تحت شعار «عدو العدو صديق».. المصلحة المشتركة تجمع بين إيران وطالبان
الأربعاء 26/سبتمبر/2018 - 03:52 م
طباعة
إسلام محمد
رغم الاختلافات الأيديولوجية العميقة بين حركة طالبان (سنيَّة المذهب)، والنظام الإيراني (شيعيّ المذهب)، فإن الطرفين يتعاونان ويتحدثان ولسان حالهما يعلنها صريحة أن لا صوت يعلو فوق صوت المصلحة، والمصالح المشتركة بين طالبان ونظام الملالي تحددها المنافع المتبادلة بين الطرفين في الحرب الدائرة في أفغانستان، فتقاطع الأهداف بينهما (الحركة والنظام) جعلهما يتجاوزان خلافاتهما تحت تأثير التحديات الراهنة، في علاقة ملتبسة يدرك كل منهما أنها مؤقتة ومشروطة باستمرار وجود مساحة تلك المصالح الآنية التي تتكشف وتتعاظم يومًا بعد يوم.
ورغم النفي الإيراني المتكرر لهذه العلاقة، لكن المسؤولين الأفغان، يؤكدون باستمرار أن المئات من مقاتلي طالبان تلقوا تدريبات على أيدي القوات الإيرانيَّة الخاصة داخل أكاديميات عسكريَّة في إيران بشكل سري، ويتهمون نظام الملالي بدعم الحركة، نكاية في الولايات المتحدة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالانسحاب من الاتفاق النووي في مايو 2018، بهدف إغراقها في الأزمات وتحسين شروط التفاوض معها في الملفات الخلافيَّة.
ويؤكد خبراء أن العلاقة تصب في صالح كلا الطرفين بشكل كبير من باب «عدو العدو صديق»، فالعداء لواشنطن جعل الطرفين يفكران في الاتجاه ذاته ويتعاونان لخوض المعركة نفسها التي يتبادلان فيها الإضرار بالولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة.
تحت شعار «عدو العدو
إيران مستفيدة
ولفتت الدكتورة نورهان أحمد أنور، الخبيرة بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، إلى أنه بالرغم من الاختلافات السابقة لكن المصالح ساهمت في حدوث التقارب الأخير بينهما، فإيران أرادت تأمين حدودها عن طريق تسليح طالبان خوفًا من استخدام واشنطن الحدود الأفغانية لضربها، خاصة بعد قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، وهي خطوة لها آثار بعيدة المدى، تتجاوز العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، فهناك مخاوف حقيقية من تصاعد التوترات العسكريَّة في الشرق الأوسط، وكذلك سيجعل دعم إيران لطالبان الوجود الأمريكي في أفغانستان أكثر تعقيدًا وخطورة.
وأضافت في تصريحات لـ«المرجع» أن الخلاف بين الطرفين يعود إلى فترة حكم طالبان لأفغانستان، التي امتدت حتى الغزو الأمريكي عام 2001، وقد سمحت إيران لواشنطن باستخدام أجوائها آنذاك للتخلص من الحركة، لأنها كانت تشكل تهديدًا كبيرًا لإيران، وكانت تنظر إليها بعين الريبة وتتهمها بتصدير المذهب الشيعي.
كما أوضحت خبيرة المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن إيران ترى طالبان كشريك مفيد كذلك في مواجهة حركة «الدولة الإسلامية في محافظة خراسان» المعروفة اختصارا بـ«ISKP».
على صعيد متصل، حاولت حركة طالبان أيضًا إظهار التضامن مع الشيعة الأفغان المعروفين بالـ«هزارة» عندما تم استهدافهم من قبل ISKP السنية، وعن طريق علاقة طهران بالهزارة، استطاعت العمل على «تقويض» الجهود التي تقودها الولايات المتحدة بهدف فرض الاستقرار في أفغانستان بعد ما غرقت في مستنقعاتها.
وتابعت أن الحكومة الأفغانية تتهم طالبان باستخدام الأسلحة الإيرانية في عملياتها ضد القوات الحكومية، وقد نقلت وسائل الإعلام الأفغانية هذا الاتهام نقلا عن عضو البرلمان الأفغاني كارام الدين رضا رضا ممثل إقليم غور، وقد كثفت الحركة هجومها على القوات الحكومية في المناطق الغربية من فيروزكوه عاصمة المقاطعة، كما كشفت إدارة الشرطة الأفغانية أن النظام الإيراني زود حركة طالبان بالسلاح في محافظة فرح على الحدود الأفغانية الغربية المتاخمة لإيران.
تحت شعار «عدو العدو
تحالف لإرباك الأمريكان
في السياق ذاته أكدت الخبيرة بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، نسرين مصطفى، أن العلاقات الإيرانية الأفغانية، تاريخية وعميقة نظرًا لأنهما دولتان متجاورتان، وتسعى إيران لترسيخ نفوذها في تلك المنطقة، خاصة أن إيران تعانى من مشكلات جمة نتيجة العقوبات الأمريكية ضد إيران، لذا فكان لزامًا على إيران أن تتنبه إلى ضرورة تحسين العلاقات مع طالبان والتعاون فى المجال العسكرى باعتبارها أكبر المناوئين للولايات المتحدة الأمريكية للحفاظ على مصالحها فى منطقة آسيا الوسطى.
