هجوم الأحواز.. ذريعة إيران الجديدة لنشر الإرهاب بالمنطقة

الخميس 27/سبتمبر/2018 - 01:34 م
طباعة هجوم الأحواز.. ذريعة محمود رشدي
 
بشكل رسمي، أصدرت «طهران»، الثلاثاء25 سبتمبر، بيانًا اتهمت فيه بعض الدول العربية بالضلوع في الهجوم الأخير الذي استهداف العرض العسكري للحرس الثوري الإيراني، السبت 22 سبتمبر، وخلف 29 قتيلًا، فيما أصيب 53 آخرون.

علي خامنئي
علي خامنئي
وزعم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي أن مهاجمي العرض موَّلتهم السعودية والإمارات، وذلك رغم تبني تنظيم «داعش» العملية بشكل رسمي، وإصداره صورًا عبر منصته الإعلامية وكالة «أعماق»، تؤكد وقوفه خلفها؛ ما دفع الدولتين العربيتين للردِّ بقوة على تلك المزاعم الإيرانية.
رمضان شريف
رمضان شريف
وتصر طهران على اتهام «أبوظبي» و«الرياض»، بل ذهب الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال الاجتماع الحالي للجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، إلى القول بأن بلاده ستقابل ما وصفها بــ«التهديدات الإرهابيَّة»، بتهديدات مماثلة.

فيما زعم المتحدث الرسمي باسم الحرس الثوري الإيراني، رمضان شريف، أن المهاجمين الذين استهدفوا العرض، ينتمون لمجموعة إرهابيَّة تدعمها المملكة العربية السعودية، مضيفًا أن الأفراد الذين أطلقوا النار على قوات الحرس أثناء العرض العسكري مرتبطون بمجموعة الأحواز التي تدعمها السعودية، في إشارة إلى «حركة النضال العربي لتحرير الأحواز» الإيرانية.
داعش
داعش
إرهاب إيراني جديد.. «نظام الملالي» يتوعد بتصفية معارضيه
وتجاهلت مصادر إيرانية إعلان «داعش» ونسبت الهجوم لأيدٍ أجنبية دون إجراء أي تحقيقات، وعلى جانب آخر تبنت حركة المقاومة الأحوازية الهجوم، واعتبرته يأتي في إطار المقاومة للاحتلال الإيراني للأراضي الأحوازية، ونوعًا من الدفاع عن النفس.
حبيب جبر
حبيب جبر
مقاومة وليست إرهابًا
ومن جانبه، قال حبيب جبر، رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: إن استهداف الحرس الثوري في استعراضه العسكري في الأحواز من قبل المقاومة الوطنية الأحوازية، يأتي في إطار الدفاع عن النفس، وضد ميليشيا عسكرية إرهابية مصنّفة على المستوى الدولي.

وفى توزيع اتهامات عشوائي من قبل طهران، هدد وزير الخارجية الإيراني «جواد ظريف»، بسرعة الرد على هجوم الأحواز، مغردًا عبر «تويتر»: «الإرهابيون الذين نفذوا اعتداء الأحواز، تم تدريبهم وتمويلهم من قبل نظام أجنبي، وإيران سترد بسرعة وحسم عن أرواح أبنائها»، متهمًا الولايات المتحدة بدعم الهجوم، قائلًا: «داعمو الإرهاب في المنطقة وأسيادهم الأمريكان، مسؤولون عن اعتداء الأحواز».
عملية الأحواز
عملية الأحواز
عملية الأحواز.. إيران في مرمى نيران المقاومة
وعلى الفور ردت وزارة الخارجية السعودية، على الاتهامات الإيرانية، واصفة إياها بــ«الادعاءات الكاذبة والباطلة»، وقال بيان للخارجية نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس»: إن سياسة المملكة السعودية واضحة حيال عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ورفضها التام لأي تدخلات في شؤونها الداخلية، وبالمقابل فإن النظام الإيراني هو من يتدخل في شؤون دول الجوار، وهو الراعي الأكبر للإرهاب في المنطقة والعالم أجمع، وقد دأب منذ نشأته على نشر الفوضى والدمار والطائفية والتطرف، وأهدر مقدرات شعبه في عدوانه وطيشه الذي لم يجلب إلا الفوضى والدمار للمنطقة.

وقد استدعت الخارجية الإيرانية، الإثنين 24 سبتمبر، القائم بالأعمال الإماراتي في طهران، وأعلنت الخارجية الإيرانية أن الاستدعاء جاء إثر تأييد مسؤولين إماراتيين لهجوم الأحواز، عقب تغريدة عبر «تويتر» نشرها الكاتب الإماراتي عبدالخالق عبدالله اعتبر فيها أن الهجوم على العرض العسكري في الأحواز لم يكن عملًا إرهابيًّا.
التسرع والعشوائية
يقول هشام البقلي، الباحث في الشؤون الإيرانية: إن توزيع الاتهامات العشوائي فى حادث الأحواز، جاء كنوع من التسرع الذي يتصف به النظام الإيراني في الآونة الأخيرة، ويجعل المشهد أكثر ارتباكًا، إذ سارعت منذ اللحظة الأولى لتوجيه اتهامها لكل من واشنطن ودبي والرياض، رغم إعلان «داعش» و«المقاومة الأحوازية»، مسؤوليتهما عن الحادث.

ويري «البقلي» فى تصريح لـ«المرجع» أن إيران سعت للاستفادة من الحادث في توجيه اتهامات إلى قوى المنطقة، ومبرر للتغطية على سياستها القمعية تجاه الأقلية الأحوازية داخل إيران.
محمود جابر
محمود جابر
فيما قال محمود جابر، الخبير في الشؤون الإيرانية: إن التسرع الإيرانى في توجيه الاتهامات، يأتي كنوع من الرعونة السياسية، وفقدان المصداقية، دون إجراء أي تحقيقات تشير لضلوع أي ممن وَجَّهَت لهم الاتهام، مضيفًا فى تصريح لـ«المرجع»، أن السياسة الإيرانية رسبت بامتياز في تعاملها مع حادث الأحواز.

شارك