرمة الدماء المعصومة، وتحرم ترويع الآمنين ونشر الذعر والخوف بين أبناء المجتمع.



قوافل الأزهرـ أرشيفية
قوافل الأزهرـ أرشيفية
ويأتي في إطار جهود الأزهر لتصحيح المفاهيم المغلوطة إطلاق قافلة تحمل اسم «الوسطية منهج حياة»، في سبتمبر الجاري، متجهة إلى محافظة شمال سيناء.

تُعد هذه القافلة السابعة في هذا العام؛ حيث تم إرسال قوافل لكل من: بئر العبد بشمال سيناء، والنوبة بأسوان، والواحات البحرية، وحلايب وشلاتين، وسوهاج، وقافلة مشتركة لقنا والأقصر؛ لتقدم للأهالي مساعدات طبيَّة وإنسانيَّة، ولتوضيح القضايا الفكريَّة.

قوافل الأزهرـ أرشيفية
قوافل الأزهرـ أرشيفية
ويتمثل دور الأزهر في نشر سماحة الإسلام ومواجهة كل أشكال التشدد والإرهاب، لذا تهتم القافلة بالجانب التنويري والدعوي، كما تضم القافلة 10 من علماء الأزهر ومجموعة من أعضاء مجمع البحوث الإسلاميَّة، ومجموعة من الشباب السيناويّ المثقف؛ للعمل على تصحيح الأفكار المغلوطة، التي تنسب للدين الإسلامي من قبيل الجماعات المتشددة والتنظيمات الإرهابيَّة؛ فيعمل أعضاء القافلة على تصحيح هذه المفاهيم، والعمل على محو الأميَّة الدينيَّة عند بعض الأهالي.

وتشمل القافلة برنامجًا تدريبيًّا لـ75 شابًّا وفتاة من أبناء شمال سيناء، بعنوان «الوسطية منهج حياة»، يناقش عددًا من القضايا الفكرية والمعاصرة، وتوعية الشباب بمخاطر الأفكار الإرهابيَّة، وذلك في إطار بروتوكول التعاون المُوقع بين الأزهر الشريف ووزارة الشباب والرياضة.
الدكتور محمد الشحات
الدكتور محمد الشحات الجندى
◄ هدف الأزهر من القوافل:

يوضح الدكتور محمد الشحات الجندى، أستاذ الشريعة الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية، هدف هذه القوافل والحملات، التي انطلقت من مجمع البحوث، قائلًا: إن «الهدف من تلك القوافل في سيناء، وخاصة بعدما استهدفت الجماعات الإرهابية مسجد الروضة بسيناء؛ تفنيد شبهات الجماعات المتطرفة والتخلص من الأفكار المغلوطة، ونشر وسطية الإسلام».

وأضاف «الشحات»، في تصريح لـ«المرجع»، أن الأزهر يهدف من تلك القوافل أيضا محو الأمية الدينية والعمل على مواجهة الأفكار المتطرفة، وإزالة آثار التعصب السياسي والمذهبي لدى جميع طوائف الشعب المصري، وتجديد الثقافة الإسلامية لمواكبة العصر ومواجهة الإرهاب، مشيرًا إلى أن الأزهر حريص على تكاتف جهوده مع القوات المسلحة في محاربة الإرهاب.

الدكتور مختار جمعة
الدكتور مختار جمعة
◄ مدى نجاح القوافل في تحقيق هدفها:

من جانبه، أكد الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، خلال لقاء الأئمة، في سبتمبر الجاري، داخل ديوان عام المحافظة، أن المؤسسات الدينية بمصر تعمل أولًا بأول على محاربة الشائعات وتصحيحها للمواطنين، والعمل على عقد ندوات توعوية للمواطنين، والحس على نبذ العنف ونشر السلام، وأهمية الوقوف صفًا واحدًا لمساندة الدولة، خاصة أن الدولة تخوض حربًا ضد الإرهاب.

وأشار «جمعة»، خلال هذا القاء، إلى أن قوافل الأزهر قد حققت نجاحًا بشكل ملحوظ على الساحة الاجتماعية، ويتبين ذلك من إقبال الأهالي على وعاظ القوافل للاستفسار عن مسائل شرعية، بحسب قول أهالي سيناء.
قوافل الأزهر ـ أرشيفية
قوافل الأزهر ـ أرشيفية
◄ دعاة القوافل يلقون «دروس الجمعة» في سيناء:

في السياق نفسه، قال الدكتور السيد سعيد متولي، إمام وخطيب‏ لدى ‏وزارة الأوقاف المصرية‏: إن وعاظ الأزهر يشددون في خطب الجمعة على ضرورة تربية النشء على مبادئ الدين الصحيح الوسطي، كما يشيرون إلى مساندة الأئمة والمثقفين والشباب السيناوي لرجال القوات المسلحة في حربهم الشرسة ضد عصابات الإرهاب، وما يبذل من قبيل كليهما لتطهير سيناء من الإرهاب.

وأوضح «متولي»، في تصريح لـ«المرجع»، أن أئمة القافلة يتناقشون في دروس يوم الجمعة المبادئ الصحيحة للإسلام في ضوء هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وسيرة النبي والإقامة في المدينة المنورة، وعلاقة الدين بالسياسة، وتوضيح الخلافة التي تدعو إليها التنظيمات الإرهابية والجماعة المتشددة، موضحًا أن الأئمة يشيرون خلال الخطب والندوات إلى صحيح الدين الإسلامي ودعوته إلى التسامح ووسطية الإسلام، كما تبدأ الدروس بعد صلاتي العصر والمغرب مباشرة».

شارك