وأضافت في تصريحات لـ«المرجع» أن إيران استقبلت عددًا من العناصر الإرهابية لطالبان للتدريب فى إيران، وكانت في استقبالهم قيادات عسكرية إيرانية لتدريبهم لمدة 6 شهور، بل تحاول تكوين مجموعات عسكرية على غرار الحرس الثوري الإيراني في أفغانستان، خاصة أن طالبان لها خبرة في الحروب ضد الولايات المتحدة، وهذا يدل على أمرين الأول أن إيران لها نفوذها القوى داخل افغانستان، وثانيها أن القادم يحمل المزيد من التوتر للمنطقة، والمزيد من التهديدات للمصالح الأمريكية.
من جانبه أشار الكاتب الصحفي، أسامة الهتيمي، الخبير في الشؤون الإيرانية إلى أن إيران لا تتردد للحظة واحدة في أن تتعاون مع أي طرف يمكن توظيفه لتحقيق مصالحها وهو ما تم رصده طيلة سنوات طويلة بشأن علاقتها مثلًا بتنظيم القاعدة المحسوب سنيا من الناحية المذهبية، وبتنظيم داعش أيضًا الذي ورغم مقاتلتها وميليشياتها له كانت تستخدمه في كل من العراق وسوريا.
وأضاف في تصريحات لـ«المرجع» أن إيران تهدف لامتلاك القدرة على إفساد أية خطط نهضوية أو تنموية أفغانية كالذي حدث مؤخرًا مثلا في ولاية فراه الأفغانية، والتي ثبت أن إيران كانت وراء توتير الأجواء عبر طالبان لتعطيل بناء سد «بخشآباد» الذي سيؤثر على المياه المغذية لمحافظات إيران الشرقية.
تحت شعار «عدو العدو
دعم سياسي وعسكري
ولفت إلى أن العلاقة بين الحركة وطهران لا تقتصر على الدعم السياسي الذي تقدمه الأخيرة لقادة طالبان كالاستضافة والمشاورات والتنسيق وما إلى غير ذلك، لكن هذه العلاقة وصلت إلى حد الدعم العسكري؛ حيث أمدوا الحركة بالأسلحة والذخيرة ودربوا عناصرها إضافة إلى تجنيد عدد من الشباب الأفغاني المقيم في إيران، ونجحوا في ضم بعض عناصر الحرس الثوري لصفوف الحركة وهو ما أثبتته وأكدته تحقيقات الشرطة الأفغانية مرارًا إذ يعقب نجاح الشرطة الأفغانية في تحرير أي منطقة من سيطرة الحركة، العثور على كميات من الأسلحة والألغام المصنوعة في إيران.
ورغم النفي الإيراني المتكرر لهذه العلاقة، لكن المسؤولين الأفغان، يؤكدون باستمرار أن المئات من مقاتلي طالبان تلقوا تدريبات على أيدي القوات الإيرانيَّة الخاصة داخل أكاديميات عسكريَّة في إيران بشكل سري، ويتهمون نظام الملالي بدعم الحركة، نكاية في الولايات المتحدة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالانسحاب من الاتفاق النووي في مايو 2018، بهدف إغراقها في الأزمات وتحسين شروط التفاوض معها في الملفات الخلافيَّة.
ويؤكد خبراء أن العلاقة تصب في صالح كلا الطرفين بشكل كبير من باب «عدو العدو صديق»، فالعداء لواشنطن جعل الطرفين يفكران في الاتجاه ذاته ويتعاونان لخوض المعركة نفسها التي يتبادلان فيها الإضرار بالولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة.
تحت شعار «عدو العدو
إيران مستفيدة
ولفتت الدكتورة نورهان أحمد أنور، الخبيرة بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، إلى أنه بالرغم من الاختلافات السابقة لكن المصالح ساهمت في حدوث التقارب الأخير بينهما، فإيران أرادت تأمين حدودها عن طريق تسليح طالبان خوفًا من استخدام واشنطن الحدود الأفغانية لضربها، خاصة بعد قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، وهي خطوة لها آثار بعيدة المدى، تتجاوز العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، فهناك مخاوف حقيقية من تصاعد التوترات العسكريَّة في الشرق الأوسط، وكذلك سيجعل دعم إيران لطالبان الوجود الأمريكي في أفغانستان أكثر تعقيدًا وخطورة.
وأضافت في تصريحات لـ«المرجع» أن الخلاف بين الطرفين يعود إلى فترة حكم طالبان لأفغانستان، التي امتدت حتى الغزو الأمريكي عام 2001، وقد سمحت إيران لواشنطن باستخدام أجوائها آنذاك للتخلص من الحركة، لأنها كانت تشكل تهديدًا كبيرًا لإيران، وكانت تنظر إليها بعين الريبة وتتهمها بتصدير المذهب الشيعي.
كما أوضحت خبيرة المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن إيران ترى طالبان كشريك مفيد كذلك في مواجهة حركة «الدولة الإسلامية في محافظة خراسان» المعروفة اختصارا بـ«ISKP».
على صعيد متصل، حاولت حركة طالبان أيضًا إظهار التضامن مع الشيعة الأفغان المعروفين بالـ«هزارة» عندما تم استهدافهم من قبل ISKP السنية، وعن طريق علاقة طهران بالهزارة، استطاعت العمل على «تقويض» الجهود التي تقودها الولايات المتحدة بهدف فرض الاستقرار في أفغانستان بعد ما غرقت في مستنقعاتها.
وتابعت أن الحكومة الأفغانية تتهم طالبان باستخدام الأسلحة الإيرانية في عملياتها ضد القوات الحكومية، وقد نقلت وسائل الإعلام الأفغانية هذا الاتهام نقلا عن عضو البرلمان الأفغاني كارام الدين رضا رضا ممثل إقليم غور، وقد كثفت الحركة هجومها على القوات الحكومية في المناطق الغربية من فيروزكوه عاصمة المقاطعة، كما كشفت إدارة الشرطة الأفغانية أن النظام الإيراني زود حركة طالبان بالسلاح في محافظة فرح على الحدود الأفغانية الغربية المتاخمة لإيران.
تحت شعار «عدو العدو
تحالف لإرباك الأمريكان
في السياق ذاته أكدت الخبيرة بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، نسرين مصطفى، أن العلاقات الإيرانية الأفغانية، تاريخية وعميقة نظرًا لأنهما دولتان متجاورتان، وتسعى إيران لترسيخ نفوذها في تلك المنطقة، خاصة أن إيران تعانى من مشكلات جمة نتيجة العقوبات الأمريكية ضد إيران، لذا فكان لزامًا على إيران أن تتنبه إلى ضرورة تحسين العلاقات مع طالبان والتعاون فى المجال العسكرى باعتبارها أكبر المناوئين للولايات المتحدة الأمريكية للحفاظ على مصالحها فى منطقة آسيا الوسطى.
وأضافت في تصريحات لـ«المرجع» أن إيران استقبلت عددًا من العناصر الإرهابية لطالبان للتدريب فى إيران، وكانت في استقبالهم قيادات عسكرية إيرانية لتدريبهم لمدة 6 شهور، بل تحاول تكوين مجموعات عسكرية على غرار الحرس الثوري الإيراني في أفغانستان، خاصة أن طالبان لها خبرة في الحروب ضد الولايات المتحدة، وهذا يدل على أمرين الأول أن إيران لها نفوذها القوى داخل افغانستان، وثانيها أن القادم يحمل المزيد من التوتر للمنطقة، والمزيد من التهديدات للمصالح الأمريكية.
من جانبه أشار الكاتب الصحفي، أسامة الهتيمي، الخبير في الشؤون الإيرانية إلى أن إيران لا تتردد للحظة واحدة في أن تتعاون مع أي طرف يمكن توظيفه لتحقيق مصالحها وهو ما تم رصده طيلة سنوات طويلة بشأن علاقتها مثلًا بتنظيم القاعدة المحسوب سنيا من الناحية المذهبية، وبتنظيم داعش أيضًا الذي ورغم مقاتلتها وميليشياتها له كانت تستخدمه في كل من العراق وسوريا.
وأضاف في تصريحات لـ«المرجع» أن إيران تهدف لامتلاك القدرة على إفساد أية خطط نهضوية أو تنموية أفغانية كالذي حدث مؤخرًا مثلا في ولاية فراه الأفغانية، والتي ثبت أن إيران كانت وراء توتير الأجواء عبر طالبان لتعطيل بناء سد «بخشآباد» الذي سيؤثر على المياه المغذية لمحافظات إيران الشرقية.
تحت شعار «عدو العدو
دعم سياسي وعسكري
ولفت إلى أن العلاقة بين الحركة وطهران لا تقتصر على الدعم السياسي الذي تقدمه الأخيرة لقادة طالبان كالاستضافة والمشاورات والتنسيق وما إلى غير ذلك، لكن هذه العلاقة وصلت إلى حد الدعم العسكري؛ حيث أمدوا الحركة بالأسلحة والذخيرة ودربوا عناصرها إضافة إلى تجنيد عدد من الشباب الأفغاني المقيم في إيران، ونجحوا في ضم بعض عناصر الحرس الثوري لصفوف الحركة وهو ما أثبتته وأكدته تحقيقات الشرطة الأفغانية مرارًا إذ يعقب نجاح الشرطة الأفغانية في تحرير أي منطقة من سيطرة الحركة، العثور على كميات من الأسلحة والألغام المصنوعة في إيران.